
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حمــداً لمــن بسـيوف الحـق قـد قصـلا
رقـاب مـن حـاد عـن نهـج الهـدى وغلا
ثــم الصــلاة لمــن بالســيف مبعثـه
والآل والصــحب مــن فـاقوا سـطاً وعلا
البــــائيعين لمــــولاهم نفوســـهم
بجنــة الخلــد لا زالــت لهــم نـزلا
منــى عليهــم سـلام اللـه مـا تليـت
آى الجهــاد ومــا بــدر العلـى كملا
وبعـــد فـــالبغى صـــراع لصـــاحبه
وهــل تــرى باغيــاً إلا وقــد خــذلا
وهــو اسـتطالة بعـض المسـلمين علـى
بعــض علــى غيـر منهـاج الهـدى فعلا
ومنــه تصــدر أفعـال القبـائح مثـل
القتــل والأخــذ للمــال الــذي حظلا
والانتصـار بغيـر الحق والغصب المردى
حميــــة أهـــل الكفـــر فـــاحتفلا
ومنـه يصـدر مـن فعـل القلـوب عنـاد
الحـــق مـــع رده والكفـــر والخيلا
ومــن لــوازمه نصــر العـدو معـادا
ة الــولى الأذى التخويــف قــد حصـلا
وهـــذه إن حواهـــا فاعـــل كملــت
دعـــائم الكفــر فيــه بئســما عملا
أمـــا البغـــاة صــنوف منهــم فئة
جــاءت تقاتـل أخـرى فـي الـبيوت بلا
حـــق وتخرجهـــم جهـــراً وتســلبهم
قهــراً وتستأصــل الأمــوال والنســلا
كـــذا إذا قصـــدوهم فــي طريقهــم
ومنهـــم معتــد قــد قطــع الســبلا
ومنهـــم ســـالب للمـــال منتهـــب
جهـــراً يــدين بتحريــم الــذي أكلا
ومنهــــم آخـــذ للمـــال مختلـــس
ومنهـــم ســارق بالســر قــد خــزلا
والحكـــم مختلـــف فيهــم فــأولهم
قتـــاله واجـــب لا شـــك حيـــن غلا
والشــك فــي كفــره حجــر وتركهــم
إيـــاه يقتلهـــم حجـــر كمــن فعلا
والحـد فـي القطـع منصـوص بـه وعلـى
الإمــام أن ينفـذ الحكـم الـذي نـزلا
وليتــه عنــد النهــى ثـم يحبـس إن
أبــــى وينفـــى وإلاجـــرع الأســـلا
فمــن أخــاف ولــى اللـه كـان كمـن
قــد حـارب اللـه أو عـن دينـه نضـلا
وطهـــر الأرض ممـــن غــار ملتبســاً
بــالظلم حــالا ولا تصــغى لمـن عـذلا
وهكــذا الحكــم فيمـن صـار مشـتهراً
بــالبغي لا يبتغــي عــن بغيـه حـولا
وجـــائز هجمـــه وقـــت الصــلاة أو
الرقــاد والأكــل أو إن كـان مشـتغلا
وواســـع قتلـــه والناصـــرين لــه
والمــانعين لــه إن كــان لـم يـزلا
فــأرعف الســيف منهــم كلهــم معـه
ولــو بغــى بكضــرب الســوط وارتحلا
وإن يكــن بغيــه ســراً فليــس لهـم
قتــاله قبــل أن يــدعى لمــا نـزلا
لكـن لـذي المـال إن يقصـده إن علـم
المكــان وليأخـذ المـال الـذي خـزلا
وجــائز قتلــه بالغصــب قيــل لــه
لـو صر في الثوب أو في الجيب ما قصلا
إلا إذا غـــاب عنـــه علــم موضــعه
لكــن إلــى الحـق يـدعوه إذا امتثلا
وواجـــــــب رده للحــــــق إن قبلا
والــدفع عـن بغيـه والقتـل إن عـدلا
وليـــدع للحكـــم مســتخف ومختلــس
أيضـاً فـإن يمتنـع فـالجبر قـد وصـلا
وقتلـــه جـــائز والمـــانعين لــه
مــن خصــمه إن أبـى فالكـل قـد قتلا
واهجـم علـى المانع المبغي عليه إذا
أريـــد تخليصــه والقــاطع الســبلا
وليتــه حــارس بــاغ ولينكَّــل ثــم
ليســق إن لـم يَحُـر كـأس الحـترف ملا
وهــدم معقــل أهــل الظلــم متســع
كهـــدم هامــاتهم حــتى لــه تصــلا
وهكــذا حصــن مـن يـأوى البغـاة ولا
ضـــمان فيـــه إذا عــن أمــره دخلا
وإن تحصــن بــاغ وســط منــزل مــن
لـم يرضـى فأهـدمه واقتـل ذلك الوغلا
إن لـــم تصـــله بلا هــدم وتضــمنه
فــي بيـت مـال إلـه العـرش جـل علا
ورأينــا أخــذه مــن مــال معتصــم
بـــــه لأن بـــــه إهـــــدامه فعلا
ولا يحـــل لبـــاغ قتــل آخــر قــد
بغــى إذا لــم يتــب مـن فعلـه عجلا
وهـــالكون جميعــاً إن أتــوه وكــل
منهمـــــا ضـــــامن لمــــاله فعلا
وإن مـــررت ببـــاغ أو رأيــت بــه
أمـارة البغـي فـانزع عنـه مـا قصـلا
وخــذ علــى ربــه أجـراً لـترجع مـا
مــن مــاله أخــذ البـاغي إذ ارتحلا
واقتلـه لـو لمـي كـن بـاغ وجاء لدى
جيــش البغـاة وأمـا الحكـم فيـه فلا
حــتى تــرى أنــه بــالجبر مضــطلع
أو أن تــراه بثــوب العــذر مشـتملا
وقتــل قــائد أهــل البغــي متســع
والنــــاكثين علـــى حـــال فلا تحلا
وســـق إلـــى كـــل جبــار منيَّتــه
كســقي مــن دلهــم للمــوت كـأس بلا
وإن يكــن يكــن عنــد مظلــوم مــن
بغــى فليــس لــه أن يأخــذ البـدلا
منهــا ليــس لــه منـع الأمانـة كـي
يــرد مــا أخــذ البــاغي وإن جـزلا
وقيــل بــل جـائز إن كـان فـي يـده
لا غيــره فــافهم المعنــى وكـن بطلا
وجـــائز حبـــس بـــاغ أو مســاعده
ومنعهــم ليــردوا المــال والخــولا
كــذا الــولي لــه هـذا إذا امتنـع
البـاغي فـإن كـان مقـدوراً عليـه فلا
واحكــم بنفقتــه مــن مــاله وعلـى
البــــاغي إذا حيوانـــاً مـــا أكلا
ولا يقاتـــل بـــاغ مشـــرك وكـــذا
مخـــالف دان بالتحليـــل إن عـــدلا
ولا يقاتــــل ذو دَيــــن كمقــــترض
ولا الوكيـــل علــى الأمــوال إن رحلا
ولا الــذي رد منــه الغصــب محتســب
ولا الــــذي أخـــذ الأمـــوال محتفلا
أمــا عــدواة أهــل البغــي واجبـة
علــى الملكــف لــو بـالقلب لا حـولا
وعلـــم كفرهــم مهمــا بليــت بــه
كعلـم حجـر الـدما مـن حيـن مـا عقلا
وغنـــم أمــوالهم والســبى ممتنــع
وقتــل مــن غــادرته السـمر منجـدلا
أمـــا إذا عنمــوا أســلابهم فلهــم
أن يقتلــوهم بهمــا وليعقـروا الإبلا
وليـــس يتبــع بــاغ فــرّ منهزمــاً
لكــن إذ خيــف منــه الشــر إن وألا
حــتى يعــبئ لأمــر اللــه مرتجعــاً
عــن بغيــه خائفــا مــن ذنبـه وجلا
هنـــاك إن قـــاتلته عصــبة فأصــر
هامـــاتهم جـــزراً للـــوحش أو نفلا
وليــس يقتــل شــيخ والصـبى ولا الـم
ريــض والخـود إن لـم ينصـروا الجهلا
ولا جهـــاد عليهــم كــالرقيق ومــن
عليــه ديــن ولــم يــترك لـه بـدلا
لكـن عليـه عـن النفـس الـدفاع وعـن
أمـــواله إن يكـــن داع وقـــد كفلا
كـــذاك مــن منعــاه والــده وقــد
صـــارا حليفـــي مضـــرات ولا خــولا
واحكــم عليــه ببغــي إن أقــر وإن
شـــاهدته غاصـــباً أو جارحـــاً رجلا
أو مفســداً نشــباً أو قاصــداً سـلبا
أو منفـــرا غنمـــا أو طــارداً إبلا
أو أخــبر الأمنــا بــالبغي أو وجـد
المبغــي أمــواله قــد حازهــا وغلا
ومـن أتـى ليـس يـدري مـا أراد فـإن
أبـــدا كضــرب بســيف أو رمــي نبلا
لـو لـم يصـب مـن رمـاه أو أصـاب به
لباســـه فهـــو بـــاغ فــارمه عجلا
وقيــل إن شــهروا ســيفاً وقيـل إذا
صــفوا لــه أو أغــاروا نحـوه الإبلا
أو أظهـروا السـيف إظهـاراً وقيل إذا
مـا جـاوزوا حجـره فـالبغي قـد حصـلا
كــذا إذا قصــدوا مــالاً وإن قتلـوا
نفســاً وإن أفسـدوا شـيئاً ولـو سـهلا
أمــا إذا عرفـوا بـالبغي كـان لمـن
رآهــــم ســــقيهم كـــأس البلا نهلا
وكـل مـن جـاز منـه القـول مثل إمام
جــاز تصــديقه فــي البغـي إن سـُئلا
لــو مســتعينا ويـبرى منهـم بمقـال
الواحـــد العــدل إذا افتــاؤه قبلا
وقيـل لـو لـم يكـن فـي صـحبه أمناء
جـــاز تصــديقهم والــدفع قــد جملا
وقيــل بــل لــو رأى فيهـم أمـارته
فليـــس يحتــاج أن يســقهم الرســلا
وليــأمر الكــل منهـم بالكفـاف إذا
رأى أمـــارته فـــي الفرقـــتين جلا
فمــن أبــت عــن كفـاف فهـي باغيـة
علــى الــتي وقفــت فلتطعـم النصـلا
ومــن أتــى مظهـرا بغيـاً وليـس بـه
فــي بـاطن الأمـر كـن فـي قتلـه بطلا
إلا إذا عرفـــت منـــه الحقيقــة إن
لـم يقصـد البغـي كـن عـن قتلـه وجلا
وادفعـه إن ظـن قتـل البغـي منـه بلا
قتـل فـإن لـم ينـدفع فـالأمر قد سهلا
واقتلـه مهمـا بدا بالبغي أو كسر الأ
مــان أو إن تعــدى الحجــدر أو قتلا
وآخــذ المــال لـو مزحـاً يحـل لمـن
رآه تجريعــــه العســـالة الـــذبلا
وليســتعن كــل مبغــي عليــه بمــن
أراد للـــدفع ولينصــره مــن ســألا
وانصره لو كان مشركا أو عبداً أو أمة
أو ضــعفه كالنســا حــالا ولــو ثقلا
إن صــدق المســتعان المســتعين بـه
إذ لا يجـــوز لـــه أن ينصــر الختلا
ولا يحـــل لـــه أن يســـتعين بهــن
يجــاوز الحــق فــي بـاغ لـو اختبلا
وليـردد الغصـب منـه المسـتعين علـى
أربــابه عنــد غيــر العجـز إن فعلا
وليعـــتزل عنــه إلا أن يخــاف مــن
العــدو فــي عزلــه فليجـدر العـزلا
ولا عليـــه إذا مـــا كــان صــاحبه
مــن أغيــر مـا دعـوة منـه إذا أكلا
وكـــل ذي بلـــدة فالــدفع يلزمــه
عنهــا وعمــن بغــى فيهـا عليـه علا
حــال ويلــزم أهــل المصــر نصـرهم
إن كــان يخشــى عليهـم مفضـعا عضـلا
واحكـم علـى قـادر بالـدفع عنـه وعن
مســـافر معـــه والضـــيف إن نــزلا
ولا يحـــل لـــه عـــن صــاحب معــه
ســــير إذا عقـــداها ثمـــت ارتحلا
إلا إذا كــان فــي أمــره لأن عليــه
الــدفع عنــه سـوى البـاغي إذا جهلا
ولا يصــــاحبه إن كــــان يعرفــــه
بــاغ إذا لــم يتــب عـن بغيـه عجلا
وإن تعـــدد أصـــحاب وقــد أســروا
فليبــد منهــم بــأي شــاء مشــتغلا
ولا دفــاع علــى الأسـرى ولـو وجـدوا
مــن أهــل حربهــم الأرمـاح والنصـلا
وليــس يعــذر ذات الخــال إن تركـت
عنهــا الــدفاع إلــى أن لاقـت الأجلا
وليــس تعــذر فـي نـزع اللبـاس إذا
لـم تـدفع البغـي عنهـا فافهم العللا
ودفعهــا جــائز لــو كــان نافلــة
وليــس تحتــاج أن تســتأذن الــرجلا
ولازم مــن بــه التكليــف ينــط عـن
النفــس الــدفاع جميعـا حينمـا دخلا
لـو خـاف مـن سـبع أو مـن بهيمـة أو
إنســـان أو حيـــة أو جــاحم شــعلا
وإن يكــن لــم يقــع فيــه فيلزمـه
لكــــي يخلصـــها أن يعمـــل الحيلا
نعــم يجــوز لــه قتـل العـدو ولـو
خـــاف الهلاك ولــو عــن غيــره فعلا
لا واجنبــاً ولــه الأجـر الكـثير إذا
مـا لـم يكـن بكحـرق النـار قـد قتلا
ولا يحـــل لـــه فـــي نفســه حــدث
ولــو بــه لــزوال الظلـم قـد وصـلا
وأفضــل الشـهدا مـن قـال عنـد أخـي
جــــور بحــــق فســــقاه البلا عللا
وإن يكــن طالبــا بــالبغي فاحشــة
لــو بــأمر فــإذا لــم ينـدفع قتلا
لــو لــم يكـن طالبـاً قتلا ولا نشـبا
لــو ذات خــدر بــأخرى تلمـس القبلا
أو طالبــا لمســه كــي يســتلذ بـه
أو كشــــفه ليـــراه أو يريـــه ملا
لــو بالبهـائم أو بـالنفس يفعـل ذا
ولا يحــــل لــــه التمكيـــن لا جهلا
ولا يجــوز لــه تــرك الــدفاع عــن
اللبـاس كـالنفس فـاحفظ واحذر الفشلا
وهــو المخيَّـر فـي فعـل الـدفاع عـن
الأمــوال والــترك إلا فـي السـلاح فلا
والـدفع عـن مـاله إن لمـي خـف ضرراً
فيــه علـى النفـس مـأمور بـه امتثلا
وضــامن مـن أضـاع الحفـظ فـي كأمـان
ة أو مــال أولــي الإســلام إن خــزلا
كــذاك مــال قريــب إن قــدرت علـى
إنقـــاذه فعليـــك الــدفع لا حــولا
وليــدفع العبــد عــن أمـوال سـيده
لــــو قــــل لا غيـــره إلا إذا جعلا
أو كـــان يضـــمنه أو ربـــه فلــه
الــدفاع عنــه إذا مــا حـادث نـزلا
ولا قتـــال لـــه عــن مــال ســيده
قــد قيــل إلا إذا عــن ثمنــه فضـلا
إلا إذا مـــا رقيقــا كــان يلزمــه
الــدفاع عنـه علـى حـال لـو اخـتيلا
وإن تــرى حيوانــا وســط زرعــك فـا
قصــد صــرفه عنــه واتركــه إذ قفلا
ولا عليــك ولــو بالــدفع مــات إذا
مــا لــم تجــد ملجــأ عنـه ولا قبلا
وجـاز أن يتقـي بالمـال لـو حيوانـاً
كــان لــو مـات لا مـن جنـس مـا عقلا
وحــرم الإتقــا والــدفع عنــه بمــا
ل الغيـر إن لمـي كـن باغ إذا اقتتلا
واعمـل بمنـع مزيـد الضـر لـو خشـيت
منــه المضــرة مثــل الخنـدق العملا
مـا لـم يكـن فيـه إتلاف النفـوس فإن
تلفــن فــالقول بالتضــمين قـد قبلا
وليـــس يلزمـــه قــالوا إذا هلــك
تلفــن فــالقول بالتضــمين قـد قبلا
وإن يكـــن عـــاقلا يومــاً فيصــرفه
بمــا أراد ولــو جمــراً قـد اشـتعلا
بجعلــه حــائلا بيــن البغــاة ومـن
بغـــوا عليــه ويلجيهــم بمــا جعلا
والـدفع عـن مـال أهـل اليتـم متسـع
ببعضــــــه بكجبــــــار إذا انتقلا
ولا يصـــح قتـــال الفرقــتين علــى
حــق معــاً ويصــح العكــس فــاحتفلا
وقــد تحــق الــتي تبغــي برجعتهـا
عــن بغيهــا لإمــام أو لمــن عــدلا
وصــح إبطــال مــن حقــت إذا رجعـت
مــن قاتلتهـا فلـم تـذعن لمـا نـزلا
وكــافر مــن أعــان المفتنيـن ومـن
رضــى بفتنتهــم والكــل قــد خــزلا
والقـوم إما تداعوا بالقبائل للقتال
فالســـيف فيهـــم يســـبق العـــذلا
كـذا التفـاخر لـو صـدقاً يكـون فهـم
فــي فتنــة صــخبوا الإعجـاب والخيلا
وكـــل شـــتم ونقـــص لا يحــل بــه
القتـال والقـذف لـو بـالظلم كان فلا
أمـا الـذي دب عـن أعـراض مـن عرفوا
مــن أهــل نحلتنـا قـد أحسـن العملا
والطعــن فـي ديننـا والمنـع حـدهما
إن يطعــم الفاعــل الجـزارة النصـلا
والارتـــداد عـــن الإســـلام مثلهمــا
ولا أمـــان لهــم كالقــاطع الســبلا
وإن أغــار علــى بــاغ ليأخــذ مـع
أمــواله مــاله فــالبغي قــد حصـلا
وقاصـــد البغــي إن لاقــاه قاصــده
أيضــا وقــد أخــذ الأمـوال واخـتزلا
فجـــائز نزعهـــا منــه لــه لــذوى
الأمــوال لا قصــد بغــي آخــر شــملا
إن تــرى مقتنـاً قـد جـاء يهتـك مـن
حريــــم آخـــر فـــادفع ذاك منتفلا
واحكـم علـى آخـذ الأمـوال لـو أخـذت
مــن غيــر أربابهـا بـالبغي مـرتحلا
فلا يجـــوز لــه دفــع البغــاة إذا
لأنـــه مثلهـــم أيضــاً وقــد خــذلا
لكــن يجــوز لــه إن تــاب دفعهــم
عــن نفســه وعــن الأمــوال فـاحتفلا
ولا يحـــــل لمبغــــي عليــــه إذا
أمــوال بــاغ عليــه ســل واخــتزلا
قتـــالهم دونهـــا إلا إذا بـــرءوا
منهـــا إليهــم وردوهــا لهــم جملا
هـــذا إذا أخــذوا الأمــوال كلهــم
أو صــاحب الأمــر لا إن كـانت السـفلا
وجـــائز قتلهــم مــن بعــد ردهــم
لهـــا إذا قــاتلوهم فــافهم المثلا
وقيـل إن كـان أصـل القتـل منـه على
حــق ولــم يقصــدن منعــاً لهـا جملا
وحـــافظ مــال مبغــي عليــه علــى
علــــم لآت بغــــي فـــانزعه محتفلا
وادفعــه عنــه وقــاتله عليــه وإن
لــم يعلــم البغــي حــاكمه ولا تبلا
وهكــذا وارث فــي الصــورتين ومــن
غــــدا يعـــاملهم كالمشـــتري مثلا
ولا يضــر التــواني والــدفاع لمــن
بغـــى عليـــه إذا مـــا أدرك الأملا
وليهجمـــن علــى البــاغي فيقتلــه
وليأخــذ المــال أصــلا كـان أو غللا
ولـــو تــداول مــن بــاغ لاخــر إن
لـم تـذهب العيـن منـه فاحـذر الهزلا
ومــــا لمغتصـــب ربـــح ولا عـــزق
ولا عنــــاء ولا أجــــر لمــــا عملا
أمـا الأمـان وصـلح الدار ما اصطلحوا
عليــه جــاز ونقـض الصـلح قـد حضـلا
ونــاقض العهــد بعـد الصـلح مجـترح
بــاغ إذا كـان شـرط الصـلح قـد كملا
كــذا الخفـارة والشـرط الـذي وجبـت
بــه الخفــارة إن يرضــوا بــه كملا
لكـن إذا مـا عنـاهم مثـل ذا قصـدوا
علاَمــة لــو دعيــاً بــالعلى اشـتملا
وقــدموه إمامــاً كــي يقــوم بهــم
لنصــرة الــدين عـن رأى مـن الفضـلا
وليقصـــدوا سائســا للحــرب همتــه
وبأســــه ينـــزلان النجـــم والجبلا
وواجـــب نصـــبه لــو للــدفاع إذا
كــانت علــى قـدرة مـن نصـبه النبلا
كــذاك طــاعته مهمــا أطــاع فــإن
أتـي الكـبير اسـتحق الخلـع وانعـزلا
بشــرط أن لا يكونــوا جــاهلين بمـا
أتــوا فلســت أرى عــذراً لمــن جهلا
أو كــان قـد ذهبـت عينـاه أو خرسـت
لســـانه أو إذا عـــن دينــه انتقلا
أو يــذهب الســمع أو يخلـع إمـامته
أو أن يــرى موجبــاً للحــد قـد فعلا
كــذا إذا فــر يـوم الزحـف منحرفـا
إلا إلــــى فئة مــــن جنــــده وإلا
أو ابتلـــي بجنـــون لا إذا ضـــعفت
بعــض الجــوارح أو إن حــار أو ذهلا
ولازم لهــم منـه النصـيحة والـرأى ال
ســـــــديد وإن يلقـــــــوه محتفلا
وإن تعـــذر وجـــدان الإمــام لهــم
قــاموا معــاً ليـردوا الحـادث الجلا
وجـــائز لهـــم مـــا للإمــام مــن
الــدفاع والقتــل والتحجيـر لا جـدلا
بشـــرط ألاَّ يكونــوا جــاهلين بمــا
أتــوا فلســت أرى عــذراً لمــن جهلا
ثــم القتـال لهـم دفعـاً يقـال وقـد
يــدعي جهـاداً لـه التفصـيل قـد عقلا
واسـم الجهـاد يعـم الـدفع منـه وقد
يكـــون نفلا وفرضـــا تركـــه حضــلا
وفرضــه مــن كتــاب اللـه مـع سـنن
الرسـول إجمـاع أهـل العلـم قـد نقلا
ولازم مســــلماً حــــراً وقــــد عقلا
وبالغــــاً قـــادراً لا عـــاجزاً وكلا
والعجـز إمـا ككـون الخصـم أكـثر من
مثليـــه أو إن تــراه حــالف العللا
وكـــل قتـــل قصاصــا جــائز حســن
لــو للنسـاء لـو الجـاني الـولا جهلا
وجـــوزوا دفعـــه للقتــل إن جهــل
المقتــص إن كــان معلومـا لـديه فلا
وأمـر بقتـل مبـاح القتـل واعـط على
قتــاله المــال واستحضــر لـه الأجلا
وأجــرة القتــل فــرض لا تحــل لــه
وجــــائز أخـــذها إن كـــان منتفلا
ولا يحــل لــه منــع المبــاح لمــن
أراد إلا إذا مــــــا قبلـــــه دخلا
والنـاس لـو علمـوا فضـل الجهاد لما
أهمهـــم غيـــره أكـــرم بـــه عملا
وأفضــل النـاس بعـد الأنبيـاء أولـو
الجهــاد هـذا عـن المختـار قـد نقلا
لكنهــم قعــدوا عــن ذاك وانتـدبوا
لنصـــرة الكفـــر إهمــالاً لــه وقلا
يــا رب طهــر بقــاع الأرض مـن سـفل
قــد البسـوا دينهـم مـن كفرهـم حللا
وصـــب رب عليهـــم ســـوط منتقـــم
ولا تــــذر منهــــم أنـــثى ولا رجلا
وأبـــدل الأرض خيــراً منهــم وأقــم
ليثـــاً لــدينك يقربهــم صــحاف جلا
يقـــدس الأرض مـــن أوســاخ كفرهــم
ويضــحك النصــر فــي إبكـائه الأسـلا
لـــديه كــل جــرى القلــب كاملــة
خصــــاله يحمــــل الآجـــال إن حملا
لا يخــض فــي اللــه لَّوامـاً ولا عـذلا
ثبــت يـرى المـوت فـي هيجـائه عسـلا
وهاكهـا كرمـاح الخط أو كسيوف الهند
إذ تهــــــدم الهامــــــات والقللا
فاسـتجلها فـي سـماء المجـد قد فضحت
بهـــا مشـــارق شـــمس حلــت الحملا
ضـــمنتها نهــج أســد ســادة غــرر
قـد محقـوا الجـور لمـا فحصوا السبلا
وأوردوا النــاس مــن حــوض البيـان
معـان تـورد الفكـر سحراً ببهر العقلا
وهيئوا لشـــياطين الـــورى شـــهباً
مـــن قـــاذف درراً أو واقــد شــعلا
فاستمســـلت لهـــم الأملاك وارتعــدت
فــرائص الــدهر إذ فـاقوا سـطاً وعلا
جزاهــم اللــه مــن رضــوانه كرمـا
جـــزاء مـــن حســـنت أوصــافه كملا
مــولاى أنهيــت آمــالي إليــك فهـب
مــن فيــض جــودك مـا يبلغنـي الأملا
سعيد بن حمد بن عامر بن خلفان الراشدي.شيخ علامة، فاضل من إباضية عُمان. توفي في ميناء مطرح (قرب مسقط) له منظومتان: إحداهما نونية في (الرد على من يدعي قدم القرآن)، والثانية لامية في (الدفاع والجهاد).