
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســُقيا لِحَـيٍّ بِـاللِوى عَهِـدتُهُم
مُنــذُ زَمـانٍ ثُـمَّ هـذا رَبعُهُـم
عَهِــدتُهُم وَالعَيــشُ فيـهِ غِـرَّةٌ
وَلَــم يُنـاوِ الحَـدَثانُ شـَعبَهُم
وَلَــم يَــبينوا لِنَـوىً قَذّافَـةٍ
تَقطَـعُ حَبلـي مِـن وِصـالِ حَبلِهِم
فَلَيـتَ شـِعري هَـل لَهُم مِن مَطلَبٍ
أَو أَجِــدَنَّ ذاتَ يَــومٍ بَــدلَهُم
أَوَ يُعــذَرَنَّ بِالبُكـاءِ إِن بَكـى
صــَبٌّ مُعَنّــىً مُســتَحَقٌّ إِثرَهُــم
مُكَلَّـــفٌ بِالشــَوقِ لا يَنســاهُمُ
يَمنَحُهُــم وُدّاً وَيرعــى عَهـدَهُم
وَيُنـــذِرُ النُــذورَ إِن رَآهُــمُ
وَعــادَ يَومــاً عَيشـُهُ وَعَيشـُهُم
وَلا وَرَبِّ العَـــرشِ لا يَلقـــاهُمُ
وَلا يَعـــودُ عيـــدُهُ وَعيــدُهُم
وَكَيــفَ يَلقــاهُم كَــبيرٌ سـِنُّهُ
وَقَـد مَضـى الـدَهرُ وَطاحَ نَجمُهُم
هَيهـاتَ عَـدِّ النَفـسَ عَن ذِكراهُمُ
وَاِقصــِد لِنَحـوِ آخَريـنَ غَيرِهِـم
هَـذا وَقَـد أَرَيتُنـي فَلَـم أَلُـم
رَأيـي إِذا لامَ الرِجـالُ رَأيَهُـم
أَدعـو بـنَ سـَهلٍ حَسـناً وَمَجـدَهُ
حيــنَ تَعَيّــا بِعَيـالي أَمرُهُـم
أَظَــلُّ أَدعــو بِاِســمِهِ وَدونَـهُ
قَــومٌ كَــثيرٌ رَغبَــةً تَرَكتُهُـم
تَخَيُّـــراً اِختَرتُـــهُ عَلَيهِـــمُ
وَلا بِهِـــم بَــأسٌ وَلا ذَمَمتُهُــم
نـاموا فَلَمّـا أَن رَأَيـتُ نَومَهُم
عَنّــي تَحَمَّلــتُ فَمـا أَيقَظتُهُـم
يـا اِبـنَ كِرامٍ كابِراً عَن كابِرِ
زانـوكَ زَينـاً باقِيـاً وَزِنتَهُـم
كـانوا هُمُ الأَشرافُ سادوا كُلُّهُم
مـا فـي جَميعِ العالَمينَ مِثلُهُم
بَنَوا جَميعَ المَجدِ فيما قَد مَضى
وَأَنــتَ تَبنيــهِ كَـذاكَ بَعـدَهُم
فـــي شــَرفٍ مُؤَيَّــدٍ أَركــانُهُ
لَـم يَبنـهِ بـانٍ سـِواهُم قَبلَهُم
فَيـا اِبـنَ سـَهلٍ وَاِبنَ آباءٍ لَهُ
كـانوا مَنـاجيبَ قَـديماً فَضلُهُم
وَاللَـهِ مـا تُصـبِحُ بَيـنَ مَعشـَرٍ
إِلّا وَأَنـــتَ شَمســُهُم وَبَــدرُهُم
وَالنــاسُ آخــاذٌ وَمـاءٌ نـاقِعٌ
وَغُــدُرٌ تَجــري وَأَنــتَ بَحرُهُـم
وَالنـاسُ أَجنـاسٌ كَما قَد مُثِّلوا
وَفيهُــمُ الخَيـرُ وَأَنـتَ خَيرُهُـم
حاشــا أَميـرِ المُـؤمِنينَ إِنَّـهُ
خَليفَــةُ اللَــهِ وَأَنـتَ صـِهرُهُم
فَأَحسـَنوا التَدبيرَ لَمّا ناصَحوا
وَأَمَّنـوا العَتـبَ فَطـالَ نُصـحُهُم
إِلَيــكَ أَشــكو صــِبيَةً وَأُمَّهُـم
لا يَشــبَعونَ وَأَبــوهُم مِثلُهُــم
قَـد أَكَلـوا الوَحشَ فَلَم يُشبِعهُمُ
وَشـَرِبوا المـاء فَطـالَ شـُربُهُم
وَاِمتَـذَقوا المَـذقَ فَيا دُنياهُمُ
وَالمَضـغُ إِن نـالوهُ فَهُوَ عُرسُهُم
لا يَعرِفــونَ الخُـبزَ إِلّا بِاِسـمِهِ
وَالتَمـرُ هَيهـاتَ فَلَيـسَ عِنـدَهُم
وَمـا رَأَوا فاكِهَـةً فـي عيصـَها
وَلا رَأَوهـا وَهِـيَ تَهـوي نَحـوَهُم
وَمــا لَهُـم مِـن كاسـِبٍ عَلِمتَـهُ
عَلـى جَديـدِ الأَرضِ غَيـرُ جَحشـِهِم
وَجَحشـُهُم قَـد باتَ مَنهوبَ القِرى
وَمِثـلُ أَعـوادِ الشـُكاعى كَلبُهُم
كَــأَنَّني فيهِــم وَإِن وَليتُهُــم
كــانوا مَـوالِيَّ وَكُنـتُ عَبـدَهُم
مُجتَهِــداً بِالنَصــرِ لا آلــوهُمُ
أَدعـو لَهُـم يـا رَبُّ سَلِّم أَمرَهُم
وَتــارَةً أَقــولُ مِمّـا قَـد أَرى
يـا رَبُّ باعِـدهُم وَباعِـد دارَهُم
يَـأوونَ بِاللَيلِ إِذا ما أُحرِجوا
إِلـى ذُرى اللُهَيـمِ وَهـيَ قِدرُهُم
بِهـا يَطوفونَ إِذا ما اِجرَنثَموا
وَهــيَ أَبــوهُم عِنـدَهُم وَأُمُّهُـم
زُغـبُ الـرُؤوسِ قَرِعَـت هامـاتُهُم
مِـنَ البَلا وَاِسـتَكَّ مِنهُـم سَمعُهُم
كَـــأَنَّهُم جَنـــابُ أَرضٍ مُجــدِبٌ
مَحـلٌ فَلَـو يُعطَـونَ أَوجى سَهمُهُم
بَـل لَـو تَراهُـم لَعَلِمـتَ أَنَّهُـم
قَــومٌ مَســاغيبُ قَليـلٌ نَـومُهُم
وَكَالســـَعالى فـــي مُســوكِها
فَلَــو يَعَضــّونَ لَــذَكّى ســمّهُم
قَـد جَرَّسـوا الـدَهرَ وَقَـد بَلاهُمُ
هــذا وَهــذا دَأبُــهُ وَدَأبُهُـم
وَلا يَعيشـــونَ بِعَيـــشٍ ســابِغٍ
وَلا يَموتــــونَ وَذاكَ قَصـــرُهُم
وَقَـد رَجَونا يا اِبنَ سَهلٍ نائِلاً
مِنــكَ يَــرُمُّ فَقرَهُــم وَبُؤسـَهُم
فَإِنَّمــا أَنــتَ حَيـا أَمثـالِهِم
فَجُـــدلُهُم بِنــائِلٍ لا تَنســَهَم
وَأَســدِ نُعمـاكَ إِلَيهِـم وَاِتَّخِـذ
حَمـداً وَشـُكراً كُـلَّ ذاكَ عِنـدَهُم
هــذا وَأَنـتَ قَـد حُرِمـتَ حَظَّهُـم
فَلا تَجـــودَنَّ لِخَلـــقٍ بَعــدَهُم
أبو فرعون الساسي.شاعر عباسي، ينسب إلى قرية الساس أسفل واسط، وفي بعض الكتب الشاشي.من أبناء أواخر المائة الثانية، أعرابي بدوي، فصيح اللسان قدم البصرة.شعره معظمه رجز، وأغراض شعره لا تخرج من ذكر الفقر وتصاريفه يذكر ابن النديم له ديواناً بثلاثين ورقة ضاع أكثره.له شعر في كتاب شعراء عباسيون منسيون.