
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـي الربيـع فقـد أتـاك حميـدا
بـدلت مـن خلـق الزمـان جديـدا
خلق السحاب على الثرى وشياً ترى
منــه الـثرى ذا ثـروة محسـودا
روض أفــادته الســحاب صـنائعا
أضــحى بهــا كـل البلاد سـعيدا
نشــأت ســحابته عليـه فأنشـأت
نــوراً تــراه ناشــئا ووليـدا
فكأنهــا عــدن لــدى أكنــافه
قـد نشـرت فيـه التجـار بـرودا
عـــن اقحــوان ضــاحك متبســم
يفــتر عــن بـرد يخـال عقـودا
فثغــوره مــن لؤلــؤ ولثــاته
ذهــب بريــق سـحابة قـد جيـدا
ومعصــفرات مــن شـقائق ألبسـت
مقلا تــرى فيهــا محـاجر سـودا
فـانهض بطرفـك حيـث شـئت تجدله
مــن عطفــه وردا يخـال خـدودا
تحكـي لـك الوجنـات قد أشعرتها
خجلا فتشـــرب لونهــا توريــدا
قــد وشــحت أكنــافه ببنفســج
خنــث يغــازل غانيــات غيــدا
وتـرى العـذارى مـن بهـار باهر
للشــمس تحســب نظمهــن فريـدا
زهــر يظـل الطـرف فـي أكنـافه
حســرا لرونقـه النظيـر بليـدا
فـإذا الرياح مشين فيه ظللن من
كســل النعيـم رواكعـا وسـجودا
يصـــددن صـــد مــتيم متهــزم
أنحـــى لــه عــذاله تفنيــدا
إسماعيل بن إبراهيم الحمدوي أبو علي. صاحب المقاطيع السائرة في طيلسان ابن حرب، وشاة سعيد، نسبته إلى جده حمدويه (1) الذي أسندت إليه مهمة إعدام الزنادقة في عهد الرشيد، ومولده ونشاته في البصرة،قال المرزباني (وهو مليح الشعر حسن التضمين) وابن حرب صاحب الطيلسان هو أحمد بن حرب ابن أخي يزيد المهلبي، وسعيد صاحب الشاة هو سعيد بن أحمد البصري.وكان الحمدوي يقول أنا ابن قولي:يـا ابـن حـربٍ كسوتتي طيلسانا مــلّ مـن صـحبة الزمـان وصـدّاطـال تـرداده إلـى الرّفـو حتى لــو بعثنــاه وحــده لتهــدّىوقد قال فيه خمسين مقطوعاً: ويقال إن أولها قوله:كسـاني ابـن حربٍ طيلساناً كأنّه فـتى ناحـلٌ بالٍ من الوجد كالشّنّتغنّــى لإبراهيــم لمّــا لبسـته ذهبت من الدنيا وقد ذهبت منييريد بقوله: "تغنى لإبراهيم" إبراهيم ابن المهدي الخليفة(1) وهو الذي مات بشار بن برد في تعذيبه قال أبو الفرج في الأغاني:(لما نزل المهدي البصرة كان معه حمدويه صاحب الزنادقة فدفع إليه بشاراً وقال: اضربه ضرب التلف فضربه ثلاثة عشر سوطاً، فكان كلما ضربه سوطاً قال له: أوجعتني ويلك! فقال: يا زنديق، أتضرب ولا تقول: باسم الله! قال: ويلك! أثريد هو فأسمي الله عليه! قال: ومات من ذلك الضرب.وفي الأغاني في أخبار ابي العتاهية: (وكانت لأبي العتاهية جارة تشرف عليه، فرأته ليلة يقنت، فروت عنه أنه يكلم القمر، واتصل الخبر بحمدوية صاحب الزنادقة، فصار إلى منزلها وبات واشرف على أبي العتاهية ورآه يصلي، ولم يزل يرقبه حتى قنت وانصرف إلى مضجعه، وانصرف حمدويه خاسئاً)