
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُناضــِلُني منهـا اللِّحـاظُ بِأَسـْهُمٍ
ويَطْعَنُنــي منْهـا القَـوامُ بلهـذَمِ
ويُدْهِشــُني بَــرق ســَناهُ مُشَعْشــعٌ
لِطرفـي بَـدا مِـنْ ثَغْرِهـا المُتبَسِّمِ
أَأَصــْحو وعَيْناهــا سـُقاةُ مُدامَـةٍ
وَمَبْســـمُها كــاسٌ يَحــلُّ لمُغــرَمِ
كَـأنَّ ضـِياءَ الشـّمسِ نُـورُ جَبينهـا
وَجَبهَتهــا الغَــرّا تَلـوحُ كَـأَنجُمِ
كَـــأَنَّ ثَناياهــا تَلامُــعُ بــارقٍ
وَمَبســِمُها الألْمــى كَــدرٍّ مُنظَّــمِ
لَهــا جَسـَدٌ بِـاللُّطفِ يُنعَـتُ حَجمـهُ
مِـنَ الرّيـحِ قَـدْ يـدمى بِمَحْضِ تَنسُّمِ
وَخـالٍ شـَبيهِ المِسـْكِ لَونـاً ونَفحَةً
وَخَـدٍّ كَمِثْـلِ الـوَردِ أَو شـِبهِ عَندَمِ
وَقَـد أَخجَـلَ الأَغصـانَ مَيـسُ قَوامِها
كَمـا أَخجَـلَ الأَقمـارَ بَـرْقُ التبسُّمِ
وَلَـوْ كَشـَفَتْ يَومـاً لِثامـاً لِوَجْهِها
لَأَعْمَـتْ بَصـيراً ثـمَّ أَبْصـَرَ مـنْ عَمي
لَهـا اللَّـهُ مِـن غَيْداءَ ذاتِ مَحاسنٍ
بِأَلْحاظِهـا صـادَتْ نُهـى كُـلِّ ضـَيْغَمِ
وَلِلّــهِ لَيْـلٌ فيـه جـاءَتْ تَزورُنـي
تَميــلُ بنَشـْوان القَـوامِ المُنعَّـمِ
وَأَشــرَقَ بَـدْرُ الأُنـسِ بعـدَ أُفـولهِ
برَبعـي وفـي قَلْبي الكئيبِ المُتيّمِ
وَقَـد سـامَرَتْني فـي حَـديثٍ مُسَلسـَلٍ
غَريـبٍ ويُـروى فـي الصـّحيحِ لمُسْلمِ
إِلى أَن بَدا مِنْ شَرْقِهِ الصُّبْحُ طالِعاً
يُراشـِقُ جُنْـحَ اللّيـلِ منـهُ بِأَسـْهُمِ
وَأَضــْحَتْ تَباشـيرُ الصـّباحِ مُنيـرَةً
تُحـاكي سـَنا وَجـهِ الإِمـامِ المُعَظَّمِ
إِمـامٌ لَـهُ العَليـاءُ تَسـْمو بِنِسبَةٍ
كَمـا لعُلاه العِـزُّ كـالفَخْرِ يَنتَمـي
كَريـمٌ رَوَيْنـا البحـرَ عنْ فَيضِ كفّهِ
عَــذيبَ الجَنـى يَحلـو لِكُـلِّ مُيمِّـمِ
فَصـيحٌ إِذا مـا قـامَ يَخطُـبُ واعِظاً
تَـرى يَعرُبـاً يَبـدو لَـدَيهِ كَـأَبْكَمِ
هـوَ العَلَـمُ الفَرْدُ الَّذي لاحَ لِلوَرى
فَأَضــْحَتْ بِـهِ كُـلُّ البَريَّـةِ تَحتَمـي
هوَ القمَرُ الزّاهي على الشّمسِ نورُهُ
هـوَ الأَسـدُ المِقـدامُ فـي كلِّ مَقدَمِ
تَفِــرُّ أُسـودُ الغـابِ مِنـهُ مَخافـةً
وتَحســَبهُ فَــرداً كَجَيــشٍ عَرَمــرَمِ
لَـهُ اللَّـهُ مِـنْ مَـوْلى شـَريفٍ مُكرَّمٍ
لَقَـد حـازَ فَخـراً دونَـهُ فَخرُ جُرهُمِ
بِـهِ رُفِعَـتْ هـامُ العُلى بَعْدَ خَفْضِها
فَطـافَتْ بِأَكْنـافِ السـحابِ المخيِّـمِ
وَشـيدَ رُكْـنُ المَجـدِ بَعـدَ اِنهِدامِهِ
فَأَضـْحى مَتينـاً عـامِراً لـم يُهـدَّمِ
لَــهُ هِمَّــةٌ فَـوقَ السـِّماكِ مَحلُّهـا
لهــا آصــفٌ حقّـاً مُضـافٌ ومُنتَمـي
فَيـا كَعبَةَ الفضلِ الّتي قَد نَطوفُها
كَمـا طيـفَ بِالبَيتِ العَتيقِ المحرَّمِ
وَيـا أَحْمَـدَ الأوصـافِ مَنْ فِعلُهُ غَدا
مِــنَ الحَمـدِ مَحْمـوداً بكـلِّ تكـرُّمِ
فَهـاكَ حَمـاكَ اللَّـهُ مِـن كُـلِّ آفـةٍ
مُخَـــدَّرةٍ بِـــالفِكْرِ ذاتِ تَبســـُّمِ
بِهـا ينعـشُ التـالي ويطْـربُ سامعٌ
وَيبْهــجُ رائِيهــا وَيعْـربُ أَعجَمـي
أتَتْـكَ لِتَحْظـى بِـالقَبولِ وَبِالرِّضـى
وَتلثُــمَ مِــنْ كفَّيْـك أعظـمَ ملثَـمِ
فَمــدَّ بِإِقبــالٍ عَلَيهــا تَفضــُّلاً
لَهـا راحـةً بالجودِ كالغَيثِ تَهتَمي
وَلا تَجعَلَـنْ غيـرَ القَبـولِ وشـاحَها
لَعَــلَّ بِــهِ تَحظــى بِـأَعظَمِ مَغنَـمِ
ودُمْ بأمـانِ اللَّـهِ مـا هَبَّتِ الصَّبا
ومــا غـرّدَ القُمْـريْ بحُسـنِ ترنُّـمِ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.