
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَنانيـكِ مـا ذا الهجـرُ يـا أُمَّ قاسِمٍ
فَرِفقــاً بِوَلهــانِ الفُــؤادِ وَهــائمِ
وَليني عَلى الوَلهانِ ذي الوَجدِ وَالجوى
فُــؤاداً قَســا كَالصـّخرِ لَيـسَ براحـمِ
فَمــا بــالُهُ تَجفينَــهُ وَهــوَ ســيّدٌ
كَريــمٌ مِــنَ الأَمجــادِ عيـن الأكـارمِ
نَســيبٌ عَريــقُ الأَصــلِ طــابَ نِجـارُهُ
بُنَــيُّ كِــرامٍ فــي الــورى وكـرائمِ
وَجيــهٌ جَليــلٌ فــي العُيــونِ مُـوقَّر
جَميــلٌ وَســيمُ الــوَجهِ لَيـسَ بِجـاهمِ
شـُجاعٌ تَربّـى فـي الـوَغى وَهـوَ ضـَيغم
تَــذِلُّ لَــهُ خَوفــاً أُنــوفَ الضـّياغمِ
يكــرُّ عَلــى الآسـادِ لا يرهـبُ الـرّدى
وَيَســطو قَســيَّ القَلــبِ سـَطوةَ ظـالِمِ
يَظــنُّ إِذا مــا كَــرَّ أَن لَيـسَ خلفـهُ
طَريـــقٌ بِــهِ يَبــدو مفــرّ لِهــاجِمِ
وَيَنقَــضُّ كالعقبــانِ عنـدَ اِنقِضاضـِها
فَيَرفَـــعُ كَفّيـــهِ بِأخــذِ الجَمــاجِمِ
يُعــادِلُ آســادَ الـوَغى لَـو تَجَمّعـوا
بِلا الأَســَدِ الرّئبـالِ مُـردي الهَياضـمِ
أَبـي العِزِّ خدنِ المَجدِ فَخرُ بَني العُلى
عَلِــيّ الســّجايا بَعضـها جـود حـاتِمِ
فَــذاكَ هِزَبــرٌ راجِــحٌ لَــو وَزَنتَــهُ
مَـدى الـدّهرِ في الدّنيا بِكلِّ الضّياثمِ
هَصــور مهيــب يَقصــِمُ الظّهـرَ صـيتهُ
وَمــا كــلُّ صــيتٍ لِلظهــورِ بِقاصــِمِ
تَخــافُ بِــهِ الأَطفــالُ وَهـيَ بِمَهـدِها
وَتهلــكُ مِــن ذكـراهُ حمـسُ الجَهاضـِمِ
فَيــا سـَعدَ مَـن وافـاهُ وَهـوَ مُسـالِمٌ
وَيــا تَعـس مَـن وافـاهُ غَيـر مُسـالِمِ
يَســيرُ عَلــى أَقــدامِهِ نَحــوَ حَتفِـهِ
وَلَيــسَ مِــنَ الهَيجــا يَعـودُ بِسـالِمِ
تَــراهُ إِذا قَــد رامَ حَــربَ عِــداتهِ
يَقــومُ وثوبــاً مِثـلَ وَثـبِ الضـراغمِ
وَيَنهَــــضُ ذا جـــدٍّ لأخـــذِ ســـلاحِهِ
بِجَـــزمِ أَخــي عَــزمٍ بِهمَّــةِ حــازمِ
وَيَلبَــسُ دِرعــاً مُحكَمـاً صـنع نَسـجها
وَمَغفــرهُ المُــزري بِلبــسِ العَمـائِمِ
فَيُصــبِحُ فــي حِصــنٍ حصـينٍ فَمـا بِـهِ
يُـــؤثّر مِــن رمــحٍ وَقُضــبٍ قَواصــمِ
وَيَحمِــلُ أَنــواعَ الرّمــاحِ جَميعِهــا
فَمِــن حَربــةٍ تُســقى بِســُمِّ الأَراقـمِ
وَســـُمرٍ عَــوالٍ ثــمّ لُــدنٍ عَــوارتٍ
يَقــلُّ لَعمــري مثلهـا فـي اللّهـاذِمِ
وَجُعبَتُـــه مـــا إِن تعــدّ ســِهامها
وَمــا نَصــلُها غيـر القُلـوبِ بِطـاعِمِ
وَيَحمِــلُ أَصــنافَ الســّيوفِ جَميعهــا
فَمِــن مُرهَــفٍ مــاضٍ رســوبٍ وَحاســمِ
وَمِـــن هنـــدوانيٍّ وَعَضـــبٍ مُهنّـــدٍ
وإِصــليتِ قُرضــابٍ وَأَمضــى الصـّوارِمِ
يَخــوضُ إِلــى الهَيجـاءِ بَحـرَ كَريهَـةٍ
بِمُعــترك الأَبطــالِ عِنــدَ التّصــادُمِ
يَمـــوجُ بِفُرســـانٍ لُيـــوثٍ كَواســرٍ
وَمــا مِثلُــهُ بِــالمَوجِ مِــن مُتَلاطِـمِ
يَصـــولُ علــى طِــرفٍ أَصــيلٍ مُشــذَّبٍ
مِــنَ الرّيـحِ مَخلـوق مقـودِ الشـّكائِمِ
فَـإِنْ يَعـدُ شـمتَ الريـحَ مَسـبوقةً بـهِ
وَمـا غَيـرُهُ قَـد نـالَ سـَبقَ النَّسـائِمِ
وَمـــا خَيلُـــهُ إِلّا جيـــادُ أَصــائِلٍ
صـــَوافن غــرٍّ مِــن هِجــانٍ كَــرائِمِ
فَمِـــن أَشـــهَبٍ صــافٍ وَأحمَــر رائقٍ
بِعَــرفٍ كَمثــلِ الــذّيلِ أَسـودَ فـاحمِ
وَثيـــج وَعُنجـــوج شـــَديدٍ وصــلدمٍ
كَحيــلٍ كريــمٍ مِــن جيــادِ الصـّلادِمِ
كَـــــبيرٍ ثَلاث واســـــِع لِثلاثــــةٍ
بِطـــولُ ثَلاثٍ مِنــهُ طــولُ القَــوائِمِ
قَصــــيرُ ثَلاثٍ لا ذنــــوب وَســــَمحَجٍ
ذَريــع وَســَهب ســَلهب لــم يصــادمِ
أَغَـــرّ بِتَحجيـــلٍ بِغَيـــرِ يَمينِـــهِ
بِحُســنِ تَقــاطيعٍ بِأَســنى المَياســِمِ
بِســـيّالَةٍ إِن يُســقَ تَشــربْ بشــربِهِ
بِثَغــرٍ ظَريــفٍ وَهــوَ حلـو المَباسـِمِ
بِحُســنِ نَياشــينٍ لَهـا اليمـنُ صـاحِبٌ
بِهــا الســّعدُ مَقــرونٌ بِخَيــرٍ مُلازِمِ
إَذا أَفلـتَ الخطّـيَّ فـي القـوم طاعناً
تَــراهُ إِذن يَنســابُ مِثــلَ الأراقــمِ
لَــوِ اِصـطَفَّ أَلـفٌ واحـداً خَلـفَ واحِـدٍ
وَأَفلَــتَ ذاكَ الرّمــح لَيــسَ بِراحِــمِ
لَأخــرجَ ذاكَ الرّمــحَ مِنهــم جَميعهـم
وَصـــَيَّرَهم لِلــوَحشِ أَهنــى الــوَلائِمِ
وَلَــو أَنّ ذاكَ الألــف قَـد دارَ حَلقَـةً
وَمَـــدَّ لَــهُ زنــداً بــأبيض صــارِمِ
لَشـــِمتَ رُؤوسَ الألــفِ منــهُ بِضــَربَةٍ
تَطيــرُ عَــنِ الأَعنـاقِ نَحـوَ النّعـائمِ
وَإِنْ يَرمِهــمْ بِالنَّبــلِ كـانَت سـِهامُهُ
تَصــبُّ عَلَيهــم مِثــل وَبـلِ الغمـائِمِ
وَلَــو ضــَربت كفّــاهُ مِـن غَيـرِ آلـةٍ
رُؤوسَ العِـدى بِـالخبطِ فَـوقَ العَمـائِمِ
لَأَصــبَحَ مِــن أَقــدامِهم نَحـوَ سـفلها
يُريـــكَ بِلا رَيــبٍ خُــروجَ الجَمــاجِمِ
كَــذاكَ لَعَمــري فَليَكُــن كــلّ فـارِس
وَكُــلّ شــجاعٍ فــي الحــروبِ مصـادمِ
وَلَكِنّــه قَــد قَـلَّ فـي الـدّهرِ مثلـهُ
وَقَـد قَـلَّ فـي الـدّنيا وُجودُ الضّياغِمِ
فَيـا أَيّهـا اللّيثُ الهمامُ أَبو العلى
وَيــا مَـن لَـهُ العَليـاءُ أَدونُ خـادمِ
إِلَيــكَ رَعــاكَ اللَّــه بِنــتَ حماسـَةٍ
لَعمــريَ مِثلــي مثلهــا غيـر نـاظِمِ
تَــذوبُ حَشــا الأَعـداءِ عنـدَ سـَماعِها
لِــذِكراك فيهــا يـا وَجيـهَ الأَعـاظمِ
وَتَصــفَرُّ مِنهــم حيــنَ تتلـى أَنامِـل
وَتحضـــر فيهِــم أُمّهــاتُ القَشــاعِمِ
فَمُـرْ إِن تـرُمْ حَـربَ الأَعـادي بِشـَدوِها
فَلا تَطلــب الأَعــداء غَيــر الهَـزائمِ
يُوَلّــونَ أَدبــاراً يَضـلّونَ فـي الفَلا
وَقَـد شـدَّ حبـل الضـّيقِ فَـوقَ الحَلاقِـمِ
يَضــيقُ بِهــم ضــيق السـوارِ بِمِعصـَمٍ
يَضــيقُ بِهِــم ضــيقَ البَنـانِ بِخـاتَمِ
وَضــَعها عَلـى حِصـنٍ وَلَـو غيـر مـانِع
فَتِلـكَ لِـدَفعِ القَـومِ أَسـنى التمـائِمِ
وَدُم بِأَمــانِ اللَّــه فـي كَهـفِ حِفظِـهِ
مَعانــاً بِعــونِ اللَّــه رَبِّ العَـوالِمِ
مَـدى الـدّهر مـا هَبَّت نَسيمٌ من الصَّبا
وَدامَ عَلــى الأَغصــانِ شـَدوَ الحَمـائِمِ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.