
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ
يُحَضـــِّرُ لِلهَــمِّ إِحضــارَها
ضــَغمْت فَــأَدْرَرت أَفواهَهـا
وَســِرت فَقَلَّمــت أَظفارَهــا
إِلامَ وَلَـم تُبـقِ مِمّـا غَـزَوْتَ
قُلوبــاً تُكابِــدُ إِذعارَهـا
أَمـا فـي مُفَصـّلِ آيِ الْقِـرا
عِ أَنْ تَضـَعَ الحـربُ أَوزارَها
عَسـى أَن يُحـمَّ لِهـذا الحِما
مِ أَنْ يَتَـــوكَّرَ أَوكارَهـــا
وَمـا يَـوم مَـن غلتـهُ واحِدٌ
فَتــودِعُهُ اللُّسـْنُ أشـعارَها
وَأَيـنَ المَقَـاول ممّـا فَعَلت
وَلَـو شـَفع القطـر إِكثارَها
فَكَـم أَجلَبَت خَلفَكَ الجافِخاتُ
فَصَلصـــَلَ فخــرُك فخّارَهــا
أَعَــدْتَ بِعَصـركَ هـذا الأَنـي
قِ فُتُـوحَ النّـبيِّ وأَعصـارَها
فَواطَـأتَ يـا حَبَّـذا أُحُدَيْهَا
وَأَسـرَرتَ مِـن بَـدْر أَنوارها
وَكــانَ مهاجرُهــا تابعيـكَ
وَأَنصــارُ رأيــكَ أَنصـارَها
فَجَــدَّدْتَ إِســلامَ ســَلمانِها
وَعَمَّـــر جـــدُّك عُمَّارهـــا
وَمــا يَــومَ إِنّـب إلّا كَـتي
كَ بَـل طالَ بِالبوعِ أَشبارها
وَأَيّامــكَ الغـرُّ مِـن بَعـدِهِ
تُعيـد إلـى الطَّـيّ أغرارَها
وَلَمّـا هَبَبـتَ ببُصـْرَى سـَمَكت
بِأهبــاءِ خَيلِــك أَبصـارَها
وَيومٌ عَلى الجَوْنِ جَون السّرا
ة عـــزّ فســعّطَها عارَهــا
صـــَدَمتَ عُرَيْمَتَهــا صــَدمةً
أَذابَـت مَـعَ الماءِ أَحجارَها
فَصــبَّحْتَ بِـالخَمسِ أَحفاضـَها
ومَســَّيْت بِـالخَمس أَبكارَهـا
وَفــي تَـلِّ باشـِر باشـَرْتَهُم
بِزَحْـــفٍ تَســَوَّر أَســوارَها
وَإِنْ دَالَكتهــم دُلُـوك فَقَـد
شــَددت فصــدّقت أخبارَهــا
وَشـَبّ التَّـدامر حتّـى طَلعـتَ
عليهــا فَوَلَّتْــكَ أدبارَهـا
مَشــاهِدُ مَشــهورةٌ نَمنَمــت
علـى صـَفحَةِ الدّهرِ أَسطارَها
يَلــذُّ الأَغــانِيَ تَرجيعُهــا
وَتَستَسـفِرُ السـَّفْرُ أَسـفارَها
بَنيـت لِوَفـدِ المُنَـى كَعبَـةً
تُجيــرُ المُعلَّــق أَسـتارها
مَلَكـــت الأراضــي مُغْبَــرَّةً
تَكـــادُ تُحَــدِّثُ أخبارَهــا
فَمـازِلت تـدجنُ حتَّـى مَحَـوتَ
دُجاهــا وَشَعشـعت أَنوارَهـا
وَصــَلْتَ فَــأَعزَزتَ مِسـكينها
وصــُلْتَ فــأذْلَلْتَ جبّارهــا
وَصـُغْتَ حُلـىً مِـن عُلاً أحكمـت
عَلـى عَنـق الـدَّهر أزرارَها
أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين.شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده.وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها. فرحل إلى حلب وتوفي بها.له (ديوان شعر -ط)