
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـري علينـا يـا صـبا نجدٍ
تشـكو إليـكِ مـدامعي وجدي
أمســيتُ والأشــواقُ مضـنيةٌ
عنـدي مـن الأشواقِ ما عندي
تجـري عيـوني فـي محاجرها
ومـدامعي تجـري علـى خـدِي
مـا أنـسَ والأيـامُ تجمعنـا
وكــأنني فـي جنـةِ الخلـدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا
طارحتُهـا أبـدتْ كمـا أبدي
وتـراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا
خطـرتْ بقلـبي لوعـةُ الصـدِّ
وإذا بكيـتُ جـرتْ مـدامعها
جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ
مـا دمـتِ يا قلبي على وقدِ
هـل كـلُّ من يهوى يموتُ أسىً
أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سـل مسـرحَ الآرامِ كـا فعلتْ
تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفـي عليهـا كم وفيتُ لها
لـو أن لهفـي بعـدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على
بُعْــدِ المـزارِ وضـيعتْ ودِّي
مـاذا أصـابكَ بعـدما نظرتْ
ورمتـكَ عيناهـا علـى عمـدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن
كنـسِ المهـا ومصـارعِ الأسْدِ
وأريتــكَ الألحــاظَ مغمـدةً
كالسـيفِ مسـلولاً مـن الغمدِ
أعـدى علـى كبدي هواكَ فلو
أعلمتنـي أن الهـوى يعـدي
يـا قلـبُ مـا لي لا أضنُّ بهِ
مـن بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمـل تحيتـكَ الصـبا فعسـى
يومـاً تعـودُ إليـكَ بـالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد
صـبرتْ اوانسـها علـى بعدي
يـا غادةً أرعى العهودَ لها
هـل أنـتِ باقيـةٌ على عهدي
أمسـيتُ فـي قلبي وليتَ اذنْ
قلـبي يسـاعدني على الوجدِ
مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر.أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به.شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول.وله رسائل في الأدب والسياسة.له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و(تاريخ آداب العرب -ط)، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط)، (حديث القمر -ط)، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها