
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَدَّســت قَـبرَكَ العِظـامُ العِظـامُ
فَعَلَيهــا مِــنَ الســَلامِ السـَلامُ
وَأَصـــابَتني الغُمــومُ لِمَنعــا
كَ وَصــابَتكَ أَدمُعــي وَالغمــامُ
يـا شـِهاباً خَبـا فَخَبَّـأَهُ القَـب
رُ بِرُغــمِ العُلا حَــواكَ الرغـامُ
شــَيَّعَت نَعشــَكَ المَلائِكُ وَالنــا
سُ وَقَـد زاحَـمَ الكِـرامُ الكِـرامُ
عَجَبـــا حَــولَهُ بِغَيــرِ نِــداءٍ
حُشـــــِرَ العــــالمونَ وَالأَعلامُ
وَرَأَينــا أَمـامَهُ النـورُ يَسـعى
فَالمُصـــَلّونَ وَقَفــوا وَالإِمــامُ
ضـــُرِبت خَيمَــةٌ عَلَيــكَ وَلكِــن
أَيـنَ مِن ذي الخِيامِ تِلكَ الخِيامُ
وَبَكَتـــكَ الســَماءُ وَالأَرضُ ثُكلاً
فَـاِلتَقى الغَيثُ وَالدُموعُ السجامُ
غَضــِبَ المَجـدُ أَن رَثيتُـكَ وَحـدي
ثُــمَّ أَغضـى وَقـالَ أَنـتَ الأَنـامُ
أُمَــراءُ الكَلامِ عِشــتَ وَمــاتوا
فَهُـــم مَبـــدَأٌ وَأَنــتَ تَمــامُ
وَلعَبــد الغنــيّ يخلـفُ لَـو دا
مَ وَلكِـــن مــا لِلنَجيــب دَوامُ
كــانَ حَلَــيَّ الأَيّـامِ ثُـمَّ تَـوَلّى
فَمَعاطيــــل بَعـــدَهُ الأَيّـــامُ
كـانَ نَجمـاً يَهـابُهُ القَمَرُ السَع
دُ وَشـــبلاً يَخـــافُهُ الضــرغامُ
حَـلَّ فيـهِ الحِمـامُ عَقـدَ رَجـائي
فَحَلا بَعـــدَهُ وَحَـــلَّ الحمـــامُ
يـا اِبـنَ مَن أَرهَبَ الأَقاليم حَتّى
طعــنَ لِلطَّعــنِ وَالقَنــا الأَقلامُ
لَــو تَلَبَّثــتَ أَربَعـاً أَو ثَلاثـاً
قــامَ مِـن عَرشـِهِ لَـكَ القَمقـامُ
وَكَبـا فـي مصـابِكَ البَـرقُ خَطفاً
وَنَبــا عَــن قَضــائِكَ الصَمصـامُ
غَيــرَ أَنَّ النُفـوسَ فينـا عـوارٍ
فَعــوارٍ مِــن لبســِها الأَجسـامُ
كَــم همـام سـَمَت بِـهِ هِمَـمٌ لَـم
تغـنِ فـي حَتفِـهِ اللُّهى وَاللّهامُ
أَيـنَ نـوحٌ وَأَيـنَ يـافِثُ مِـن بَع
دِ نَجــاةٍ وَأَيــنَ حــامٌ وســامُ
لا أَمـانَ مِـنَ المَنـونِ لِمَـن فَـر
رَ وَلَــو حــازَهُ الأَشــَمُّ شــمامُ
إِنَّ يامــاً أَوى إِلــى جَبَـلٍ يَـو
مـاً فَلَـم يَعتَصـِم مِنَ الماءِ يامُ
وَيلَتـا مـا رَضـَعتُ ثَـديَ الأَماني
يـا بُنَـيَّ حَتّـى أَتـاني الفِطـامُ
بَكَّـتَ الـدَهرُ فيـكَ فِهـراً فَبَكَّـت
وَأَنــــــا هَـــــدَّني إِلامَ ألامُ
لَـو بَكـى المُسـتَهامُ بَعـدَكَ حَتّى
يورِقُ الصَخرُ ما اِشتَفى المُستَهامُ
كُنـتَ تَـدري عَيـبَ الحَقائِقِ إِلها
مــاً وَســيّانُ الـوَحيُ وَالإِلهـامُ
أَصـبَحَت فِهـرُ حيـنَ هَنَّأهـا الدَه
رُ تُعَــزّى وَحيــنَ عَــزَّت تُضــامُ
عَبَــسَ الــدَهرُ فيهِــمُ فَتَــوَلّى
حيــنَ لَـم يَبـدُ ثَغـرُكَ البَسـّامُ
خُنـتُ إِذا لَـم أبـادِ في كُلِّ بادٍ
كُــلَّ حِــلٍّ مِــنَ العَـزاءِ حَـرامُ
مـاتَ عَبـدُ الغنيّ وَالدينُ وَالدُن
يـا فَكَيـفَ المُنـى وَكَيفَ المَنامُ
مَرحَبـا بِالقَضـاءِ هَـل كُنـتَ إِلّا
شــَهدَةً لِلعَــدِّ وَفيهــا ســِمامُ
يُكبِـرُ النـاسُ مِنـكَ مـا سـَمِعوهُ
وَرَأوهُ ولِلعُيـــــونِ ســـــِهامُ
فَيَقولــــونَ كُـــلّ بَـــدرٍ هِلالٌ
عِنـــدَ هــذا وَكُــلُّ كَهــلٍ غُلامُ
حَســـَدوني وَفيـــك أَيّ نَجيـــبٍ
لَــم يَلِــد قَـطُّ مِثلـهُ الأَقـوامُ
مـا رَمـوني بِالعَينِ حَتّى أَصابوا
وَرَأوا مَــأتَمَ الكَمــالِ يُقــامُ
عــوّجت أَقــوم الصـِعادِ وَأَوهَـت
مِنــكَ أَقـوى السـَواعِدِ الأَسـقامُ
وَلَقَــد كُنــتُ أَطّــبي كُــلَّ طـبّ
وَأواخــــي وَللإخـــاءِ ذِمـــامُ
وَأَقـولُ اِنظُـروا عَسى اللَهُ يَشفي
فَيَقولـــونَ حـــارَتِ الأَوهـــامُ
وَلَقَـد يَخبِطـونَ فـي ظُلـمِ الجَـه
لِ وَمِــن أَيــنَ تهتَـدي الأَنعـامُ
رَبِّ لَـو شـِئتَ لاِهتَـدوا وَهُـم عُـي
يٌ وَلاِســـتَيقَظوا وَهُـــم نُــوّامُ
نَفَـذَت فيـهِ كَيـفَ شـِئتَ المَقادي
رُ وَتَمَّـــت بِعَـــدلِك الأَحكـــامُ
وَلَكَ الحَمدُ في الحَياةِ وَفي المَو
تِ وَمِنــــكَ الشــــِفاءُ وَالإيلامُ
أَنـا أَخشـى سـَوءَ العِقابِ وَأَرجو
كَ فَهَــب لــي سـَلامَتي يـا سـَلامُ
وَبِعبـديكَ يـا غنـيّ اِشـفِني فـي
جَنَّـةِ الخُلـدِ حَيـثُ طـابَ المَقامُ
أَتَمَنّــى وَلَيــسَ لــي عَمَــلٌ زا
كٍ وَلكِـــن وَســـيلَتي الإِســـلامُ
وَســِعَ اللَــهُ رَحمَــةً كُـلّ شـَيءٍ
وَجَــبَ العَفــوُ مِنــهُ وَالإِنعـامُ
وَلَـدي هَـل إِلـى اللِقـاءِ سـَبيلٌ
أَنــتَ فِطـرُ المُنـى وَهُـنَّ صـِيامُ
روّنـي بِـالرَحيقِ يُختَـمُ فـي جَـن
نــاتِ عَــدنٍ وَمســكهُنَّ الخِتـامُ
فُـز مَـعَ الأَكرَمينَ في مَقعَدِ الصِد
قِ هُنــا مِــن هُنالِــكَ الإِكـرامُ
وســَلامٌ عَلَيــكَ يــا فَـرع فِهـرٍ
طِبــتَ فرعـاً وَطـابَ فيـكَ الكَلامُ
علي بن عبد الغني الفهري الحصري الضرير أبو الحسن.شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا عليه ونشروا أدبه في الأندلس.له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً و(اقتراح القريح واجتراح الجريح -خ) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له، و(معشرات الحصري -خ) في الغزل و(النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية -خ) 212 بيتاً في القراءت، كتاب المستحسن من الأشعار.