
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقــامَ بِــدارِ الخَفــضِ راضٍ بِحَظِّــهِ
وَذو الحِـرصِ يَسـري حَيـثُ لا أَحَدَ يَسري
يَظُـنُّ الرِضـا بِالقَسـَمِ شـَيئاً مَهونـا
وَدونَ الرِضـا كَـأسٌ أَمَـر مِـنَ الصـَبرِ
جَزَعـتَ فَلَـم أَعتَـب فَلَـو كُنتَ ذا حَجا
لَقَنَعـتَ نَفسـي بِالقَليـلِ مِـنَ الـوَفرِ
أَظُــنُّ غَبِــيُّ القَــومِ أَرغَــدُ عيشـَة
وَأَجـذَلُ فـي حـالِ اليَسـارَة وَالعُسـرِ
تَمُــرُّ بِــهِ الأَحــداثُ تَرعَــدُ مَــرَّة
وَتَـبرُقُ أُخـرى بِـالخُطوبِ وَمـا يَـدري
ســَواءٌ عَلــى الأَيّــامِ صـاحِبُ حِنكَـةٍ
وَآخَـــرَ كــابَ لا يَريــشُ وَلا يَــبري
فَلَـو شـاءَ رَبّـي لَـم أَكُـن ذا حَفيظَة
طَلوبــاً لِغايـاتِ المَكـارِمِ وَالفَخـرِ
خَضــَعتُ لِبَعـضِ القَـومِ أَرجـو نَـوالَهُ
وَقَـد كُنـتُ لا أَعطـي الدَنِيَّـةِ بِـالقَر
فَلَمّــا رَأَيــتُ المَـرءَ يَبـذُلُ بِشـَرِّهِ
وَيَجعَـلُ حُسـنَ البَشـَرِ واقِيَـة التَـبرِ
رَبَعــتُ عَلـى ظِلعـي وَراجَعـتُ مَنزِلـي
فَصــِرتُ حَليفــاً لِلدِّراســَةِ وَالفِكـرِ
وَشــاوَرتُ اِخــواني فَقــالَ حَكيمُهُـم
عَلَيـكَ الفَتى المَري ذا الخَلقِ الغَمرِ
فَـتى لَـم يَقِـف فـي الدَهرِ مَوقِفِ ظَنَّة
فَيَحتــاجُ فيــهِ لِلتَّنَصــُّلِ وَالعُــذرِ
أَعيــذُكَ بِــالرَحمنِ مِـن قَـولِ شـامِتٍ
أَبـو الفَـرَجِ المَأمولِ يَزهَدُ في عَمرو
وَلَــو كــانَ فيــهِ راغِبـاً لَرَأَيتَـهُ
كَما كانَ دَهراً في الرَخاءِ وَفي اليُسرِ
أَتَرضـى فَـدَتكَ اليَـومَ نَفسـي وَأُسرَتي
بِتَــأَخُّرِ أَرزاقـي وَأَنـتَ تَلـي أَمـري
أَلا يـا فَـتى الكِتـابَ وَالعَسكَرِ الَّذي
تَــأَزَّرَ بِالحُســنى وَأَيَّــدَ بِالنَصــرِ
أَخـافُ عَلَيـكَ العَيـنَ أَو نَفـسُ وامِـق
وَذو الـوُدِّ مَنخـوبُ الفُوادِ مِنَ الذُعرِ
وَعَهــدي بِــهِ وَاللَــهِ يُرشـِدُ أَمـرَهُ
وَيَحفَظَـهُ فـي القـاطِنينَ وَفـي السَفَر
مَطلاً عَلــى التَــدبيرِ مــا يَسـتَفِزُّهُ
مَكايِـــدُ مُحتــالٍ عَقــارِبُهُ تَســري
بِــرَأيٍ يَزيــلُ الطـودَ مِـن مُسـتَقَرِّهِ
وَأَوضـَحَ عِنـدَ الخَصـمِ مِـن وَضَحِ الفَجرِ
وَعَـــزمُ كَغَـــربِ المَشــرَفي مُصــَمِّمُ
وَقَلـبٌ رَبيـطُ الجَـأشِ مُنثَلِـجِ الصـَدرِ
فَيـا اِبـنَ نَجـاحِ أَنجَـحَ اللَهُ سَعيَكُم
وَأَيَّــدَكُم بِالنَصــرِ وَالعَـدَدِ الـدَثرِ
قَعَـدتُ فَلَـم أَطلُـب وَجِلـتُ فَلَـم أَصـُب
خَليلاً يُواســيني وَيَرغَــبُ فـي شـُكري
وَإِن أَخفَقــتُ كَفّــي وَقَــد عَلَّقتَكُــم
فَقَـد قـالَ رَأيـي وَاِستَنَمتُ إِلى شِعري
أَعيــدُكَ بِـالرَحمنِ أَن تَشـَمَّت العُـدى
فَلِلفَقـرِ خَيـرٌ مِـن شـَماتَةِ ذي الغَمرِ
فَــإِن تَــرعَ وُدّي بِــالقُبولِ فَـأَهلَهُ
وَلا يَعـرِفُ الأَقـدارَ غَيـرَ ذَوي القَـدرِ
وَحَســبُكَ بــي إِن شــِئتَ وُدّاً وَخِلَّــة
وَحَسـبُكَ بـي يَـومَ النَزاهَـةِ وَالصـَبرِ
أَلا رُبَّ شــــُكرٍ دائِرِ الرَســـمِ دارِس
وَشـُكرٍ كَنَقـشِ الحَميرِيَّـةِ فـي الصـَخرِ
عمرو بن بحر بن محبوب الكناني (ولاءً) الليثي أبو عثمان.كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، مولده ووفاته بالبصرة فلج في آخر عمره.وكان مشوه الخلقة، مات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات وقعت عليه.ولأبي حيان التوحيدي كتاب في أخباره سماه (تقريظ الجاحظ) اطلع عليه ياقوت وجمع محمد جبار المعيبد العراقي ما ظفر به متفرقاً من شعره في (رسالة - ط).له تصانيف كثيرة منها: (الحيوان - ط) أربعة مجلدات، (البيان والتبيين -ط)، (سحر البيان - ط)، و(التاج - ط) ويسمى أخلاق الملوك، (والبخلاء -ط) وغيره الكثير.