
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَــذَكَّرتَ حُبَّــى وَاعْتَــراكَ خَبالُهــا
وَهَيْهــاتَ حُبَّـى لَيْـسَ يُرْجَـى وِصـالُها
وَهَيْهـاتَ مِـنْ رَمَّـانَ مَـنْ حَـلَّ بِاللِّوَى
أُصـُولُ الْغَضـا مِـنْ دُونِهـا وَسـَيالُها
كَـأَنْ لَـمْ تَكُـنْ حُبَّـى صَدِيقاً وَلَمْ تَكُنْ
أَوالِــفَ أَخْلاطــاً جِمــالِي جِمالُهــا
غَـداةَ الشـَّرَى إِذْ هَيَّجَ الشَّوْقُ وَالْبُكا
لِعَيْنَيْـكَ مِـنْ حُبَّـى الْقُلْوبِ احْتِمالُها
فَـأَتْبَعْتُهُمْ طَرْفِـي وَقَـدْ حـالَ دُونَهُـمْ
غَـــوارِبُ قـــاراتِ الْمَلا فَتِلالُهـــا
أُشـــَبِّهُهُنَّ النَّخْــلَ حِينــاً وَتــارَةً
أَقُـــولُ ســَفِيناتٌ تَعُــومُ ثِقالُهــا
فَلا وَصـــْلَ إِلَّا أَنْ يُقَـــرِّبَ بَيْنَنـــا
زِوِرَّةُ أَســــْفارٍ أَمِيـــنٍ مَحالُهـــا
أَلا هَـلْ أَتَـى أَهْـلَ الْمَدِينَـةِ عَرْضـُنا
حِلالاً مِــنَ الْمَعْــرُوفِ يُعْــرَفُ حالُهـا
عَلــى عامِلِينــا وَالســُّيُوفُ مَصـُونَةٌ
بِأَغْمادِهــا مــا زايَلَتْهـا نِصـالُها
عَرَضــْنا كِتــابَ اللـهِ وَالْحَـقُّ سـُنَّةٌ
هِـيَ النِّصْفُ ما يَخْفَى عَلَيْنا اعْتِدالُها
وَجِئْنــا إِلَـى فِرْتـاجَ سـَمْعاً وَطاعَـةً
نُــؤَدِّي زَكــاةً حِيــنَ حـانَ عِقالُهـا
وَفِــي فَيْـدَ صـَدَّقْنا وَجـاءَتْ وُفُودُنـا
إِلَــى فَيْـدَ حَتَّـى مـا تُعَـدُّ رِجالُهـا
وَسـارَتْ إِلَـى جَـرْمٍ مِـنَ الْقَـوْمِ عُصْبَةٌ
فَــأَدَّتْ بَنُــو جَـرْمٍ وَجـاءَتْ رِجالُهـا
فَلَــمْ نَــدْرِ حَتَّــى راعَنـا بِكَتِيبَـةٍ
تَـرُوعُ ذَوِي الْأَلْبـابِ وَالـدِّينِ خالُهـا
دَعــا كُــلُّ ذِي تَبْــلٍ وَصـاحِبِ دِمْنَـةٍ
قَبــائِلَ مِــنْ شـَتَّى غِضـاباً سـِبالُها
فَقــالُوا أَغِـرْ بِالنَّـاسِ تُعْطِـكَ طِيِّـئٌ
إِذا وَطِئْتَهـا الْخَيْـلُ وَاجْتِيـحَ مالُها
وَمِــنْ دُونِ مــا مَنَّــى أُمَيَّـةُ غَمْـرَةٌ
مِـنَ الْمَـوْتِ مـا يَخْفَـى لِحِيـنٍ خِلالُها
جَمَعْنـا لَهُـمْ مِـنْ عَمْـرِو غَـوْثٍ وَمالِكٍ
كَتــائِبَ تُــرْدِي الْمُقْرِفِيـنَ نَكالُهـا
فَلَمَّـــا رَأَيْنــاهُمْ يُرِيــدُونَ ســُنَّةً
سِوَى النِّصْفِ ما يَخْفَى عَلَيْنا انْفِتالُها
لَهـا عَجُـزٌ بِالرَّمْـلِ فَـالْحَزْنِ فَاللِّوَى
وَقَــدْ جـاوَزَتْ حَيَّيَـيْ جَـدِيسٍ رِعالُهـا
عَلَـى شاخِصـاتِ الطَّـرْفِ تُمْـرَى كَأَنَّهـا
أَجـــادِلُ دَجْـــنٍ لَثَّقَتْهــا طِلالُهــا
فَلَمَّــا تَلاقَيْنــا إِلَــى دَيْـرِ عاقِـدٍ
إِلَــى حَيْـثُ أَفْضـَى طَلْحُهـا وَسـَيالُها
دَعَــوْا لِنِــزارٍ وَانْتَمَيْنــا لِطَيِّــئٍ
كَأُســْدِ الشــَّرَى إِقْـدامُها وَنِزالُهـا
وَتَحْــتَ نُحُــورِ الْخَيْـلِ حَرْشـَفُ رِجْلَـةٍ
تُتــاحُ لَغَــرَّاتِ الْقُلُــوبِ نِبالُهــا
فَلَمَّـا ارْتَمَيْنـا بَيَّـنَ الرَّمْـيُ بَيْنَنا
لِســـائِلَةٍ عَنَّـــا حَفِـــيٍّ ســُؤالُها
فَلَمَّـــا فَزِعْنــا لِلرِّمــالِ تَضــَلَّعَتْ
طِـوالُ الْقَنـا مِنْهـا وَعُلَّـتْ نِهالُهـا
فَلَمَّــا عَصــَيْنا بِالســُّيُوفِ تَقَطَّعَــتْ
وَســائِلُ كـانَتْ قَبْـلُ سـِلْماً حِيالُهـا
بِمــا ثَـوْرَةٍ مِـنْ عِنْـدِ داودَ يُخْتَلَـى
بِهـا الْهـامُ وَالْأَيْـدِي حَـدِيثٍ صِقالُها
تُغَشــَّى بِهِــنَّ الْهــامُ حَتَّـى كَأَنَّهـا
خَـــذارِيفُ أَوْ بِيــضٌ يُجَــرُّ قِلالُهــا
صــَبَرْنا لَهـا حَتَّـى اتَّقَـتْ بِظُهُورِهـا
نِــزارٌ وَزَلَّــتْ مِــنْ نِـزارٍ نِعالُهـا
فَوَلَّــوْا وَأَطْــرافُ الرِّمــاحِ عَلَيْهِـمُ
قَـــوادِرُ مَرْبُوعاتُهـــا وَطِوالُهـــا
لَهَــوْا عَـنْ أَمِيرَيْهِـمْ وَعَـنْ مُسـْتَكِنَّةٍ
عَزِيــزَةِ دُنْيــا أَســْلَمَتْها رِجالُهـا
لَهــا زَفَــراتٌ مِــنْ بَــوادِرِ عِثْيَـرٍ
يَشــُقُّ انْهِمـالَ الْمَعْـدَنِيِّ انْسـِحالُها
يُنــادِي أُمَــيَّ الْكَـرَّ وَالْخَيْـلُ عُبَّـسٌ
تُجــاذِبُ أَيْـدِي الْقَـوْمِ مِيـلٌ جِلالُهـا
أَلَــمْ تَـكُ قَـدْ أَخْبَـرْتَ أَنَّـكَ مـانِعِي
وَإِنَّ جِهــــاداً طَيِّــــئٌ وَقِتالُهـــا
فَقـالُوا عَلَيْـكَ الْفَـجَّ آثـارَ مَنْ مَضَى
مِـنَ الْفَـلِّ لَـمْ تُسـْلَبْ عَلَيْـكَ حِلالُهـا
بَناهـا ذَوُو الْأَحْسـابِ وَالدِّينِ وَالتُّقَى
وَأَحْســـَنُ أَخْلاقِ الرِّجـــالِ جَمالُهــا
أُنَيْفُ بن حكيمٍ الطائيُّ النَّبْهانِيٌّ، شاعرٌ إسلاميٌّ، لم يَكُنْ منَ الشُّعراءِ المشهورينَ، وجرى اختلافٌ في اسمِ أبيهِ فقيلَ أنَّهُ حَكَم، وعند المرزوقيِّ حكيمٌ، وعند ابن جنِّي زيَّان، له شعرٌ في منتهى الطّلب لابنِ ميمون.