
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا إلاهـي وأنـت نِعْـمَ اللّجـاءُ
عَافِنَـا واشـفِنا فمنـك الشـّفاءُ
إنّ هــذا الطـاعون نـارٌ تَلَظَّـى
لقلـوب التوحيـد منهـا اصـْطِلاَءُ
كـــم جمــوعٍ تمزّقــت وقلــوبٍ
وســرورٍ طــارت بــه العنقـاء
ودمــوعٍ كالــدرّ تُنْثَــرُ نـثراً
فــي خــدودٍ تَوْرِيــدُهنّ دِمــاء
ووجــوهٍ مثــلِ الشـّموس تـوارت
لـو تراهـا إذا أُزيـل الغطـاء
أُكرمـت بـالتراب فرشـا وكـانت
ربّمــا ضــرّها الهـوا والمـاء
ذاك مـن ذَنْبِنَـا العظيمِ كما قد
جاءنــا عــن نبيّنــا الأنبـاءُ
يغضــب اللـه بالـذنوب فتسـطو
حيــن تطغــى بوخزهـا الأعـداء
هــو لا شــكّ رحمــةٌ غيـرَ أنّـا
يــا قــويّ عـن حملهـا ضـعفاء
كــم وكـم رحمـةٍ لـديك وتعطـي
هــا بلا محنــة إذا مـا تشـاء
رَبَّنَــا رَبَّنَــا إليـك التجَأْنـا
مـا لنـا ربَّنـا سـواك الْتِجَـاءُ
بافْتقـــارٍ منّــا وذُلٍّ أَتَيْنَــا
مــا لنــا عِــزَّةٌ ولا اسـتغناء
نَقْـرَعُ البـابَ بالـدّعاء ونرجـو
فَلَنِعْــمَ الـدُّعَا ونِعْـمَ الرّجـاءُ
أَبْــقِ يـا ربَّنـا علينـا وَدَارِكْ
باقيــاً قَبْـلَ أن يَعُـمَّ الفنـاء
لـم نكـن دون قَـوْمِ يـونُسَ لمّـا
آمنــوا حيـن بـالتمتّع بـاؤوا
قـد كشـفتَ العـذاب عنهـمَ لِحينٍ
ثــمّ مـاتوا ومـا لِخَلْـقٍ بقـاء
ولنـــا ســيّدُ الأنــام رســولٌ
دُونَـــه الأنْبِيــاءُ والشــُفَعَاء
ولنــا عنـد ربّنـا قِـدَم الصـّد
قِ ونحــن الْخِيَــارُ والشــّهداء
والكتــابُ العزيـزُ نـورٌ مُبِيـنٌ
بيننــا تنجلــي بـه الظّلْمَـاء
وَلَــوَ أنّ العُصـاةَ فينـا فمنّـا
مَـنْ إذا مـا دَعَوْا أُجِيبَ الدّعاء
ربَّنــا جــاء مــن نبيّـك وَعْـدٌ
فـــي حــديثٍ رُوَاتُــه أُمَنَــاءُ
ارْحَمُوا مَنْ في الأرضَ يَرْحَمْكُمُ اللَّ
هُ تعـــالى وتُرْحَــمِ الرُّحَمــاءُ
فَلأَنْــتَ الأَوْلَــى بــذلك فَـارْحَمْ
رَحْمَــةً تنتفــي بهـا البَلْـوَاءُ
فلقــد زاغــت البصــائر منـه
وعيــون الــورى بــه عَمْيَــاءُ
مـا لـذي الحلـم عنده من ثَبَاتٍ
لاَ وَلاَ صـــَابِرٌ لَـــدَيْهِ عـــزاء
ضـاق أَمْـرُ الـورى وأنت الْمُرَجَّى
وسـطا ذا الوبـا وعَـزَّ الـدّواء
والكتـاب العزيـز بشـّر بـاليُسْ
رَيْـنِ فـي عسـرنا ومنـك الوفاء
وكَفَانَــا ســَيَجْعَلُ اللُّـه يُسـْراً
بعـد عُسـْرٍ والوعـد منـك لقـاء
فَجَـدِيرٌ أن يـأتِيَ اليُسـْرُ فَـوْراً
وحقيـــقٌ أن تــذهب البأســاء
وصــــَلاَةُ الإلاه ثــــمّ ســــلامٌ
للإمــام الــذي بــه الاقتـداء
أحمـدَ المصـطفى الشّفيعِ إذا ما
قــال كــل نَفْسـِي وإنّـي بـراء
إِذْ يقـول الرّسـولُ والحمـد شغل
فيُنَّــادى لـك الْهَنَـا والرّخـاء
يَــا لَـهُ مَوْقِفـاً عزيـزاً تجلّـت
عـن جميـع الـورى بـه الضـرّاء
ورضــاه الأتــمُّ يُهْــدَى لِصــَحْبٍ
بعــد آلٍ ومــن حـواه الْعَبَـاءُ
ولكــلّ الأتبــاع فـي كـلّ قَـرْنٍ
مَـا لَـهُ بانْقِضا الزمان انقضاء
أيّهـا المؤمنـون تُوبُـوا جميعا
أيّهــا النّـاس أنتـمُ الفقـراء
إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسيأبو إسحاق.فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها.له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي - ط).من كتبه (ديوان خطب منبرية)، و(حاشية على الفاكهي)، و(التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ).