
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحَمــدُ لِلَّــه الســَّلام المُـؤمِن
المَلـــك المقـــدّر المُهَيمِـــن
وَهـــوَ الَّــذي أيــدنا بِنَصــرِهِ
عَلــى العـدو منقـذاً مـن حصـره
ثــمَّ الصــَّلاة وَالســَّلام الـدَّائِم
عَلــى الَّـذي حَلَّـت لـه الغَنـائِم
مؤيــد الحَــقِّ نَــبي الملحمــة
مُحَمَّـــد مـــاحي ظَلام المظلمــة
وَهــوَ الَّـذي أَبـاد جيـش الكفـر
قلــده المــولى بســيف النصـر
والآل وَالصــَّحب الَّــذين جاهَـدوا
فـي اللَّـهِ وَالجَمـال منه شاهدوا
مــا أسـرج الـدهم وَجـال الغـر
وَجــرد الــبيض وَمــال الســمر
وَبعـــد فــالانمى مــن الســَّلام
يهــدى إلــى ابـن سـيد الأنـام
الفاضـــِل المحقـــق العلامـــة
وَالكامِـــل المــدقق الفهَّامــة
أخـــي وَمؤنســـي بلا اشـــتياه
الســيد النَّحريــر عبــد اللَّـه
لا زالَ خافِضـــاً أَولــى الضــلال
بنصــــبه ألويــــة الكَمـــال
يــا مـن هَـداه اللَّـهُ لِلفَواضـِل
وَخصـــَّه بـــالعلم وَالفَضـــائل
وَحفَّـــه بالرشـــد وَالكياســـة
وَالفهــم وَالفطنــة وَالفراســَة
كَيــف طبــاعكم وَمــا حــالاتكم
بــأي شــيء يَنقَضــي أَوقــاتكم
إنِّـــي إِلــى وصــالكم مشــتاق
أنحلنـــي الفِـــراق والأشــواق
بحيــث لَـو قسـتم عـرض الشـعرة
عشـــرة أَقســام حكتــه دقَّــتي
وَاللَّــهُ أســأل الملاقـاة الَّـتي
يشــفي مــن الغَـرام كـل علـتي
فإن تجيزوا الفحص عَن حال البلد
وَمــا مـن الشـدة وَالضـيق وجـد
فالحَمــد لِلَّــه معيــن الضـُعفا
مفــرج الكــرب معجــل الشــفا
عَلـــى اِنكشـــاف الضــر وَالآلام
وَصـــون عرضــنا مــن الإعجــام
إذ دَخَلــوا القــرى وأفســدوها
آذوا ومزقـــــوا وَشـــــردوها
وانتَهكــوا الشـبان وَالفتيانـا
واستأسـروا النسـوان وَالصبيانا
وَغــادَروا الشــيوخ والأطفــالا
وَحَمَّلـــوا الأحمــال والأثقــالا
ثــــم توجهــــوا ليحصـــرونا
وَيســــــتَفزونا وَيكســـــرونا
جــاؤا كــأَنَّهم جــراد مُنتشــر
فحاصـَروا فـي يـوم نحـس مسـتمر
أَخبرنــــا مفـــتيهم أن الفئة
خمـــس وَســـبعون تليهمــا مئة
وَإِنَّمـــا تمييـــز ذي الأَعــداد
ألـــف بِلا نَقـــصٍ وَلا اِزديـــاد
دنــوا فــأمطروا علينـا نـاراً
لَـــم يَهجَعــوا لَيلاً وَلا نَهــاراً
واصــــبعا كـــل مـــن الخَلائِق
فـــي أذنيــه حــذر الصــواعق
فبــان بَينَنــا ســماة القحــط
حَتّــى حُرِمنــا شـرب مـاء الشـط
وَكلنــــا يَرتَقِـــب القتـــالا
ممتَثِلاً بِقَــــــوله تَعــــــالى
يـا أَيُّهـا الَّـذين آمَنوا اصبروا
وَصــابِروا وَرابِطــوا لتنصــروا
ســطى خَميســهم علينـا الجمعـه
فـي نصـف شـعبان بفـرط المنعـه
فَخادعونــا خــدعاً لَــم تكتــم
كَحفــر ألغــام وَنصــب الســُلَّم
فضــرهم مـا صـنعوا مـن القسـم
إِذ رده اللَّـــه عليهــم فقصــم
وكـــل ســـُلَّم رَفيـــع نصـــبا
جُــرَّ إِلـى السـور وَمنهـم سـُلِبا
خفنــا احتيـالهم وَسـوء مكرهـم
فَلَـــم يحــق مَكرُهُــم إِلّا بهــم
فَقـــارب الســور المبارزونــا
وإنهــــم لنــــا لغــــائظون
لمــا رأونــا حـافظين السـورا
ولّــوا عَلــى أَدبــارهم نفـورا
وَالجهــد فــي كفــاحهم بـذلنا
مــا قَتَلـوا معشـار مـا قَتَلنـا
فأَصـبحوا فـي ذلـك اليوم العسر
كــأنهم أعجــاز نَخــلٍ مُنقَعِــر
لمـا أريقـت منهُـمُ حمـرِ الـدِّما
ببيضـنا ألقـوا إلينـا السـلَما
فأرســل الغـادِر سـلطان العجـم
يُحــاول الصـلح وَيَبتَغـي السـلَم
وَكلمــا أَوقــدوا نــار الحـرب
أَطفأهــا اللَّــه بِغيــث الغيـب
فَصــالح المـولى أَميـر الموصـل
أَعنـي حسـيناً صاحب القدر العَلي
بألســن الرسـل عَلـى أَن يرسـلا
مــن خيلــه إليــه عشـراً كُمّلا
فَجــاد وَالينـا بضـعف مـا طلـب
وَمثلـــه أتحـــف حــاكم حلــب
فَكفـــا عنــا أَيــدي الأَعــداء
محافظــا الحــدباء وَالشــّهباء
بِقــــوة اللَّــــه وأَنبيـــائه
وَأَوليــــــائه وأصــــــفيائه
لكــن تجلــد الـوَزير الموصـلي
الباسـلِ الشـهم الشـَّجيع المقبلِ
تبيــانه أكــثر مـن أَن يـذكرا
لِلَّــــه دره حريــــاً أَجســـرا
إِذ لَــم ترعــه كـثرة القَبـائِل
منهــم تأســياً بِقــول القـائِل
لا أَقعــد الجبــنَ عَـن الهيجـاء
وَلَـــو تــوالَت زمــر الأَعــداء
الحمــد لِلَّــه الَّــذي عززنــا
بــه وَقَــد أَذهـب عنـا الحَزَنـا
قلــت لــه فــي هــذه القضـية
قَصـــــيدَةً جيــــدَةً تركيَّــــه
وَفصــل الوقعـة بـالوجه الحسـن
ابـن أَخـي المَرحـوم داعيكم حسن
أَحــاطَ بــالخطوب علمــاً وَكتـب
أَتحفهـا إِلـى الـوَزير المنتخـب
فاِستحســـن الصــدر محســناتها
وَمـا قَـد استشـهد مـن أَبياتهـا
لأَنَّهــــا فائقــــة المَبـــاني
رائقـــة الأَلفـــاظ وَالمَعــاني
أَمــا الشــقي الخــارجيُّ نـادِر
المعتـدي الباغي الظلوم الغادِر
فَكــانَ يبـدي الـود وَالمخـادنه
بعـد انعقـاد الصـلح وَالمهادنه
خليل (البصير) بن علي بن اسماعيل بن إبراهيم بن داود بن شمس الدين محمد الباهر الموصلي.أديب نحوي، له شعر حسن، من أسرة آل الفخري الحسينية الأعرجية المشهورة في العراق، نشأ كفيف البصر، واشتهر ورحل إلى حلب والرها والروم والعراق . وبرع في الموسيقى ، ونظم بالتركية والفارسية والعربية .له أراجيز ، منها (ملحمة) عربية في وصف حصار شاه إيران (نادر شاه) لمدينة الموصل وثبات أهلها في الدفاع عنها ، ودحر المهاجمين ، نشرها الأستاذ سعيد الديوه جي في مجلة المجمع العلمي العراقي، وأرجوزة في النحو سماها (الدرر المنظومة والضرر المختومة) حققها الأديب عماد عبد السلام رؤوف ونشرها في مجلة المجمع العلمي العراقي أيضا، وقصائد ومقطعات وتخاميس وتشاطير.مولده ووفاته بالموصل.