
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كيـف يخفـى عظم ما بي من ألم
والحشـى بـاح بمـا فيـه ألـم
وغرامــي كيــف يُرجــى كتمـه
ومســيل الـدمع بالإسـرار نـم
وســلوي خــانني والصـبر مـذ
شـام هـول الشـوق ولى وانهزم
وغــدا الحــب لقلـبي سـالباً
والجـوى تـامٍ وطرفـي لـم ينم
لـم يعـد لي في الهوى من جلدٍ
فيـه اطفـي نـار وجدي والضرم
مـا احتيـالي وهوى الأحباب لي
آســرٌ والقلـب منـي فـي هيـم
جــرد الــبين مواضــي خطبـه
وســـطا جــورّا علــي وحكــم
وســقاني كــاس بُعــد قاتــل
أورث الجســـم نحــوًلا وســقم
بنـت عـن خيـر ربـوع بـات من
بعـدها الجفـن يسـح الدمع دم
لــي بهـا قـوم كـرام فضـلوا
فـي الورى من لاذ فيهم لم يضم
آل ود وعهــــــود ووفـــــى
خيــر أربــاب ذمــام وشــيم
طالمــا اذكرنـي الـدهر صـفا
عصـرهم فـي مصـرهم اشكو الألم
هاتفــا مــن حــر قلـب حَسـرٍ
حبــذا مصــر وذيــاك الملـم
ويـح قلـبي كـم رأت بل كابدت
مــن شــقاءٍ وبلاءٍ قــد أعــم
أقســم الــدهر بـأن يرشـقها
حســداً منــه بقسـى مـن نقـم
ليتهـا خـابت وليـت الدهر لو
كـان أقـوى حانثـاً فيمـا قسم
قهــر القـاهرة الـدور الـذي
هــمَّ بالضـنك عليهـا واقتحـم
ويــك مــن دورٍ ظلــوم جـاير
مــا تـولى فيـك إلا مـن ظلـم
أو تعـــدى وتصـــدى للــورى
فغــدا يهجــى ويلحــى ويـذم
عـم أقطـار الـدنا خطـب الكن
انــة والأضــرار بالأمصـار أم
ليــت لا غــرّ بهـا منـذ بـدا
ذلـك العـام بـه الهـول هجـم
ليـت شـعري أيـن ما انشاه سل
طانهــا العـادل قـدماً ونظـم
أيـــن ترتيـــب ولاة ســـلفت
طيــب اللــه ثراهــا ورحــم
أيـن أمجـاد الـورى آل الذرى
والارى والحــزم فالكــل عـدم
أيـن زاهـي انـس أيـام الوفا
وليــاله إذا مـا النيـل عـم
أيــن مغنــى كـل شـادٍ مطـرب
يســلب العقـل بـذياك النغـم
أيــن أربــاب خلاعــات بهــا
قـد يعيروا اللطف منها للنسم
أيــن أفــراد زمـان قـد علا
قــدر كــل منهـم ثـم اعتظـم
أيـن أبطـال الوغى والحرب من
كـل ذي قلـب حكـى الصخر الأصم
أيــن غــزلان حســان أشــرقتْ
كبـــدور وتبـــاهت كالــديم
مـا لأبحـار الصـفا غاضـت وما
لشــموس الانـس غشـأها الظلـم
يـــا اخلاي انشــدوا قــاهرة
وانــدبوها بيــن عـرب وعجـم
فتتـوا الأكبـاد تأويهـاّ علـى
تحفــة الأمصـار ذيـاك العلـم
نقطـة الحسـن الـتي قـد بهرت
فـوق خـد الكـون تهواها الأمم
بحـــر خيــر زاخــر منــدفق
عــمَّ وجـه الأرض طـرّا بـالنعم
دار آل الفضـل والقـوم الأولى
أتقنــوا كــل علــوم وحكــم
حـرة الـذيل الـتي قـد سـلمت
في البها والحسن من كل التهم
كــم مليــك هــم أن يخطبهـا
فـابتلاه اللـه فـي قصر الهمم
إذ هـي الغـوث الـذي لا غيـره
قــط يُرجــى وســواها لا يـأم
حكــم اللــه عليهـا بالشـقا
بعـد ذاك العـز والمجـد الاتم
حـتى لـم يبـق سوى من قد شكا
وبكــا ثــم علـى الخـد لطـم
وذليــــل حــــاير منـــذهل
مــن خــراب ومصـاب قـد دهـم
و جــــزوع هـــالع مضـــطربٍ
حســم الخــوف حشــاه وقســم
وبكــــاء ونــــواح دايـــم
وهيــــاج وعجــــاج وغمـــم
لسـت تلقـى غيـر مسـلوب بهـا
ذي همــوم يطلـب المـوت ولـم
و اخــا ضــنك وشــاب شــايب
وفــتى شــاخ وفاجـاه الهـرم
مـن يرى ذا الهول في مصر ولا
يـذرف الـدمع عليهـا كالـديم
مـا أصـابتها سوى العين التي
قلعهـا قـد كـان أولـى واهـم
يــا هنــا عيـش بهـا قضـيته
كـم عرانـي بعـده عظـم الندم
هـل تـرى مـن عـودة للانـس يا
مصــر فيــك وحظــوظ تغتنــم
أو لـذاك العـدل عـود يرتجـى
وإلــى الأمــن رجـوع كالقـدم
بــدد اللهــم عنهــا كربــا
هــد حصـن العـز منهـا وهـدم
و أدرك الخلــق بلطــف شـاملٍ
منـك يـا رب العطايـا والكرم
إن عينـي مـن جـرى ما قد جرى
بـالورى مـدمعها يحكـي الغيم
و علـى مصـر العلـى أم الملا
أرخـوا مـا بـي سـوى هـم وغم
نقولا بن يوسف الترك الإسطمبولي.شاعر له عناية بالتاريخ، أصله من بلاد الترك من أسرة يونانية ومولده ووفاته في دير القمر (لبنان).سافر إلى مصر واستخدم كاتباً في حملة نابليون الأول، وعاد إلى لبنان فخدم الأمير بشير الشهابي، وله في مدحه قصائد.وعمي في أواخر أعوامه، فكان يملي ما ينظمه على ابنته وردة.من كتبه (تاريخ نابليون-ط) جزء منه، (تاريخ أحمد باشا الجزار - خ) (مذكرات - ط)، (ديوان شعر - ط).(حوادث الزمان في جبل لبنان - خ) من سنة 1109هـ - 1215هـ.