
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نسـيماً هـبّ مـن ذاك الُحمـي
فاعــاد الــروح والقلــب الـيّ
ان تُعــد بـالله ذاك الحـي حـيّ
آل ودي واقرِهــم منــي الســلام
صـف لهـم مـا حـال جسمي والشَجَنْ
وحنينــي نحــو ذيــاك الــوطن
قــل فتــاكم ليــس يــدري مـا
الوَسَنْ والنوى البسَهُ ثوب السقام
مضــرم الوجـد غريقـاً بالـدموعْ
منشـداً أيـن الحمـى أين الربوع
يـا لقـومي هـل اليكـم من رجوعْ
أو تـرى عينـي تـرى ذاك المقام
حبــذا مصــرٌ ومغناهـا الفريـد
وريــاض عمّهــا النيـل السـعيد
يجلـب الخيـرات مـن ذاك الصعيد
زانـه حسـن الوفـا فـي كـل عام
حبـذا المقيـاس والـروض الانيـسْ
ونــداً يعلــوه كالـدُر النفيـس
وصــبا تســري واغصــانٌ تميــسْ
كنشــاوى بـات يسـقيها الغمـام
واريــجٌ عرفُــهُ عنــد الصــباح
ينعــش الأرواح اذ كالمسـك فـاح
وزهــور الــوض تزهــو والاقـاح
حــوله القمـري يغنـي والحمـام
وهــزار البشــر بــالركب شـدا
فســـبى العشــاق لمــا رصــدا
والصــبا كـم أشـجى صـباًّ لصـدى
نغمـة القـانون والصـنطير هـام
وكــــؤوسٌ ونــــدامى تحتســـي
وعــروسٌ تنجلــي فــي المجلــس
انبـــة العنقــود روح الانفــسِ
تحـت ظـلّ الـورد ما بين الخزام
فاجلهـا خلّـي لقـد غـاب الرقيبْ
واسـقني وانشـد على ذكر الحبيب
واغتنمهـــا بشـــروقٍ ومغيـــب
فالصــفا وافــى وزال الاغتمـام
ولــك البشـر فـذاكَ الضـد بـاد
ومنـى قلـبي علـى الحسـاد سـاد
سـيدي المشـهور مـا بين العباد
بـالتقى والفضـل من نسل الكرام
يوســـف الكســّاب مــن قــارنهُ
جهـــذٌ بالفضـــل قــد وازنــهُ
يوســـف المرثــى لمــن آمنــه
وهـو فرعـونٌ علـى الاعدا الليام
اقرَنــــاَ رأيهمـــا واتحـــدا
فاكــادا بــالورى مــن حســدا
وعلــى رغــم العـدى قـد سـعدا
وتمــا ذكرهمــا بيــن الأنــام
ضــاء فــي أوج الـذرى مجـدهما
ورقــى هــام الســها ســعدهما
رفعـا قـدراً وكُـلٌّ منهمـا اخلـص
الذمـــة مـــع حفــظ الــذمام
بشــر المنصــب يــا صـاح بمـنْ
بــدَّد الاكــدار عنــه والغبــن
يوســف العصــر الملاذ المـؤتمنْ
منهـال الظمـآن غـوث المستضـام
كــم انــالا طالبــا مـا أثـرا
أشـــادا قصـــر عـــز دثـــرا
بـل وكـم قـد ربيـا بيـن الورى
مــن فـتى فـاق كمـالا واحتشـام
زدهمـــا اللـــه ســـموًّا وعلا
وفخـــاراً شــامخاً بيــن الملا
وارفــع اللهــم أنــواع البلا
عنهمـا واكسـبهما فـوز المـرام
اجـــزل الأنعــام ربــي لهمــا
واغـن فقـر الـترك مـن جودهمـا
بــدء تمــداحى تغــالى فيهمـا
وبتــاريخي زهــا حسـن الختـام
نقولا بن يوسف الترك الإسطمبولي.شاعر له عناية بالتاريخ، أصله من بلاد الترك من أسرة يونانية ومولده ووفاته في دير القمر (لبنان).سافر إلى مصر واستخدم كاتباً في حملة نابليون الأول، وعاد إلى لبنان فخدم الأمير بشير الشهابي، وله في مدحه قصائد.وعمي في أواخر أعوامه، فكان يملي ما ينظمه على ابنته وردة.من كتبه (تاريخ نابليون-ط) جزء منه، (تاريخ أحمد باشا الجزار - خ) (مذكرات - ط)، (ديوان شعر - ط).(حوادث الزمان في جبل لبنان - خ) من سنة 1109هـ - 1215هـ.