هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مبــداي بســم اللـه اس بنـاءي
وبـه افتخـاري وهـو جـلّ منـاءي
وبـه افتتـاحي فـي عباراتي وما
تبــدي براعــاتي مــن الانشـاء
وبـه أعـوذ مـن الردى ابداً ومن
عــثر اللســان وشـر كـل خطـاءِ
بـه استعين على الخطوب ودمت اح
مــده علــى الســرّاء والضـراءِ
حمـداً يليـق بمـن عظـايم صـنعه
جلّـــت عـــن الادراك والاحصــاءِ
واسـتغفر اللـه العليم بما بدا
منــي ومــا يبـدو مـن الاسـواءِ
وأقـول مـن بعـد الصلاة على جمي
ع الأنبيـــــاء وكــــل آل ولاءِ
هــو أننـي لمـا رأيـت بـأن لا
يُجلــي عــن الألبـاب كـل صـداءِ
ألا محاســن حرفــة الأدب الــتي
ذهبــت اليهــا فيئة الشــعراءِ
فلـذا ولعـت بهـا وهمـت بحبهـا
وبهــا اقتفيـت مناهـج الادبـاءِ
إذ قـد علمت بأن منها المرء كم
يُكســى مـن التهـذيب خيـر رداءِ
فهــي المثقفـة الخلايـق والـتي
كــم فـي مواعظهـا مـن الانهـاءِ
عـن كـل مـا يزري بارباب النهى
ويســــيء باللببـــاء والعقلاء
قــد أبـدعتها الأولـون روابطـاً
لصــيان نــثر جـواهر الحكمـاء
واســتوثقتها المــوازين الـتي
جلّـت عـن الخلـل المريب الساءي
ولكـم بـابحر فنّهـا ألقت من ال
در النفيــس الفــايق الازهــاءِ
واســتودعتها مــن بلاغـات سـمت
عــن كــل حــدٍّ فـاق واستقصـاءِ
فسـماع نظـم الشعر اطرب ما حلا
للســمع وهــو رياضـة اللببـاءِ
ومنادمــات معاشــر الإبــاء اف
كـه كلمـا قـد لـذّ فـي الدنياءِ
وتلاوة الأشــعار كـم قـد اكسـبت
للمــرء خيــر فوايــدٍ حســناءِ
فيهـا تزاد ذوو المراتب والذرى
ولعــاً بحــب تراقــي العليـاءِ
وبهـا الكرام تهيم في حب السخا
ممــا تـرى مـن مدحـة الكرُمـاءِ
وتزيـد أبطـال المعـامع والوغا
هوســاً لخــوض منـاقع الهيجـاءِ
وتفيـد مـن يحفل بها حسن الفصا
حــة فـي الكلام ومحكـم الابنـاءِ
اذان مـن شـرف الفتى ضبط اللها
وتجنّـــب الاشـــناء والالحـــاءِ
والمـرء فخرتـه اعتيـاد لسـانه
ابــداً علــى الاحمـاد والاثنـاءِ
ويُجـلّ فـي الحـرّ المهـذّب حفظـهُ
شـان السـوى في الغيب والحضراءِ
فالفضـل للـه المفيـض علـيّ بـع
ض شـعاعها ولهـا اسـتمال هواءي
فغـواي فـي سبك المعاني في قوا
فيهــا لــديّ أجــل كــل غـواءِ
وصـياغة الألفـاظ فضـل مـن صـيا
غــات الجــواهر ذات كـل بهـاءِ
ودنيّهــا عنــدي لأغلــى قيمــةً
مــن كــل كنــز فــايق وغنـاءِ
وهـي الذخيرة لي ونعم الحرز بل
نعــم المفـاز ونعـم كـل عطـاءِ
وقد انتسبت إلى القريض وان اكن
فــي ذاك افقــر كــل آل ذكـاءِ
لكننــي مـن فضـل نعمـة موهـبي
فيـض القريحـة فيـه منـذ صباءي
نقولا بن يوسف الترك الإسطمبولي.شاعر له عناية بالتاريخ، أصله من بلاد الترك من أسرة يونانية ومولده ووفاته في دير القمر (لبنان).سافر إلى مصر واستخدم كاتباً في حملة نابليون الأول، وعاد إلى لبنان فخدم الأمير بشير الشهابي، وله في مدحه قصائد.وعمي في أواخر أعوامه، فكان يملي ما ينظمه على ابنته وردة.من كتبه (تاريخ نابليون-ط) جزء منه، (تاريخ أحمد باشا الجزار - خ) (مذكرات - ط)، (ديوان شعر - ط).(حوادث الزمان في جبل لبنان - خ) من سنة 1109هـ - 1215هـ.
