
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا شــئتَ تفصـيلَ الفُصـُولِ فهاكَهَـا
بغيـــر ارتيــابٍ نورُهــا يتهلَّــلُ
فأربعــةٌ فــي كــلِّ عــامٍ تَـداولتْ
فصــولٌ فلا مــن خــامسٍ غيـرُ تَسـْأَلُ
ربيـــعٌ مصــيفٌ والخريــفُ وبعــده
شــتاءٌ وفيـه الـبردُ للنـاسِ يَعْضـِلُ
وكـلٌّ لـه طبـعٌ بـه اختُـصَّ لـم يَـزَلْ
فلا يَغُرَّنَّـــكَ الجاهـــلُ المتَقَـــوِّلُ
فأولُهـــا فصــلُ الربيــع وطبعُــه
فحــرٌّ ورَطْــبٌ ضــدَّه القَــرُّ يُجْعَــلُ
فــأولُه قــد حلَّــت الشـمسُ سـعدَها
مـن الحَمـلِ المعـروفِ مـا عنه مَحْوَلُ
ويتلــوه نــورٌ ثــم جـوزاءُ بَعـدهُ
بـــأَوَّلِه الأزهــارُ تَبْــدُو وتكمُــلُ
فـــألطُف فصـــلٍ للطبــائِع صــالحٌ
فكُــلْ مــا تَشـَافيه ولا أنـتَ تَؤْجَـلُ
ومــن بعــدِ فصــلِ المصـيفِ وطبعـهِ
فحـــرٌّ ويَبْـــسٌ ثـــابتٌ لا يُبَـــدَّلُ
فيـا حبَّـذا فصـلٌ بـه التِّيـنُ يـانِعٌ
كــذا رُطَــبٌ والخمــرُ فيــه مـذلل
ويتلـــوه فصــلٌ للخريــفِ وطبعُــه
فــبردٌ ويَبْــسٌ لا لـه بالضـد يعـدِلُ
وإنَّ لــه الميــزانَ يتلــوه عقْـرَبٌ
ويتْلــوه قَــوسٌ والمجــادِلُ أفكَــلُ
ومــن بعــده فصـلٌ الشـتاءِ وإنَّمَـا
بـه الشـمسُ بُـرْجَ الجدْي تأوِي وتَنْزِلُ
ومــن بعــده دَلْــوٌ وحُــوتٌ وطبعُـه
فــبردٌ ورَطْــبٌ وهْــوَ بالضـِّدِّ يَسـْهُلُ
فهــاكَ فصـولَ العـام إمـا جهْلَتهـا
بعرفاتهــا يشـفَى السـقيمُ المعلَّـلُ
وأنقـــصُ شـــيءٍ جاهـــلٌ متطــاولٌ
بُرِيــكَ جــدالاً وهـو بـالحمقِ أمثَـلُ
فيـا عَجَبِـي مـن يَدَّعِيَ العلمَ وهْوَ في
قيــودِ الهــوى فيهـا أسـيرٌ مَكَبَّـلُ
وهـــاكَ روايــاتٍ يَــرُوقُ ســماعُها
إذا مـــا شــَدَاهَا مــاهرٌ ومُرتِّــلُ
فأربعـــةٌ فلــوا كــثيرٌ قليلُهــا
فـدونكَها فـي السـطر تُـرْوَى وتُنْقَـلُ
فســــقُمٌ وإملاَقٌ كــــذاكَ عـــداوَةٌ
ونـــارٌ تلظَّــى عنــد ذاكَ وتُشــْعَلُ
توكَّــلْ ولا ترجُـو سـوى اللـهِ وحْـدَهُ
فلا خــابَ مَــنْ للــهِ يرجُـو ويأمُـلُ
إذا النـاسُ راموا بعضُهم نيلَ بعضهم
وجــاءوا لأبـواب الملـوك ويسـألوا
أبـتْ هِمَّـتي العليـاءُ إلاّ اجتنـابَهُمْ
ومثلُهُـــم عنـــدي صــعيدٌ وجَنْــدَلُ
أليـس الـذي أعطـاهُم الخيـرَ قادراً
ليغمرنــي مــن فَضــْلِه حيـنَ يُجْـزِلُ
خزائنُــهُ مملــوءةٌ يعــطِ مـن يشـا
تعـــالى إلـــه آخِـــرٌ ثـــم أَوَّلُ
وما الفقرُ يُزْرِي بالشريفِ إذا التجا
إلــى الملــكِ الأعلَــى ولا يَتَــذَلَّلُ
فللحُــرِّ يبـدُو جـوهرٌ فـي افتِقـارِهِ
وقـد يحسـُنُ الإبريـزُ في النارِ يَدْخُلُ
فكــنْ طائِعــاً للــهِ فيـه ولا تكُـنْ
عَصــِيّاً فـإنَّ اللـه مـا شـاءَ يفعَـلُ