
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا بَكـــــرت لُبنــــى عَلَيــــه
تُحَــدِّثُهُ طَــوراً وَطَــوراً تُلاعِبُــه
إِنَّ أَشـَدَّ النـاس فـي الحَشـر حَسرَةً
لِمــورِثُ مـالٍ غَيـرَهُ وَهـوَ كاسـِبُهُ
كَفـى سَفَهاً بالكَهل أَن يَتبَعَ الصِبا
وَأَن يـأتيَ الأَمـرَ الَّـذي هُوَ عائِبُه
وَإِنَّـكَ تَلقـى صـاحبَ الجهـل نادِماً
عَلَيـهِ وَلا يأسـى عَلى الحِلم صاحِبُه
يَفِـرّ جَبـان القَـوم عَـن عِرس نفسه
وَيَحمـي شـُجاع القَوم مَن لا يُناسِبُه
وَيُــرزَق مَعــروفَ الجَــواد عَـدوُّه
وَيُحــرَم مَعـروف البَخيـل أَقـارِبُه
أَرى الحِلـمَ فـي بَعض المَواطِن ذِلَّةً
وَفــي بَعضـها عَـزّا يُسـوَّد صـاحِبُه
أَلا مَبلَــغٌ عَنّــي خَليلــي وَدونَـه
مَطـا سـَفَرٍ لا يَطعَـمُ النَـومَ طالِبُه
رِســالَةَ ثــاوٍ بِــالعِراق وَروحـه
بِفُسـطاطِ مِصـرٍ حَيـث جَمّـت عَجـائِبه
لَــهُ كُــلَّ يَــوم حَنّـةٌ بَعـدَ رَنَّـة
يَجيـش بِهـا في الصَدر شَوق يُغالِبُه
إِلـى صـاحِب لا يُخلِـق النـأيُ عهده
لِنـاءٍ وَلا يَشـقى بِـهِ مـن يُصـاقبه
تَخيَّـــرَه حُـــرّاً نَقيّــاً ضــَميرُهُ
جَميلاً مُحَيّـــاهُ كَريمــاً ضــَرائبه
هُـوَ الشـَهد سـِلماً وَالزُعاف عَداوَةً
وَبحـر عَلـى الـوراد تَجري غَواربه
فَيـا حَسـنَ الحُسـن الَّـذي عَمَّ فَضله
وَتَمَّــت أَيــاديه وَجَمَّــت مَنـاقبه
إِلَيـكَ عَلـى بُعـدِ المَـزار تَطلَّعـت
نَــوازعُ شــَوق مـا تُـرَدّ عَـوازبه
أَرى بعــدك الاخـوانَ أَبنـاءَ عَلّـة
لهــم نسـب فـي ودّهـم لا أُناسـِبُه
فَهَــل يَرجِعَـن عيشـي وَعيشـَكَ مَـرَّة
بِبَغــدادَ دَهــرٌ منصـف لا نُعـاتِبُه
لَيــاليَ أَرعـى فـي جَنابـك رَوضـَةً
وآوي إِلــى حِصــن مَنيـع مراتبـه
وَإِذ أَنتَ لي كالشَهد بالراح صُفِّقاد
بِمــاء رُصــافٍ صــفّقَته جَنــائبه
عَســى وَلَعَـلَّ اللَـهُ يَجمَـع بَينَنـا
كَمـا لاءمَـت صـدعَ الإنـاء مشـاعبه
يــا بـؤس بغـداد دار مملكـة دارت علــى أهلهــا دوائرهــاأورد منها الطبري 135 بيتاً وذكر ابن الأثير أنها نحو (150) بيتا، وهو فيه (الجرمي) من اغلاط الطبع. وجمع علي جواد الطاهر ومحمد جبار المعيبد ما ظفرا به من شعر الخريمي في ديوان -ط.وفي البيان والتبيين للجاحظ: أثناء حديثه عن تشبيه العرب للشعر بالديباج والبرود القشيبة، وقال أبو يعقوب الخُرَيميُّ الأعور: أوّلُ شعرٍ قلتُه هذان البيتانبقلـبي سـَقَامٌ لسـتُ أُحْسِنُ وصفَه علـى أنّـه مـا كـان فهو شديدُتمـرُّ بـه الأيَّـامُ تسـحَبُ ذيلَها فتَبْلَـى بـه الأَيّـامُ وهو جديدُوفي الأغاني من أخباره أنه كان يكتب الشعر بالنبطي أيضا وعبارته أثناء الحديث عن علي بن الهيثم التغلبي: (وللخريمي فيه أهاجٍ كثيرة نبطية) وفي الورقة لابن الجراح: وكان يعقوب أعورَ، أخبرني بذلك جماعة. وقال محمد بن القاسم: ما كان يُعرف إلا بأبي يعقوب الأعور. وعمي أبو يعقوب في آخر عمره، فله في مرثية عينه أشعارٌ كثيرة حسان. ثم أورد نماذج من ذلك منها قصيدته التي يقول فيها:أُصــغىِ إلـى قـائدي ليُخـبرني إذا التقينــا عمــنْ يحيينـيِأســــمعُ ملا أرى وأفـــرق أنْ أغلــطَ والســمعُ غيـرُ مـأمونِوأُغريَ بهجاء علي بن الهيثم الأنباري الكاتب، وكان علي فصيحاً مُتشدقاً، يدعي العربية وأنه تغلبي، (انظر ديوانه في الموسوعة) وفي أخبار العكوك في الأغاني قوله: (جاءني أبو يعقوب الخريمي فقال لي: إن لي إليك حاجة. قلت: وما هي؟ قال: تهجو لي الهيثم بن عدي. فقلت: وما لك أنت لا تهجوه وأنت شاعر؟ فقال: قد فعلت، فما جاءني شيء كما أريد. فقلت له: فقلت له: كيف أهجو رجلاً لم يتقدم إلي منه إساءة، ولا له إلي جرم يحفظني؟ فقال: تقرضني، فإني ملي بالقضاء، قلت: نعم، فأمهلني اليوم فمضى، وغدوت عليه فأنشدته:للهيثـم بـن عـدي نسـبة جمعت آبـاءه فأراحتنـا مـن العـددإلى آخر القصيدة انظرها في ديوان العكوكقال ابن الجراح: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثني أحمد بن المبارك عن أبيه قال: قلتُ لأبي يعقوب الخريمي: ما بالُ شِعرك لا يسمعه أحدٌ إلا استحسنه وقبلته طبيعته؟ قال: لأني أجاذب الكلام إلى أن يُساهلني عفواً، فإذا سمعه إنسانٌ سهل عليه استحسانه.قال: وكان مداحاً لعثمانَ بن عُمارة بن خُريم فنسب إلى خُريم مولاه، وخُريم من مُرةِ غطفانَ. كتب إلى الكراني قال: حدثني الجاحظ قال: قيل لإسحاق ابن حسان الخُريمي: مديحك لأبي الهَيْذامِ، وعُثمان بن عمارة، والحسن بن التختاخِ، ومحمد بن منصور بن زياد في حياتهم أجودُ من تأبينك إياهم بعد موتهم. فقال: يا مجانين أين يقعُ شِعرُ الوفا والتذَمُّم، من شِعري إذا صارَ للرجا والرغبة؟قال المبرد: كان أبو يعقوب جميل الشعر، مقبولاً عند الكتّاب، وله كلامٌ قوي، ومَذْهَبٌ متوسّط، وكان يرجع إلى نسب كريمٍ في الصُّغْد، وكان له ولاء في غطفان، وكان اتصالُه بمولاه أبي عثمان بن خُرَيم المري الذي يقال له خُريم الناعم، وكان أبو عثمان هذا قائداً جليلاً، وسيّداً كريماً. ... وفي نسبه في الصُّغْد يقول:أبالضـُغْدِ بـاس أن تعيّرنـي جُمْلُ سَفاها ومن أخلاق جارتنا البخلُومـا ضرَّنِي أنْ لم تَلِدْني يُحَابر ولـم تَشـْتَمِلْ جَـرْم عَلَيَّ ولا عُكْلُيقول فيها:ودون النـدى فـي كلِّ قلبٍ ثَنِيَّةٌ لهـا مَصـْعَدٌ حَـزْنٌ ومُنْحَـدَرٌ سهلُ