
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُذ الحِذْرَ واصحبْ ما حييت الورى خزما
مخافـة أن تلقـى الدويهيـةَ العظمـى
ومــن يـك تـركُ الحـزم عـادةُ نفسـِه
يضــعْه ولـو ذكَّرْتَـه لـم يجـدْ عزمـا
فليـس علـى ذى الحـزم بأس من العدا
ولـو أجلبوا بالكُمْتِ والدُّهمْ والدَّهما
جــزى اللـه عنـى الحادثـات بغيـره
فلـو لـم تَنُبْنـى لـم أُحـط بهمُ علما
ومنقطـــع صـــاحبتُه قبـــل غِشـــَّه
مصــاحبةً ينســى بهــا الأبَ والأُمــا
ومــا غرَّنــي أفعــالُه غيــرَ أننـي
ســمعت لــه قــولاً وأعجبنــي جسـما
صـــفوتَ لــه بيــن الأنــام مــودةً
فكـــدَّرها غِشـــا وضـــيَّعها غشــْما
وأســقيتُه شــهدَ الصــداقة صــافيا
إلــى أن ســقاني مـن عـداوته سـما
فـــأول مــا جربتُــه فــي أمانــةٍ
فحــان ولمــا نخــشَ عـاراً ولا ذمـا
ولا ســيما الأســرارُ إن يُختـبرْ بهـا
يُنِبْهــا فلا تعجـب إذا خـان أو نَمـا
إذا اسـتودِعَ السـر الـدفينَ مشـى به
كبائصــة مــن صـوتها تُسـْمِعُ الصـُّما
ومـن يصـنع المعـروف فـي غيـر أهله
يجـازى بـه الخسران والظلم والهضما
بــذلت لــه الإحســانَ بـذلا فخـانني
وقـد صـار بيـن النـاس يأكلني لحما
ويطعــن فــي دينــي ويهتِــك سـترَه
ويَشـــتم حــتى لا حيــاءَ ولا حلمــا
ويختلـــقُ الإفــكَ المــبينَ مُــرادُه
هلاكــي ولمـا يحـذر الثـأرَ والإثمـا
يــود لــو أنَّ المــوتَ كـان بـأمره
فيَقْضـــِنُى قســراً ويقتلُنــي ظلمــا
ولــم يــدر ممــا ظــن أن ســلامتي
مـن الشر قد صارت له في الدنا رغما
وأنــــىَ ممــــا قـــاله لمـــبرَّأٌ
فـدعه كئيبـا يعلِـكُ الغيـظَ والوَغْما
إذا الســَّيِّءُ الممقــوتُ حـاق بـأهله
فحمـداً لمـن خـصَّ العبـاد وقـد غَمَّـا
أيـا حاسـدُ احْسدني أو اغْتظْ وإن تجِدْ
ظهيـراً فنـازع وانطـح الصخرة الصمَّا
وعــاتب زمانــا أنــت فيــه مُـذَلّل
وصـِلْ حبلَـه وصـلا أو اعـزم لـه صرما
دع الغــم وانفـض مِـذْ رَوَيْـكَ شـجاعةً
فيــاذُلَّ عبــد مـات فـي بيتـه غَمـا
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.