
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمُــذ خَيَّمـتُ بِالخَضـراءِ دارا
وَزَنـتُ بِشِسـعِ نَعلـي تاجَ دارا
تَــوَهَّمتُ السـَّماءَ بِهـا مَحَلِّـي
لأَنّــي لِلنُّجــومِ أَقَمـتُ جـارا
لإِخـــوانٍ إِذا فَكَّــرتُ فيهِــم
رَأَيـتُ كِبـارَ إِخـواني صـِغارا
كَـأَنَّ اللَّـهَ قَـد سَبَكَ المَعالي
فَخَلَّــصَ مَجـدَهُم مِنهـا نُضـارا
وَمـا قالوا لَها الخَضراءَ إِلا
لأَن كــانَت لأَنجُمِهِــم مَــدارا
وَمَنزِلُنـــا بِــأَزرَقَ كَــوثَرِيٍّ
بِمَنــزِلِ أَزرَقٍ مـا إِن يُجـارى
لَبِســنا لِلغَـديرِ بِـهِ دُروعـاً
وَجَرَّدنـــا جَــداوِلَهُ شــِفارا
بِيَـومٍ لَـو يَكـونُ أَبُـو فِـراسٍ
مُشـاهِدَ أُنسـِهِ نَسـِيَ النَّـوارا
وَلَيـلٍ لَـو رَمـى الكُسـَعِيُّ فيهِ
رَأَى مِــن قَوسـِهِ سـِرّاً تَـوارى
وَرَوضٍ راقَ مَنظَـــــــرُهُ وَإِلا
فَلِـم خَلَعَ الحَمامُ بِهِ العِذارا
وَقــامَ عَلـى مَنـابِرِهِ خَطيبـاً
فَحَــرَّكَ لِلغُصــونِ بِـهِ حِـوارا
وَطارَحَهــا فَأَصــغَت ســامِعاتٍ
وَهَــزَّت مِـن مَعاطِفِهـا حَيـارى
فَـإِن مَـرَّ النَّسـيمُ بِـهِ عَليلاً
تَكَلَّفَــتِ القِيـامَ لَـهُ سـُكارى
وَطَــودٍ لَــو تُزاحِـمُ مَنكِبـاهُ
نِظـامَ النَّجـمِ لانتَثَرَ اِنتِثارا
سـَما فَتَشـَوَّقَت زُهـرُ الـدَّراري
إِلَيـهِ فَنَكَّـسَ الـرَأسَ اِحتِقارا
وَقَـد شـَمَخَ الوَقـارُ بِـهِ وَلَكِن
وَقـارُ ذَويـهِ عَلَّمَـهُ الوَقـارا
أولئِكَ مَعشـَرٌ قَهَـروا اللَّيالي
وَرَدُّوهــا لِحُكمِهِــمِ اِضـطِرارا
وَقـامَ بِعبـءِ مَجـدِهِمُ اِضـطِلاعاً
فَأَنجَـدَ فـي العَلاءِ كَما أَغارا
أَبـو عَمـرِو بنِ حَسُّونَ الَّذي لا
تَشــُقُّ النَّيِّــراتُ لَـهُ غُبـارا
فَتىً في السِنِّ كَهلٌ في المَعالي
صـَغيرٌ زَيَّـفَ النـاسَ الكِبـارا
وَلا عَجَـــبٌ بِســُؤدَدِهِ صــَغيراً
فَـإِنَّ الخَيـلَ أَنجَبَـتِ المِهارا
وَإِنَّ الســَّهمَ وَهــوَ أَدَقُّ شـَيءٍ
يَفـوتُ الرُّمـحَ سَبقاً وَاِبتِدارا