
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اِن سـالَ مِـن غَـرب العُيـونِ بُحور
فَالــدَهرُ بــاغ وَالزَمـان غَـدور
فَلِكُــلِّ عَيـن حَـق مـدرار الـدِما
وَلكـــل قَلـــب لَوعَــة وَثُبــور
سَترالسـنا وَتحجبـت شـَمسُ الضـُحى
وَتَغيبــت بَعــد الشــُروق بـدور
وَمَضـى الَّـذي أَهـوى وَجرعني الاِسا
وَغَــدَت بِقَلــبي جــذوة وَســَعير
يـا لَيتَـهُ لِمـا نَـوى عهد النَوى
وافـى العُيـون مِـنَ الظَلام نَـذير
ناهيـكَ مـا فَعَلـت بِمـاء حَشاشَتي
نــار لهـا بَيـنَ الضـُلوعِ زَفيـر
لَـوبث حزنـي في الوَرى لَم يَلتَفِت
لِمُصــاب قيــس وَالمُصــاب كَـثير
طـافَت بِشـَهر الصَومِ كاساتِ الرَدى
ســِحرا وَأَكــوابُ الـدُموعِ تَـدور
فَتَنـاوَلَت مِنهـا اِبنَـتي فَتَغَيَّـرَت
وَجنــاتُ خــد شــانِها التَغييـر
فَـذَوَت أَزاهيـرُ الحَيـاةِ بِرَوضـِها
وَاِنقَــدَّ مِنهــا مــائِس وَنَضــير
لَبِسـَت ثِيـابَ السـَقمِ في صغر وَقَد
ذاقَـت شـَرابَ المَـوتِ وَهُـوَ مَريـر
جـاءَ الطَـبيبُ ضـَحى وَبشر بِالشَفا
اِنَّ الطَـــبيبَ بِطِبِّـــهِ مَغـــرور
وَصــف التَجـرع وَهُـوَ يَزعُـم إِنَّـهُ
بِـالبِرء مِـن كُـل السـِقامِ بَشـير
فَتَنَفَســَّتُ لِلحُــزنِ قائِلَــة لَــهُ
عَجِّــل بِبِــرئي حَيـثُ أَنـتَ خَـبير
وَاِحــمِ شـَبابي اِن والِـدَتي غَـدَت
ثَكلـى يَـثير لَهـا الجَـوى وَتَشير
وَاِرأَف بِعَيـن حَرمـت طيـب الكَـرى
تَشـكو السـُهاد وَفي الجُفونِ فُتور
لِمــا رَأَت يَـأسَ الطَـبيب وَعَجـزِهِ
قــالَت وَدَمــع المُقلَتَيـن غَزيـر
أَمـاه قَـد كـل الطَـبيب وَفـاتَني
مِمّــا أؤمـل فـي الحَيـاةِ نَصـير
لَـو جـاءَ عـراف اليَمامَـةِ يَبتَغي
بــرئى لِـرد الطَـرف وَهُـوَ حَسـير
يـا رَوعَ روحـي حلهـا نَزع الضَنا
عَمّـــا قَليــل وَرقهــا ســَتَطير
أَمـاه قَـد عَـز اللُقـا وَفـي غَـد
ســَتَرينَ نَعشــى كَـالعَروسِ يَسـير
وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَحدِ الَّذي
هُـوَ مَنزِلـي وَلَـهُ الجُمـوعُ تَصـير
قـولى لِـرب اللَحـد رفقا بِاِبنَتي
جــاءَت عَروسـا سـاقَها التَقـدير
وَتجلــدي بِــاِزاء لَحــدى بُرهـة
فَتَــراكَ روح راعِهــا المَقــدور
أَمــاه قَــد سـَلَفت لَنـا أُمنِيَـة
يـا حُسـنِها لَـو سـاقَها التَيسير
كــانَت كَــأَحلامٌ مَضــَت وَتَخلفــت
مُـذ بـانَ يَـومُ الـبينِ وَهو عَسير
عــودى اِلــى رُبــعِ خَلا وَمَــآثِر
قَــد خَلَفَــت عَنّــي لَهـا تَـأثير
صـونى جِهـازَ العُـرسِ تِذكارا قَلى
قَـد كـانَ مِنـهُ اِلى الزَفافِ سُرور
جَـرَت مَصـائِبُ فَرَّقَـتى لَـكَ بعـدذا
لَبــس الســَواد وَنفـذ المَسـطور
وَالقَـبرُ صـارَ لِغُصـن قَـدى رَوضـَة
ريحانُهــا عِنــد المـزار زُهـور
أَمــاهُ لا تَنســى بِحــق بنــوتى
قَـــبري لَئِلّا يَحـــزن المَقبــور
فَأَحيَيتُهـا وَالـدَمعُ يَحبِـسُ مَنطقى
هُـــو راحـــم بربِّنــا وَغَفــور
بِنتـاه يـا كَبـدي وَلَوعَـة مُهجَتي
قَــد زالَ صــَفو شـانِه التَكـدير
لا نوصـى ثَكلـى قَـد أَذابَ وَتينُها
حُـــزن عَلَيــكَ وَحَســرَة وَزَفيــر
قَســما بِغــض نَــواظِر وَتَلهفــى
مُــذ غــابَ نســان وَفـارِق نـور
وَبِقُبلَــتي ثَغــرا تَقضــى نَحبـه
فَحَرَمــت طيـب شـَذاهُ وَهُـوَ عَطيـر
وَاللَـهُ لا أَسـلو التِلاوَةِ وَالـدَعا
مــا غَـرَّدَت فَـوقَ الغُصـونُ طُيـور
كَلا وَلا أَنســـى زَفيـــر تــوجعي
وَالقَـد مِنـكَ لَـدى الثَـرى مَدثور
اِنــى أَلفـت الحُـزنَ حَتّـى إِنَّنـي
لَـو غـابَ عَنّـي سـاءَني التَـأخير
قَـد كُنـتُ لا أَرضـى التَباعُد بُرهَة
كَيــفَ التَصــَبُّر وَالبِعـادُ دُهـور
أَبكيــكَ حَتّــى نَلتَقـي فـي جنـة
بِرِيــاض خُلــد زينَتُهــا الحـور
اِن قيـلَ عائِشـَة أَقـولُ لَقَـد فَنى
عيشــى وَصــَبري وَالاِلــه خَــبير
وَلَهـى عَلـى تَوحيـدِهِ الحُسنِ الَّتي
قَـد غـابَ بَـدر جَمالِهـا المَستور
قَلـبي وَجِفنـي وَاللِسـانُ وَخـالِقي
راض وَبــــاكَ شـــاكِر وَغَفـــور
مَتعـت بِالرِضـوان فـي خُلد الرِضا
مــا اِزينــت لَـكَ غُرفَـة وَقُصـور
وَسـَمِعتُ قَـولَ الحَقِّ لِلقَومِ اِدخُلوا
دارَ الســـَلامِ فَســَعيُكُم مَشــكور
هـذا النَعيـمُ بِـهِ الاِحبَّـة تَلتَقي
لا عَيـــشَ اِلّا عيشـــه المَــبرور
وَلَـكَ الهَنـاءُ فَصـدق تاريخي بَدا
تَوحيــدُهُ زَفــت وَمَعَهــا الحـور
عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور.شاعره أديبة من نوابغ مصر كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية مولدها ووفاتها بالقاهرةتزوجت بمحمد توفيق بك الإسلامبولي فانتقلت معه إلى الأستانة سنة 1271ه.وتوفي والدها سنة 1289ه وبعده زوجها سنة 1292هـوعادت إلى مصر فعكفت على الأدب ونشرت مقالات في الصحف وعلت شهرتها.وهي شقيقة أحمد تيمور باشا.لها (حلية الطراز -ط) وهو (ديوان شعرها العربي) و(نتائج الأحوال -ط) في الأدب.