
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــدُ للــه علـى النعمـاءِ
والشـكرُ فـي الصـَّباح والمَساء
ســبحانه مــنَّ علــى الـبريّه
فــي كــل صــَيْفٍ نعمـةً طريّـه
كــبيرةً تــأتي علـى الألـوانِ
مـن مِنّـةِ اللـهِ علـى الإِنسـانِ
فـــواكهٌ مختلفـــاتُ الشــكل
فيلونِهـــا وطعمِهــا والأكــل
تبــدو لنـا مـن أولِ المصـيفِ
إلــى تمَــام آخِــر الخَريــفِ
نلْتَـــدُّ فــي آلائه الجميلــه
مـن بعـد مـا أهدى لنا سبيله
لكونِنــا مــن أمــة النــبيِّ
الهاشـــميِّ المصــطفى الأمِّــيِّ
مــن جــاء بالسـُّنةِ والكتـابِ
أفضـلُ مـن مشـى علـى الـتراب
عليــه ملــءُ الأرض مــن صـلاةِ
مـــا عَبَقــت روائح الجنــات
وآلــــه وصـــحبه الأخيـــارِ
عــدَدََ قطــر السـحب والبحـار
والنصــرُ للخليفــة المختـار
مــن آلــه الأفاضــل الأبـرار
مــن عَــزَّه إلَهُنــا المجيــدُ
الملـــــك المعظّمالوليــــد
أَدِمْــه منصـورًا علـى الأعَـادي
واجْعلــه رحمـةً علـى العبـاد
مــا دامــت الأيـام والزمـان
ولا يكـــن ســـِواءه ســـلطان
وبعــدُ فالعـادة عنـدَ النـاسِ
الهجْــمُ فــي الأكـل بلا قيـاس
لاســيما فــي سـائر الفـوَاكهِ
نَضــَجَ أو قَصــَّرَ عــن إدراكـهِ
حـتى يَـرى مِزاجَـه فـي السهول
فـي كـل يـوم بـاكروا بالبول
فـي طَلعـةِ الفجـر على الطبيبِ
يشـكو بطول الليل في التعذيب
مـن بَعْـدِ أَنْ يَقَـعَ فـي الأمراضِ
وشـــــدَّةِ الأوجــــاعِوالأعْراض
فكــان واجبــا علـى العِبـاد
جميعهــم مــن حاضــِر وبــاد
أن يعتنــوا بهــذه المقَـاله
لأنهــا تنجــى مــنَ الجَهـاله
بهـــذه الفــواكه الصــيفيه
الخضــرة المقبِلــة الطريــه
أولُ مـا يبـدو لنـا المشـماشُ
عــن كــل ضــُرٍّ حــارِصٍ فتَّـاشُ
ذو صـَولةٍ تسـطو علـى الأجْسـَاد
بســــُرعةٍ لجِهـــةِ الفســـاد
وجــاء مـن أسـمائه الـبرقوق
والنــاسُ فــي تعريفـه فُـروق
وطبعُـــه للــبردِ والتَّلْيِيــن
في الرُّتْبَةِ الوُسْطى على اليقين
لكنَّــــه يميـــلُ للصـــَّفرَاء
والـبرُد فيهِمـا علـى السـواء
مُوَلِّـــد للبَلْغـــمِ الزُّجَــاجي
وكـــلِّ فاســدٍ مــن المــزاج
أو حُميَـــات صـــعبَةٍ طــويله
عفِنــــة رديَّــــة ثقيلــــه
وشــرُّه المُــرُّ كــثيرُ المـاء
إذ مـــاؤُه مولِّـــدٌ لِلـــداء
لا تاكــل المشــماش بالعشـيَّه
فــــإنهُ ُيــــورِّتُ البَلِيَّـــه
ولا الــذي يَبِيـت فـي الجِنـانِ
مــن بعْـدِ قَطفِـه مِـنَ الأَغْصـَانِ
لا بـــأس بالإِفطــار بــالطَّريِّ
المُجتَنَـــى بِبَـــرده النَّــديِّ
إصـــلاحُه بِبِـــزْر الأَنِيســـُون
أو بِــزْر نَــافِعٍ مَـعَ الكَمـون
وربمـــا يقمـــع للصـــفراء
وَحِـــدَّة الـــدَّم علــى الخلاء
مــبرّد العطـش إن لـم يسـتَحِل
لمَــرة الصـفراءاو خلـط شـمل
قلِّــلْ نــوالَه فــي الابتـداء
ولا تقرّبـــه فِـــي الانتهــاء
فــإِنَّهُ يَخْــزِن فِــي الأَبْــدان
غَائلــةً تــؤدِي علـى الزمـان
وكـلّ مـا يُقـال فـي البـاكور
فــإنه تِيــنٌ علــى المشـهور
لكنَّـــه أبْكَـــرَه الرحمـــان
وأولُ المصـــيفِ لـــه إبَّــان
وإِنَّ مــن أفعــالِه التسـخينَا
والحــرَّ كـان طبعُـه واللينـا
ويُشــعِل الحــرارة اليســيره
لكـــل محـــرور بلا ضـــروره
والنفـخ والتمليـس مـن صفاتِهِ
فــي معْــدة بطبعــهِ وذاتــه
قـدِّمْه قبـل الأَخْـذِ فـي الغَذاءِ
فـــأنه أولـــى للاســـتمراءِ
وكُلْـــه فــي أوائِل النهَــار
بقُــرْب عهْــدِه مــن الأشــجار
أنهــاكَ عــن تنـاولِ البَكُـور
فــي آخــر النهـار والحَـرُور
والبـائتِ المجْنِـي مـنَ الأشجار
لَشــَرُّ مـا يُوكَـل فـي الثمـار
ولا الــذي قَصــَّر عـن إدراكـهِ
ومــا تعفَّــن مــن الفــواكهِ
والتَفِــجُّ فــي غِــذائه عَسـيرُ
ومثْلُـــه مــا نضــْجُه قصــير
أصــلحْه بالتوابــل الذكيــة
وصــــَعتر وحاشــــّة بريّـــه
وليـس فـي الحلـو مـن التفاح
للجســد المحــرور مــن صـَلاح
لأنــــه يميــــل للصـــفراء
وفِجُّــــه مولِّــــدٌ للــــداء
ورُبمــــا يَميـــلُ للفســـادِ
فــي كـل محـرور مِـنَ الأجسـاد
ودمُــه ليــس مــنَ المــذموم
عنـد الحكيـم المـاهر العليمِ
يولِّـــد الســرُور والافراحــا
ان صــار فــي كيْلوسـه صـلاحا
وشــــمُّه مُنْعــــشٌ للقلــــب
وللـــدماغ مُفْـــرِجٌ للكَـــرب
مزاجُـــه معتـــدلُ الطــبيعَه
لأَنــــه فاكهــــةٌ رفيعَــــه
لكنــــه يميـــلُ للتســـخين
فـي الـدُّرَجِالأولَى معًـا واللينِ
وكـــل حــامضٍ مــن التفــاحِ
مــــبرِّدٌ مُوَلِّــــدُ الريـــاح
وقـد يُعيـن المعْـدةَ الضـعِيفه
فــي هضــم كـل أكلـة كـثيفه
مـــبردُ العطـــشِ والحــراره
مســكِّنُ الصــفراء مـن مـراره
ويُحــدث الأوجـاع فِـي الأعصـابِ
وعضـــلاتِ الظهـــر والاجنــابِ
اصـــلاحه بـــالمَرَق الدســيمِ
بِتابــــلٍ مُفَــــوَّهٍ عميــــم
وأَكْلُـــه يـــوّرِثُ النِســيانا
لمُــــدْمنٍ لأكْلِـــهِ إدمانـــا
كــل الإجــاصِّ طبعـه الـبروده
ونُـــدوة كَـــثيرة محمـــودَه
وجــاء فــي أنــواعه أصـنافُ
ليــــس رَدِيًّـــا كلُّهـــا خلافُ
مــا كــان منـه جُرمُـه صـغيرُ
فهضــــمُه مُيَســــَّرٌ كــــثيرُ
وحمــرةُ اللــون لــه علامــه
وصــفرة القشـر علـى السـلامه
والأخضــرُ اللـون مـع البيـاض
بكــثرة الــبرد عليــه قـاض
لا ســيما إن كــان ذا حُموضـه
أو ذا عُفوصـــة وذا قُبوضـــه
وشــرُّه الفِـجّ العـويصُ الهضـمِ
والحُلــوُ منــه جيِّــدٌ للجسـم
مــن شـأْنِه الاسـهال للصـفراء
وهْـوَ لَهـا مـن أفضـل الـدواء
يُغْـذِي كـثيرا ويُرخِّـي المعـدَه
ويُختشــى فــي كبـدٍ مـن سـده
مُــبرِّدُ العطــشِ فــي التهـابِ
حـــرارة الكبــد و الاجْنــاب
وأكلُــه قبــل الغَـذاء يُحمَـد
وبعــــده مُلَــــزَّزٌ ومُفْســـِدٌ
إصـــلاحُه لبـــارِدِ المِـــزاج
بتابــل فــي مَــرَقِ الــدجاج
ومــن يكــن مزاجُــه مَحـرورا
فلْيَــكُ عــن اصــلاحه مَقْصـورا
قَراســيا حــبُّ الملـوك تعـرفُ
أكثرهــا فـي أرض بَـرْد تُقْطـفُ
وهـــي علــى ثلاثــة أنــواع
جميعُهـــا مســـهلٌ للطبـــاع
ومنــه أبيــضُ ومنــه أســودُ
ومنــه أحمــر عجيــب يحمــد
كــل الـذي فـي طَعْمِـه الحَلاوه
يميــل للحــر مــع النـداوه
ومنــه حــامضٌ لذيــذُ الطعـم
مــــبرّدٌ مرطــــبٌ للجســــم
جميعُـــه يَقمَـــع للصـــفراء
وشـــرطُه الأكــل علــى الخلاء
والصــبرُ بعــدَه عـن الغـذاء
ســويعَةً كــذاك تــركُ المـاء
اصـــلاحُه الجَــوارش الذكيّــة
مـــن فُلفــل وقَرفــة ســَنيّه
الكُمــثرَى مزاجُــه الــبروده
تتبعهــا اليُبوســة الشـديده
احسـِبْه فـي الفاكهـة الرفيعه
وإن يكـــن يُمســك للطــبيعَه
غــــذاؤه ودمــــه محمـــود
قريـــبُ خيـــر شــره بعيــد
إن شــئتَ عــده مـن السـَّفَرْجَل
لكنــــه أصـــلح للمعْتـــدِل
وفِجّــــه بطيـــء الانهضـــام
وخيــرُه الأكــل علـى الطعـام
أنهـــاك أن تَقْربــه صــباحا
فــــإنه يولّـــد الرياحـــا
ولا لمـــن تعتــاده الاوجــاع
ليــس لـه فـي أكلـه انتقـاع
تَخــاف مــن قُـولنْجِه البطـونُ
وفِجُّـــه أضـــرُّ مـــا يكــون
يوكَـلُ فـي الليـل وفي العشيه
وبعــدما يُقضــى مـنَ الأغـذِيه
الخــوخُ فــي غــذائه مَـذموم
وطالمــــا ضــــرَرُه يـــدوم
يَميـــلُ للْبَلْغــم والصــفراء
كلاهمـــا عفونـــةُ الـــدماء
وطبعُــه الـبردُ مـع الرطـوبه
فـي الـدرج الأولـى له محسوبه
أنــــواعُه ثلاثـــةُ تَفْتَـــرِق
وهـــي بَنُــوج زَهــرِيٌ مِفلــق
احـذرْ مـن أكلـه علـى الغذاء
وفــي امتلاءِ البطْـن والمسـَاء
وشـــمُّه إذًا يقــوي المعــده
وللمريـــض قلبَـــه وكبِـــدَه
وكلُّـــه يُهْجَـــرُ بــل يُطلّــق
فــإن يكــنْ لاَبُــدَّ فــالمِفْلق
أصـلحه للمحـرور فـي المـزاج
بكـــل حـــامضٍ وبالســـكباج
أفضـلُ مـا يُوكـل منـه العنـب
والــدمُ مــن غــذائه مُنْتَخَـب
يكــــونُ فـــي أولـــه دواء
وكــل مــا أحلـى يَكُـنْ غـذاء
هــو الــذي فضــَّله الرحمـان
عــن كـل مـا تثمـره الأغصـان
وهــو الــذي فَصــَّلْتُه أصـنافُ
كــــثيرةٌ وكلُّهــــا تُضـــاف
للحــرِّ والرطوبــة اليســيره
لَزِجَـــةٍ ليــس لهــا ضــروره
هـذا الـذي قـد بَلَـغ النِّهايه
إلـى انتهـاء نضـجه والغـايه
ومنــه حَصــرم ومنــه المُــزُّ
كلاهمـا فـي الطبـع فيـه مَيْـز
طبيعـــةُ الحَصــرمِ للــبروده
واليُبــس فـي أجـزائه شـَدِيده
أفْضــَلُ مــا يُشــْربُ مـن دواء
للمَــرَّة الصــفرا علـى الخلاء
وشــربُه أيضـا يقـوّي المعـدَا
ويُبْــرِدُ العطــش ثـم الكبـدا
وينفــع الاســهالَ مــن مَـرار
والقيـءَ والحمـي التِّي كالنار
والمُــزُّ بيــن ذاوذا معتــدِل
علـى الـدواء والغـذا مُشـتمِل
والعِنــبُ الحلْــو لـه تركيـب
أربعـــة يَفْصـــِلها الطــبيبُ
مِـن أجْلهـا يـذم أو قـد يُحمَدُ
ومنــه أبيــض ومنــه أســود
اللحـم والعَجْـم مـع الرطـوبه
والقَشـْر فـي تركيبِهـا أُعْجُوبَه
والقَشــر طبعــه غليــظٌ فِــجُّ
ومثلــه العَجْــم وقــد يُحْتَـجُّ
بِكَــــونه مخلـــل الغـــذاء
مَـا لَـمْ يَصـِرْ بالسحق كالهباء
ولَحْمُــــه ومــــاؤه عَجِيـــبٌ
كلاهمــــا كَيلُوســـهُ قَرِيـــبُ
مــن ميلــه لجيّــد الغــذاء
ودمُــه مــن أفضــل الــدماء
وقَشــــره مُوَلِّــــد للريـــح
فِــي الهَضـمِ لا يَضـُرُّ بِالصـَّحِيحِ
وَرُبمـــا يُســـهّل أو يُليِّـــن
مُخَضـــــِّب مُنعِّــــم مســــمِّن
يميــلُ فــي غــذائه للبلغَـم
وبعْــد ميْلــه يصــير للــدَّم
وخيْـــره مــا قَشــره رقيــقٌ
وعجْمــــه محــــدَّد دقيــــق
وطعمــه حلــو قليــل العجْـم
الأبيـض الصـافي الكبيرُ الجسمُ
وأَكلُــه مصــا مــن القُشــور
او مــن طـريِّ مـائه المعصـور
فـــإنه صــِرفٌ مــن الأثْفــالِ
وخيــر مــا لـه مـن الأعمـال
ويوكــلُ العنَــبُ فـي الغـذاء
وغـــرَّة الصـــباح والمســاء
وقبـل مـا يشـرع فـي الغـذاء
وبعــده بشــرط تــرك المـاء
فـــإنه يوافِـــقُ الطـــبيعه
وهـــي بــه شــافيةٌ ســريعهْ
لكنـــه فــي آخــر الخَريــفِ
يَضــُرُّ بــالبرد مـع التكـثيف
ويُهجَــرُ العنــبُ فـي الأدبـار
وكــلَّ مـا يُجْنَـى مـن الأشـجار
أصـــْلحْه فــي أول الابتــداء
بنــوعي الكمّـون قُـلْ والمـاء
وحلـــوه المــائِل للتســخين
بالمُصـــْطَكَى أو الســـَّكَنْجَبِينِ
قـد بـارك اللهُ لنا في التين
يُعـــمُّ للغَنـــي والمســـكين
فاكهــةٌ يســيل منهـا العسـلُ
إن الْتَـوَتْ فـي غصـنها وتكمـل
ليــس لهـا فـي فضـلها نظيـرُ
يقصـُرُ عـن أوصـافها التعـبير
تبــدو لنــا كـثيرة الألْـوان
عَــرائِس الجنــان والبســتان
ومنــه أبيــضُ ومنــه أســودُ
ومنــه أخْضــَرُ ومنــه اكمــدُ
لذيــذةٌ فــي طبْعِهــا تَسـْخِين
لكنــه أكــثرُ منــه اللّيــن
وابيــضُ الـتين يفـوقُ اسـودا
مزاجُــه أفضــلُ مهْمــا وُجـدا
ســريع الهضــم نفْخُــه خفيـفٌ
بِســـرعة يُزيلـــه التَّلْطِيــفُ
غــذاؤه يزيــد فــي الأبْـدان
لَحمـا ولونـا مشـرقًا نُـوراني
وهــو مُــدِرّ مُطلِــقُ الطـبيعه
بفَضــــلة عَفِنَــــة شـــَنِيعَه
مُلَيِّــن الصــدرَ مُـثير القُمَّـل
فــي جِلــد مـدمن لـه بالاكَـلِ
ويُوكــلُ الــتين علــى الخلاء
وقبــل أن يُشـْرعَ فـي الغـذاء
ببُـــردهِ ونُـــدوة الأغصـــان
بقُــرب عهْــدِه مــن الجِنــان
يوكــل فـي الصـَّبَاح والمسـاء
وكــلُّ بــائتٍ كــثيرُ الــداء
أو طــال فــي آنيـة النحَـاس
فـــإنه يضـــُرُّ كــل النــاس
وربمــــا يُوَلِّـــدُ الســـُّلاقا
وحُميــــات صـــَعْبةٍ دِقاقَـــا
لا ســـــيما أول الابتــــداء
فــــإنه مولّــــدُ للــــداء
أعقِــب لــه مســتعجِلا للمـاء
مضمضــةً فــي آخــر الغــذاء
وحقُّــــه إزَالـــة القُشـــور
فـــإنه مــن أَوْجَــبِ الأُمُــور
اصــلاحُه مســتعملاً فـي الحيـن
بزَنْجَبِيـــــلٍ أو ســــكنجبين
واكلــه بـالجوز قـد يُسْتحسـَن
فــإِنَّهُ مِــنَ السـمومِ المَـأْمَنُِ
قـد جـاء فـي إبـانه الرمَّـانُ
وقــد أَتــى بفضــله القـرآن
أنــــــواعه ســـــت بلا خلاف
وتحتهــا أيضــا مـن الاصـناف
الحلـو والمـزّ ومنـه القـابض
وتَفِــــه وعــــافص وحـــامض
ثلاثــــةٌ تَصــــْلُحُ للـــدواء
كحُميَّـــاتِ الــدم والصــفراء
وهـــنَّ ذو عُفوصــة والحــامض
والمُــزُّ تــارة وكــل قــابض
عصـــارةُ الحــامضِ للصــفراءِ
يُســــَكِّن والمَـــزُّ للـــدواء
مـــبرِّدٌ للحميَّــاتِ المحرِقَــه
وَعَطَــــشٍ وشـــَطْرِغِبٍّ مقلقـــه
ومعــــدةٌ ضـــَعِيفةٌ بقـــابِضِ
تقْــوى وكــل عــافصٍ وَحَــامِضٍ
والحلــوُ والمـزّ مـع التَّفيّـه
أَغْذِيَّــــةٌ جَيِّـــدَةُ الشـــَّبِيَّةُ
ببـــدَنِ الانســـانِ والمِــزَاج
الصــالح المغْنــي عـن العلاج
وطبعُــــه حــــرارةٌ وليـــنٌ
ســـَرِيعُ هَضــْمِ مُخْــدِرٌ مُعِيــنُ
علـى الـذي يَعْصـِبُ فِـي التَّهَضُّمِ
وَيَنْفَـعُ السـعالَ قُـلْ مِـنْ بَلْغَمِ
كــثيرُ نَفْــعِ وَاضــِحِ الإِعَـانَه
فِـي عِلّـةِ البَـوْلِ مِـنَ المَثَانَهْ
والثَّفْـلُ منـه يُمْسـِك الطـبيعَه
فِـــي مُــدَّةٍ قَرِيبَــةٍ ســَرِيعَه
وَكُــلُّ مَــا يُوكَــلُ مِـنْ رُمَّـانِ
فَــــإِنَّهُ يُمْضـــَغُ بالأَســـْنَانِ
ويُرتَمَــى الثُّفْـلُ بُعَيْـدَ المَـصِّ
فَهْــوَ كَــذَا مُسـَطَّرٌ فِـي النَـصِّ
وَيُوكَــلُ الرُّمَّــانُ قَبْـلَ الأَكْـلِ
وَبَعْــدَهُ أَيْضــًا بِبَعْـضِ الثَّفْـلِ
طَرِيُّــــهُ يُحْمَـــدُ وَالمُـــدَّخَرُ
لَيْــــسَ بِـــهِ ذَمٌّ وَلاَ تَخَيُّـــرُ
وَإِنْ أَرَدْتَ القَـوْلَ فِـي السَّفَرْجَلِ
غِـــذَاؤُهُ يُحْمَـــدُ لِلْمُســْتَعْمِلِ
لَكِنَّــهُ صــَعْبٌ عَلَــى المَهْضـُومِ
وَمَــاؤُهُ يُشــْفِي مِــنَ السـُّمُومِ
وقِيـلَ فِـي السـَّفَرْجَلِ الرُّطُـوبَه
لكنََّّهَــا فِــي جَرمِــهِ مَحْجُـوبه
وَطَبْعُــهُ البَـرْدُ مَـعَ اليُبُوسـَه
فـي الرتبَـةِ الأُوْلَى لَهُ محسوسَه
ويُمْســِكُ البَطْــن عَلَــى الخَلاَءِ
يُســـْهِلُْهُ أَكْلاً عَلَــى الغِــذَاء
وأَكْلُــــهُ تَقْوِيَـــةٌ لِلْمَعِـــدِ
قَبْــلَ الغِــذَا وَبَعْـدَهإن تُـرِدِ
وَأَكْلُــــهُ لِخَفَقَـــانٍ يُـــذْهِبُ
وَالغَشـــْيَانُ فيهمـــا مُجَــرَّبٌ
وَيَمْنَــعُ القَيـء فـي الالتِهَـابِ
الـــدَّاعِي لِلْعَطَــشِ وَالشــَّرَابِ
مَســَرَّةُ النَّفْــسِ مَـعَ السـَّفَرْجَلِ
مُفَـــرِّجُ الأَحْــزَانِ لِلْمُســْتَعْمِلِ
وَجَــاءَ عَـنْ إِمَامِنَـا الغَزَالِـي
فَــــإِنَّهُ يَصــــْلُحُ لِلْحِبَـــالِ
إن أكلَـــت امــرأةٌ ســَفَرْجَلاً
فِـي رَابِـعِ الأَشـْهُرُ كَـانَ أَجْمَلاَ
يَـأتِي الـذِي تَلِـدْهُ مِثْلَ القَمَرْ
صــُورَتُهُ تَكُــونُ أَحْسـَنَ الصـور
وَنَيُّــهُ صــَعْبٌ عَلَــى الأَضــْرَاسِ
وَمَعْــدَةٍ ضــَعِيفَة فِــي النَّـاسِ
يَخَــافُ مِــنْ إِدَامِــهِ قُولَنْجَـا
وَوَجْــعَ الأَعْصــَابِ نَيًّــا فِجًّــا
وَرُبَّمَــا يُوكَــلُ فِــي الغَـذَاءِ
طَبْخًــا وَمَشـْوِيًّا عَلَـى الحِـذَاءِ
وَإِنَّمَــا يُســْلَقُ فِــي المِيَـاهِ
أو فِـي فُـوَارِ القِدْرِ بالتَّنَاهِي
وَقَــدْ يَكُــونُ طَبْخُــهُ بِالعَسـَلِ
وَتَابِــلٍ مِــنْ قَرْفَــةٍ وَفُلْفُــلِ
عَلَــى الطَّعَــامِ أَكْلُــهُ مَلِيـحٌ
قَبْــلَ الغِــذَاءِ أَكْلُــهُ قَبِيـحُ
لاَ تَأْكُــلِ الفِـجَّ مِـنَ السـَّفَرْجَلِ
وَكُـلْ مِـنَ الحُلْوِ النَّضِيجِ الأَكْمَلِ
اللــوز فــي كَيْلوسـِه محمـود
لا ســـيما اخْضـــَرُه الجدِيــدُ
ودمُـــــه مروْنَــــق صــــَفِيُّ
وخَلْطُــــهُ مِزاجُــــه قَــــوِيُّ
بَطيــءُ هَضــْمٍ وَهْـو ذو إِعَـانه
فِـي غَسـل كِليَـة مـع المَثَـانَه
وكُـلُّ مـا يوكـلُ مـن لـوزٍ طَرِي
أصــلِحْه إن أكلتــه بالســّكَّر
أو عَســــَلٍ وَحُلْـــوةٍ وَتَمْـــرِ
جميعُهــــا عجيبـــةٌ لِلْأَمـــر
يُغْــزِرُ المَنِــيّ فــي الرجـال
ويُــبريءُ الرَّبْـوَ مَـعَ السـُّعال
اُحْكُــمْ علـى الثلاثـة الأَصـناف
مـــن تَمْــرةِ التُّــوتِ بلا خِلافِ
مَـا كَـان منْـه حامِضـًا بالبَرْدِ
وَمُطْـــرِدَ الصــفراء أيَّ طَــرْد
والفِــجُّ مِنــه أَكْلُــه ثَقِيــلُ
ومُســــَدِّد ٌمُــــبرِّدٌ قَلِيــــلُ
والحلـو منـه يسـْتحِيل مُسـْرِعًا
مُلَزِّجًـــا مُســْتَجْلِيًا تَهَوُّعَــا
ورُبّهغَرْغَــــــرةٌ للحلــــــق
مُنْتَخــب والــرُّبّ مــن عُلَّيْــق
اصــلحه بــالجَوَارِشِ القَــوِيَّه
مـــن فُلْفُــلٍ وقَرْفَــةٍ ذَكِيَّــة
وكــلُّ مــا يوكَــلُ مـن عُنّـاب
فــــإِنَّهُ يَصــــْلُحُ بـــالجُلاَّبِ
وطبْعُــــه بُــــرودةٌ وليـــنٌ
عَســـِيرْ هَضـــْمٍ بُطْئُه ثَخِيـــنُ
غِــــذَاؤُهُ مُوَلِّـــدٌ لِلْبَلْغَـــم
مُســَكِّنُ اللــدْغ وحِــدَّةِ الـدم
طَبِيخُــــهُ يَنْفَـــعُ للســـُّعَال
وَحُرقَــةِ البُــولِ مِـنَ الأطْفـال
وأكلُــه قــد ذَمَّــه الحكِيــمُ
لِأنَّـــــه بِفعلِــــه عَليــــم
يُقَلِّـــلُ المَنِـــيَّ والنِّكاحــا
مُنَفِّخًـــا مُوَلِّــدًا الرِيَاحــا
وَعَــدُّهُ مِــنْ جُمْلَــةِ الغِــذَاء
أبْعـدُ مَـا عِنْـدِي مِـنَ الأَشْيَاءِ
المشـــْتَهَى يَفِيــضُ بِالخُنَــاقِ
لِشــِدَّة القبــض لـدى المـذاق
وغضــــُّه غِــــذاؤُه بَعِيــــدُ
وفعلُـــه فــي قَبْضــِه شــديد
يَضـــُرُّ لِلْمَعْـــدَة بــالبُرُودَه
وَعَصــــَبٍ مُضــــَرَّةٍ شــــديدَه
وَيَحْبِـــسُ البطْــنَ عَــنِ الخَلاَء
بِقُــوةٍ فِــي جُملــةِ الأَجْــزَاء
القــولُ فـي فَـواكه البحـائِر
وكلُّهــا ليــسَ مـن الـذَّخَائِر
وكـلُّ مـا يَنْبُـتُ فـي البحَـائِر
مـــنْ مســـتطل شــَكْلُه ودائِر
مُجْمَلَــةٌ تَـأْتِي علـى التفْصـِيل
فِـي حَالَـةِ التَّقْصـِيرِ والتَّطْوِيل
واتفقـت فـي الطبـع بالرطوبه
مــع الــبرودة بـذا محسـوبه
أول مــا يبـدُو لنـا القِثَّـاء
مِـنْ كُـلِّ ما يجري عليه الماء
وطبعُــه البَـرْدُ مـع الرُّطُـوبَه
فِـى الرتبـة الأولى له محسُوبه
بَطِيـــءُ هَضـــْمٍ دَمُــه غَلِيــظٌ
وَخِلْطــــه بغِلـــظٍ مَلْحُـــوظ
يَلِيــقُ بِــالمَحْرُوقِ مِـنْ مِـزَاجِ
وَمَيْلُـــه لِلبَلْغَـــم الزُّجَــاجِ
وِبَــزْرُهُ يُزِيــلُ حُــرْقَ البَـوْلِ
لِبَــائِتٍ مــن أَجْلـه فِـي هَـوْل
أَصـلِحْه بالمِلْـحِ وكُلْـهُ بالرُّطَبْ
أو عَسـَل النَّحْلِ الصفيِّ المُنْتَخَبْ
وَكُــل مــا يُوكَــلُ مِـنْ خِيـار
اخْتَــر صــِغَارَه عَلَـى الكِبَـار
وَكُــلُّ مَـا طَـالَ مِـنَ المُـدَحْرَج
فـــإِنَّه أَســْلَمُ مِــنْ تَفَجُّــج
مِزَاجُــه البُــرُودَةُ الشــديده
والليـنُ فِـي الدّرجَـة البَعِيده
وَدَمُـــهُ دَمٌ غَلِيـــظُ الجَــوْهَر
أَصــلِحْه بالعَســَلِ أو بالسـُّكَّر
وَمـــاؤُهُ يُســـَكِّنُ الحـــرَارَه
وَالغَشـــَيَانُ شـــَمُّه إطَــارَه
وِبَــــزْرُه مُفَتِّـــتُ الحَصـــَاةِ
بِســـــُكَّر أوِ الْجَوَارِشـــــَاتِ
أَصــْلِحْهُ بِالمِلْــحِ مِـنَ الأَمـورِ
وَكُلْــه بَعْــدَ النَّـزْع للقُشـُور
وكُـــلُّ مــا يُوكَــل مــن دُلاَّعِ
فَبَــــارِدٌ رَطْـــبٌ بِلا نِـــزاع
وَرُبَّمَـــا نَعْرِفُـــه بالســـِّنْدِ
وَرُبَّمَــا يُقَــالُ فِيــه الهِنْـدِ
مُلَطِّــــفٌ مُبَـــرِّدُ الْحَـــرَاره
فِــي حُمْيـاتٍ أصـلُها المَـرَارَه
مُبَــرِّدُ العَطَــشِ فِــي الْتِهَـابِ
حَــرَارَةِ الحُمَّــى بِلاَ ارْتِيَــاب
أَفْضــــَلُهُ أَعْظَمُـــهُ ضـــَخَامَهْ
وَحُمْــرَةُ اللــوْنِ لَــهُ عَلاَمـه
حُلْـــوٌ إِذًا مُخَلْخِــلُ القِــوَام
وَمَــاؤُهُ نَــزْرٌ مَــعَ العِظَـامِ
إِصـــْلاَحُه بِخَــالِصٍ مِــنْ ســُكرِ
فِــي حَالَــةِ الأَكْــلِ ولاَ تُكَثِّـر
فَـــإِنَّهُ يَجِيـــءُ ذَا إِعَـــانهْ
لِحُرْقَـةِ البَـوْلِ مَـعَ المَثَـانَهْ
يُوكَـلُ قَبْـلَ الأَخْـذِ فِـي الغِذَاء
وَبَعْــدَه مَكَــانَ شـُرْبِ المَـاءِ
أَعْطِــه للمَحْــرُوقِ مــن مِـزَاج
فَــــإِنَّه أَشـــْبَه بِـــالعِلاَجِ
وَمَــنْ يكُــن مزاجُــه ذَا بَـرْدِ
فَلْيَقْتَصــِرْ عَـنْ أَكْلِـهِ بالقَصـْد
يَضــُرُّ كُــلَّ بَـارِدٍ فِـي الحَلْـقِ
وَالشـيخ والمَـرْأَةِ بعد الطَّلْقِ
اُحْكـمْ عَلَـى البَطيـخِ قَبْلَ الأكْلِ
طــويلِه والمســتدير الشــكل
بالمَيْـل لِلبَـرْدِ مَـع التّلْيِيـن
ثَانِيـــةً فِــي دُرَجِ التَّمْرِيــنِ
أنــواعُه ثلاثــةٌ فــي الجِنْـس
عُـــدَّتْ لَهَــا مَنَــافِعٌ لِلإِنْــسِ
مِــنْ مســتدير زانــه تطريـزُ
أثْقَنَــــهُ مُــــدَبِّرٌ عَزِيــــزُ
هَــذَا مِزَاجُــه غَلِيـظُ الجَـوْهَرِ
مُلَـــزِّجٌ يَلَــذُّ مِثْــلَ الســُّكَّرِ
والثــاني فِـي تَـدْويره طويـلُ
وَلَحْمُــــهُ مُرَمَّــــلٌ قَلِيــــلُ
وهْــو لِطِيــفٌ مُســْرِعُ الإِحـاله
لِأنّــــه ذو نُـــدوة ســـيّاله
وَمِــنْ طَوِيــلٍ أَصــْلُهُ القِثَّـاءُ
مَلْـسُ القِـوامِ يَجْرِي مِنْهُ المَاءُ
مِزَاجُــهُ يَجْــرِي فِــي التَّوَسـُّطِ
بَيْـنَ المُـديرِ والطويل المُفْرِط
وَكُلُّــــهُ يَمِيــــلُ للفَســـَادِ
وجَــالِبِ الحمَّـى إِلـى الأجْسـَاد
إِنْ صـَادَفَ المَعْـدَةَ فِيهـا مـرَّه
أو بلغمًــا مــال لَــهُ بِمَـرَّه
وَقَــدْ رَأَيْــتُ قَــوْلَ جَـالينُوس
فِــي حَالَـةِ البَطِّيـخ والمجـوس
فــــأنّه يُـــوَرِّثُ الســـُّموما
إن صــَارَ فِـي فَسـَادِه مَـذْمومَا
وَهْـــوَ مَتَــى يَصــير للصــَّلاَحِ
مِـــنْ أَفْضــَلِ الأَغْذِيَــةِ المِلاَح
مُلَطِّــــفٌ مُــــبردُ الغِـــذَاءِ
وَمُشــْرِقُ اللَّـوْنِ عَلَـى الأَعْضـَاءِ
وَبِــزْرُهُ مِــنْ أَفْضــَلِ النَّبَـاتِ
مُــدِرُّ بَــوْلٍ مُخْــرِجُ الحَصــَاة
وَشــــَحْمُه مُنّعِــــشٌ لِلْقَلْـــبِ
وَمُجْلِــي مَـا دَاخِلَـهُ مِـنْ كَـرْبِ
وَلَحْمُـــهُ والقِشـــْرُ مُجْلِيَــان
لِوِســَخ مِــنْ بِشــْرَةِ الإِنْســانِ
وَرِطْـــبِ اليَـــدَيْنِ لِلجَــوَارِي
بِشـــَحْمِهِ ذَاكَ مـــع القِشــَار
إِصــــْلاحُه مُســـْتَعْجِلاً يَكُـــونُ
لِكُــــلِّ مَحْـــرُور ســـَكَنْجَبِينُ
وَبَــارِدُ المِــزَاجِ فَلْيَســْتَعْمِلِ
جَــوَارِشَ الفُلْفُــلِ أو قُرُنْفُــل
وجنِّــبِ انْ أَكَلْتَــهُ القُشــورَا
وَرَاعِ إِنْ أَرَدْتَــــهُ أُمُــــورَا
أوَّلهـــا الأكْــلُ عَلَــى الخَلاَءِ
وَالصــَّبْرُ عَـنْ تَنَـاوُلِ الغِـذَاءِ
فــــإِنَّهُ ســـَرِيعُ الانْحِـــدَارِ
بِســُرْعَةٍ تَجــرِي عَلَـى المَجَـارِ
وكــل مــا تثمــرُه النَّخِيــل
مِـــنْ بَلَـــح فبــاردٌ ثقيــل
ومثلُــه البُسـُْرُ مـع البُـرُوده
وشـــأْنُه تَقْوِيَـــةٌ لِلْمَعـــده
مُخْتَلِــفٌ فـي الشـكْل وَالمَـذاقِ
والطبْــع عنـد جُمْلـة الحُـذَّاقِ
مــا كـان منـه صـَادِق الحَلاَوة
يميــلُ للحــرِّ مـع النَّـداوه
وكــل عــافص شــديد القَبْــضِ
وَخِلْطُــــــهُ مُنْتَســـــِبٌ لِلأَرْضِ
غـــذاؤه فــي هَضــْمِه عســيرٌ
وللســــعال ضــــرُّه كـــثيرُ
لكنَّــــه يَنْفَــــعُ للَّثَّــــاتِ
وللمعـــى مـــن المقوِّيــاتِ
أخيــره الأكــلُ علـى الغِـذَاءِ
ومصــُّه مــن أفْضــلِ الأَشــْياءِ
وَيُرْتمَــى بثُفْلِــه فِـي الحِيـنِ
إصـــلاحُه بـــالمرَقِ الســّمين
وإن أردتَ القولَ في طَبعِ الرُّطبْ
فطَبْعـه الحَـرُّ فِي أُولى الرتب
وتُفْضـــَل الجَزِيّــة الرَّطُــوبَه
فِـي وَسـَط الأُوْلَـى لَـهُ مَحْسُوسـَه
مُلَــــزَّجٌ غِــــذَاؤُه كَــــثير
وهضــــمُه مُلــــزِّزٌ عَســــِيرُ
ويُســْهِل الطَّبــعَ مِـن الإنْسـان
يَضـــُرُّ بِاللِّثَـــاتِ وَالأَســْنَانِ
ويُحْــدث الشــِّدَّةَ فِـي الطِّحـال
وَكَبِــــدٍ يَنْفَـــعُ للســـُّعَالِ
يَضــُرُّ بِــالمحرُورِ مِــنْ أُنَـاسِ
مُنَفِّــــخٌ مُصــــَدِّعٌ لِلــــرَّاسِ
غِــذَاؤُه ذُو فُضــْلَةٍ مُســْتَكْثَرَهْ
بِهــا تَـرَى تَغْيِيـرُه لِلحُنْجُـرَه
يَكْفِيـكَ فِـي الرَّطَـبِ مِـنْ إِفَادَه
فَــــإِنَّهُ يُســــَهِّلُ الْـــوِلاَدَهْ
وَمَــأْمَنٍ مِــنْ مَــرَضِ القُولَنْـجِ
وَأَكْلُــهُ مِــنَ الحَصــَاةِ يُنْجِـي
وَتَـــمَّ مَـــا قَصـــَدْتُه لِلَّــه
مُنَبِّهًــــا لِغَافِــــلٍ وَســـَاه
مِــن ســِنة الجهْـل بالاغْتـداء
مُوَبِّــدًا فِـي الصـُّبْحِ وَالمَسـَاء
لِكَــيْ يَــرَى عَجَــائِبَ الجَبَّـارِ
فِيمَــا تَقَــدَّمَ مِــنَ الأَســْرَار
ســـبحانه عَــزَّ وَجَــلَّ اللَّــهُ
لَيْــسَ لَنَــا مِـنْ رَاحِـمٍ سـِوَاهُ
ونســـألُ اللـــه ونَســْتهْدِيهِ
فِـي نَظَـرٍ فِـي القَوْلِ وَالبَدِيه
هَوَاطِـــلَ التَّســْلِيمِ والصــَّلاةِ
لِلْمُصـــْطَفَى وَآلِـــهِ الهُــدَاةِ
علي بن إبراهيم الأندلسي المراكشي، أبو الحسن.شاعر، عمل في قيادة جند الأندلس (كان أبوه طبيباً درس على يديه الطبيب عبد القادر بن شقرون صاحب الأرجوزة الشقرونية).له: (أرجوزة الفواكه الصيفية)، (أرجوزة طب العيون)، (أرجوزة في الأعشاب).