
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نَديمي قسم بي اِلى الصَهباء
وَاِسـقنيها فـي الرَوضـَةِ الغَنّاء
وَتلاف الســَلا مِــن هَفـوَةِ الصـَب
وَة فــي غَفلَــة مــن الرقبـاء
هاتِهـا يـا نَـديم صـرفا وَدَعني
مِـن صـَريع الهَـوا قَتيـل الماء
عاطِنيهـا كَأسـا فَكاسـا اِلى أَن
يَضــرِبَ الفَجـر هامَـة الظُلَمـاء
هاتِهـا يـا نَـديم شـَمطاء عذرا
ء وَداوِ الهُمـــومَ بِالشـــَمطاء
وَأَدرهــا مَمزوجَــة بِالتَهــاني
غَيــر مَمزوجَــة بِمـاء السـَماء
لا تَشـبها بِالماء فَالماءُ كالما
لِ رَهيـــن الاِقــذار وَالاقِــذاء
هاتِهـا يـا نَـديم مِـن غَيرِ خَلط
اِنَّ خَلــط الـدَواء عَيـنُ الـداء
وَاِنتَخِبهــا بكراتــزفّ بِأَوتــا
رِ المثــاني وَمطرِبـات الثَنـاء
يـا نَـديمي اِنّـي أَبحتـك عَقلـي
خُـذ منهبـا أَو دَعه تَحتَ القَضاء
هُــوَ قَصــدي فَلا تَلُمنــي فَـاِنّي
لا أُبـــالي مِـــن لائِم غَـــوّاء
يـا نَـديمي هَيـا فَقَد طَلَعَ الفَج
رُ عَلَينـــا مُخلِقــا بِالضــِياء
فَـاِغتَبتي وَاِصـطَبِح نَهارا جهارا
بِحَليـــب الاِنـــوارِ وَالاِنــواء
وَاِلقَنـي يـا نَـديم تَحتَ الاِسيلا
تِ ســـَحيرا اِذا أَرَدت لِقـــائي
وَاِنعَطَـفَ بي لِمَعَب الغيد تَحتَ ال
قَصــرِ فــي ظِــلّ قبــة بَيضـاء
فـي كَـثيب مـن الجَزيـرَةِ يَختـا
ل دَلالا فــــي حِلـــة خَضـــراء
حَيـثُ مَجـرى الخَليج وَالماءُ فيه
يُتثنـــى كَالحَيَّـــةِ الرَقطــاء
ثُـم عَجَّ بي لِلنَّهر عَن أَيمَن القَص
ر فَفــي ذاكَ راحَــتي وَهَنــائي
حَيـثُ مـالَت نَحـوَ السـِباق ظباء
بقــدود تفــرى أَديـم الحَشـاء
حَيـثُ تَختـالُ فـي مَلابِسـِها الغُز
لانُ تيهــا بِفَــد قــد تيهــاء
حَيـثُ تَلقـى العُشـّاقَ بَيـن صَريع
أَو قَتيـــل مُضـــرّج بِالــدِماء
رَوضــَة راضــِا النَسـيم محيـرا
بِـــاِعتِلال صـــحت بِــهِ وَاِعتَلاء
وَأصـول الاشـجار تَرسـب فـي قَـي
د مــن المــاء ضــَيق الاِرجـاء
وَعَليهــا أَرق الرِبــا ضـاحِكات
وَالمغنــى يَظُنُّهــا فــي بُكـاء
وَلطيــف النَسـيم يَعبَـث بِـالغُص
ن فَيَهتَـــز هَـــزَّة اِســـتِهزاء
وَتَــرى الغُصــنَ تــارَة يَمتَطـي
فـي اِعتِـدالِ وَتارَة في اِنحِسناء
وَغَــدير العَجيـن يَنسـابُ طـورا
بِاِعوِجـــاج وَتــارَة بِاِســتِواء
قَنَــوات كَأَنَّهــا الـزَرد المَـن
ظـوم وَقـت الهَيجاء تَحتَ اللِواء
يـا خَريـر الخَليـجِ تَفديكَ نَفسي
فَلَكَــم نِلـتَ فـي هَـواكَ مُنـائي
يـا نَـديمي جَـدِّد بِـذِكراه وَجدي
وَأَخــي ذاكَ الغَــرامُ بِـالاِغراء
هـات حَـدّث عَـن نَيـل مِصر وَدَعني
مِـــن فُــرات وَدَجلَــة فَيحــاء
وَأعِــد لــي حَـديث لَـذات مِصـر
فَحَــديث اللَــذاتِ عَنّــي نـائي
أَنـا أَهوى الجَمالَ وَالاِعيُن النَج
لِ تَـــذيب القُلــوب بِالاِيمــاء
وَلَئِن كــانَت الصــَبابَةُ نَعمــى
رَب نُعمــاء وَهــيَ عَيــن البَلاء
غَيــرَ أَن الهَلاكَ فيهــا نَجــاة
وَقَتيــل الهَــوى مِـن الشـُهَداء
أَيُّهـا المُـدّعي الصـَبابَة أَقبِـل
نَحـوَ هـذا الميـدان وَالشـَقراء
لا تــؤخران كنــت تَقبـل نصـحي
لَــذّة أَمكنــت مَــع النُــدَماء
فَالزَمـانُ الخـؤن أَنجَـل مـن أَن
يَتَقاضــى مِــن غــدوة لِمســاء
دَولَـة الوجد دَولَة المَجدِ فَاِغنَم
فـي هَـوى الغَيدرتيـة السـعداء
أَيّ عيــش يَطيــب فـي مصـر الا
بِمَليـــح متبـــوّج بِالبَهـــاء
نَــزه الطــرف بَيــن قَـدّ وَخَـدّ
وَجَــــبين وَطَلعَــــة حَســـناء
وَتَمَتَّـــع بِكُــل أَهيَــف أَلمــى
ذَمـــــي دَلال زَمُقلَـــــة نَجلاء
كَـم قَـوام يَهتَـز كَالغُصـن لينا
فَـوقَ مِتـن الشـهباء وَالـدَهماء
خنـــث أَذعـــج كَحيــل جَميــل
يَتثنــــى بِقامَــــة صـــعداء
أَنجــم فـي مَلابِـس العِـز أَضـحت
مـن سـَناها شَمس الضُحى في حَياء
عِشـق تيـك القدود وَالهيف المش
جـى مُـرادي وَمـن يَكـون مـرائي
فَزعـى اللَـه أَرض مِصـر وَمـا ضَم
تــه مــن أَهيَــف وَمـن هَيفـاء
آه لَـو كـانَ لـي عَن الغيد صَبر
كـانَ قَلـبي فـي راحَة مِن عَنائي
اِنَّ مِصــرَ الاِحســَن الاِرض عِنــدي
وَعَلــى نيلهــا قَصــرت رَجـائي
وَغَرامــي فيهــا وَغايَـة قَصـدي
أَن أَرى ســادَتي بَنـي الزَهـراء
وَاِلــى المَشـهَد الحسـيى أَسـعى
داعيــاً راجِيــا قَبـول دُعـائي
يـا اِبـنَ بِنـت الرَسول اِنّي مُحِبّ
فَتَعطُــف وَاِجعَـل قَقـولي دُعـائي
يــا كِـرام الاِنـام يـا آلَ طـه
حُبُّكُـــم مَـــذهَبي وَعقــد وَلائي
لَيــسَ لــي مَلجَــأ سـِواكُم وَذُر
أَرتَجيــه فــي شــِدَّتي وَرَخـائي
فــازَ مــن زارَ حيكــم آل طـه
وَجَنــى مِنكُــم ثِمــار العَطـاء
ســادَتي اِنَّنــي حَســبت عَلَيكُـم
في اِبتِدائي يا سادَتي وَاِنتِهائي
وَعَلَيكُــم مِنّــي السـَلامُ دَوامـا
فــي صــَباحي وَغَـدوَتي وَمَسـائي
وَعَلـى جَـدّكُم كَـم شَفيع البَرايا
أَشــرَفُ الرُســُل سـَيِّدُ الاِنبِيـاء
صــــَلَوات مَقرونَــــة بِســـَلام
مـا اِنجَلَت ظُلمَة الدُجى بِالضِياء
وَعَلـى آلِـهِ ذَوي القَـدر وَالمَـج
دِ وَأَصـــحابِه بُحــور الوَفــاء
عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي.فقيه وشاعر مصري، تولى مشيخة الأزهر.له كتب ومؤلفات عدة في التاريخ والأدب وقد ذكر الجبرتي أن وفاته كانت يوم الخميس 6 ذي الحجة 1171هـ.له: (شرح الصدر في غزوة بدر)، (منائح الألطاف في مدائح الأشراف)، (عنوان البيان)، (الإتحاف بحب الأشراف).