
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَــن رَبــعٌ بأكنـاف المصـلّى
عَلا السـبعَ العُلا شـرفاً وفضـلا
رَعــاهُ اللَّـه منيـةَ كـلّ نفـسٍ
وَحيّــا اللَّــه تربتـه وأعلـى
وَبلّـغ مِـن غَـوادي السـحبِ عنّي
قبـابَ قُبـا بسـيلِ القطرِ سؤلا
وَدامَ علـى العقيـقِ عهـاد غيثٍ
تُـــروّى دوحــهُ ســَلماً وأثلا
وَلا بـرحَ النسـيمُ على العوالي
يجـرُّ هنـاكَ فـوقَ النجـمِ ذيلا
وَحيّــا اللَّـهُ مـن أُحـدٍ محبّـاً
حَبيبــاً لــن يمـلَّ ولـن يُملّا
قَريـرَ العيـنِ ضـحّاك الثنايـا
قَريبـاً لا يـزالُ الـدهرَ جـذلا
فَيـا ركـبَ الحجـازِ فدتكَ نفسي
تَحمّــل مــا يخـفُّ عليـكَ حَملا
مَـتى جُـزتَ النَقـا وَربـوعَ سَلعٍ
وَجئتَ أعـــزّ أرضِ اللَّــه أَهلا
فَبـادِر بِالسـجودِ عَلـى ثَراهـا
وَأدّ بلثمــــهِ فَرضـــاً وَنَفلا
وَخُـذ علـمَ الهَـوى لا عـن كتابٍ
وَلا تَختَــر مـنَ الأبـوابِ فصـلا
وَبلّـــغ طيبــةً وَالســاكنيها
رسـائلَ مِـن مليـءُ الشوقِ تُملى
يَظــلُّ فــؤادهُ للجــزعِ يصـبو
وَيهــوى بِــاللِوى مــاءً وظلّا
وَحـيِّ بِهـا الحـرارَ فـإنّ ذوقي
يَراهـا مِـن ريـاضِ الشامِ أحلى
أُحــبّ لأجــلِ ذاتِ النخـلِ نخلاً
بِهــا وحِجــارةً فيهــا ورملا
وَأَهواهـــا وأَهــوى لابَتَيهــا
وَأَهــوى أرضـَها حَزنـاً وسـَهلا
وَأَهــوى كــلّ مَنســوبٍ إليهـا
وَإِن لــم تَرضـني للوصـلِ أهلا
أَراهــا مُنيـتي وهـوى فـؤادي
إِذا هـويَ السـِوى هنـداً وليلى
هـيَ العـذراءُ يَهـديني هَواهـا
إِذا مـا الغيـرُ بالعذراء ضلّا
لَقـد شـَغلَت فـؤادي عَـن سواها
وَلَـم تَـترك لـه بـالغيرِ شُغلا
وَكنـتُ هـويتُ قبـلَ اليوم جملاً
فَأَنســتني هــوى جُمــلٍ وجُملا
وَلا عجـــبٌ إذا حلّــت بقلــبي
فــإنّ بِهــا رسـولَ اللَّـه حلّا
محمّــدٌ المُصــفّى مِــن قريــشٍ
خيـار العـربِ خير الناسِ أصلا
تنقّــلَ نــورهُ فـي خيـرِ قـومٍ
وَأَشــرف مَعشــرٍ أُنــثى وَبعلا
تفــرّعَ عَــن أصــولٍ ثابتــاتٍ
علَـت كـلّ الـورى أصـلاً وفصـلا
إِلـى أَن حـلّ أنجـبَ كـلِّ أُنـثى
وَخيــرَ عقــائلِ الأنجـابِ فَحلا
وَكَــم ظَهــرت لـهُ آيـاتُ صـدقٍ
تـدلُّ عَلـى الهُدى مُذ كانَ حَملا
فَلَــولاه لَمــا نُصــرت طيــورٌ
أَبابيــلٌ وجيــشُ الفيــلِ فُلّا
وَلَمّــا أَن أتــى بَشـراً سـَويّاً
وَأجمـلَ كـلّ خلـقِ اللَّـه شـَكلا
بَــدا مِــن أمِّـه نـورٌ أراهـا
قصــورَ الشــامِ ظـاهرةً تجلّـى
بَـراهُ اللَّـه أَوفى الناسِ نيلاً
وَأفضــلَ خلقــهِ ذاتــاً ونُبلا
وَلَـم يوجِـد لهُ في العلمِ مِثلاً
وَلَـم يخلُـق له في العدل عدلا
وَأَعطــاهُ علــومَ الغيـبِ حتّـى
كـأنّ الـدهرَ بيـن يـديه يُجلى
وَحليــةُ ذاتــهِ أبهــى حلــيٍّ
بِهــا الرحمــنُ جمّلــه وحلّـى
وَمِـن كـلِّ المنـاقبِ قـد حبـاهُ
خِصــالاً أحــرزت للسـبقِ خصـلا
بِهـا سـادَ الـورى شَيخاً وكهلاً
وَأروعَ يافعـــاً وأغـــرّ طفلا
فَضـائلُ لَـو قُسمنَ على البرايا
لَمـا أبقيـنَ بيـنَ الخلقِ نذلا
أَجــلُّ النـاسِ أَفـراداً وجمعـاً
وَخيــرُ الخلــقِ أَبعاضـاً وكُلّا
حُلاهُ فـي الزبـورِ وسـفرِ شـعيا
وَفـي التـوراةِ والإنجيـلِ تُتلى
تَنبّــأ قبــلَ آدمَ وهــو ختـمٌ
فَيــا للَّــه ختــمٌ جـاء قبلا
وَسـادَ جميـعَ رسـلِ اللَّـه قدماً
فَكــانَ الســيّد السـندَ الأجلّا
وَصــلّى ليلــةَ الإسـراءِ فيهـم
فَجلّـى فـي الرسـالةِ حيـنَ صلّى
أَنـافَ بليلـةِ المِعـراجِ قَـدراً
عَلـى كـلِّ الـوَرى علـواً وسفلا
عَلا السـبعَ العلا والرسـلُ فيها
وَجاوَزهــا إِلـى أعلـى فـأعلى
رَأى المــولى بلا شــبهٍ ومثـلٍ
وَلا كيــفٍ تعــالى اللَّــه جلّا
وَلمّــا كـان منـه كقـاب قـوسٍ
بحــقٍّ أحــرزَ القِـدحَ المعلّـى
تأمّــل كــونهُ كالقـاب قربـاً
وَأدنــى إذ دنــا لمّـا تـدلّى
وَجبريــلُ الأميــنُ يقـول حـدّي
هُنـا لا أسـتطيعُ القـربَ أصـلا
تَجِـده قَـد علا العـالينَ قـدراً
وَلا يعلــوهُ إلّا اللَّــه فضــلا
وَفـي يـومِ القيامـةِ سوف يبدو
لـهُ شـرفُ الشـفاعةِ قـد تجلّـى
يُحيـلُ المُرسـلونَ عليـه فيهـا
فَيظهــرُ أنّــه بالفضـلِ أولـى
وَكَــم مِــن مُعجــزاتٍ بـاهراتٍ
كَـثيراتٍ بهـا الهـادي اِستقلّا
تَــوالَت آيُهـا فـالبعضُ يتلـو
ســواهُ كــثرةً والبعـض يُتلـى
كَلامُ اللَّــه أبهرُهــا وأبهــى
وَأعلاهـــا وَأغلاهـــا وأحلــى
إِذا مــرّ المكــرّرُ مـن سـواهُ
فِبـالتكرارِ قَـد يَحلـو ويَحلـى
جَديـداً لم يَزل في الناسِ مهما
مَضـى يَبلـى الزمانُ ولَيس يبلى
دَعـا المـولى فشقَّ البدرَ وَحياً
وردَّ الشــمسَ للمــولى فصــلّى
وَكَــم شـهدَ الجمـادُ لـه بحـقٍّ
كــأنَّ اللَّـه قَـد أعطـاه عقلا
ســَعت شــجَرٌ إليــهِ شــاهداتٍ
وعــادَت فاِسـتوت سـَرحاً ونخلا
وَســـلّمتِ الحجــارة مُفصــحاتٍ
وَجـذع النخـلِ حـنّ حنيـنَ ثَكلى
وَظلّلــه الغمــام ومـالَ فيـءٌ
وَأعجــبُ منــه عرجــونٌ تـدلّى
وَليــسَ لِشخصــهِ فـي الأرض ظـلٌّ
وهــل أَحــدٌ رأى للنــورِ ظلّا
دَعتــهُ غزالــةٌ فيهــا وثـاقٌ
فحلّاهـــــا بنعمتـــــهِ وحلّا
وَأفصــحَ بالشــهادةِ فيـه ضـبٌّ
وذلّ الفحـــلُ والســرحان دلّا
ونســجُ العنكبـوتِ بغـار ثـورٍ
غَــدا لعـزائمِ الكفّـار فصـلا
بِـرأسِ الغـارِ بيضـةُ ذاتِ طـوقٍ
وَقتـهُ مـنَ العـدا بيضاً ونبلا
وَطــرفُ سـُراقةٍ بالخسـفِ صـارَت
لـهُ الغـبراءُ حتّـى تـابَ كَبلا
وَمــسّ الضـرعَ مِـن شـاةٍ عنـاقٍ
وأُخــرى حــائلٍ فحلبـنَ سـَجلا
وَمـا باِسـمٍ دعـا الرحمـن إلّا
أَجــاب دعــاءهُ بالحـال فعلا
وَمــا قـطّ اِسـتهلّ لحبـس غيـثٍ
بِأيســـرِ دعــوةٍ إلّا اِســتهلّا
وَربّ قليـــلِ مــالٍ أو طعــامٍ
بـهِ الجيـشُ اِكتفى شُرباً وأكلا
وَكَـم ذا مِـن مَريـضٍ قـد شـفاهُ
وَلــو شــلّت جــوارحهُ وســلّا
إِذا مــا بــلّ ذا داءٍ بريــقٍ
يُــرى فــي حــال بلّتـه أبلّا
أَلَـم يبلغـكَ مـا فعلَـت رقـاهُ
بِطــرفِ قتـادةٍ إذ سـالَ سـيلا
شــَفى برضــابهِ عَينَــي علــيٍّ
فَيــا عَجبـاً لريـقٍ صـارَ كحلا
عَسـيبُ النخـلِ صـارَ لـه حُساماً
وَسـيفُ عكاشـةٍ قـد كـانَ جـذلا
وَكــان لصـحبهِ الأبطـال حصـناً
حَصـيناً فـي الوغا والسلم ظلّا
شــَديدُ البطــشِ ذو عـزمٍ قـويٍّ
وَقلــبٍ لا يَخـالُ الهـولَ هـولا
فَكَـم جمـعَ العِـدا جَمعاً صحيحاً
فَكســّر جَمعهــم أســراً وقتلا
وَصــارعهُ رُكنانــة وهـو ليـثٌ
فَعـادَ بصـرعهِ فـي الحال وعلا
وَفــي بــدرٍ بقبضــتهِ رَمـاهم
فَشــتّت بالحَصـى للقـومِ شـَملا
وَأَودى بعــدُ فــي أُحــدٍ أُبَـيٌّ
بِحربتــهِ كَمــا أنبــاه قبلا
وَلَـو وَقَعَـت عَلـى رضـوى محَتـهُ
وَلَــو وَقعــت علــى ثهلانَ هلّا
إِشــارتُه بيــومِ الفتـح خـرّت
بِهـا الأصـنامُ كالأعـداءِ قَتلـى
بِبغلتــهِ غَــزا غطفـانَ يومـاً
فَلَــم يــترُك لَهـم إِبلاً وخيلا
فَكَـم مِـن هامـةٍ بالسـيفِ طُـرّت
وَكَــم ذا مـن دمٍ بـالترب طُلّا
أَبــادَ الجاهليّــة والأعــادي
فَلَــم يـترُك أبـا جهـلٍ وجهلا
وَأوقــعَ بـاليهودِ وَفـي تبـوكٍ
أذلَّ الـرومَ حيـنَ غَـزا هِـرَقلا
وَلَـم ينفـكَّ يَغـزو النـاسَ حتّى
تَــولّاهم وأمــرُ الكفــرِ ولّـى
أَتـاهُ وهـوَ مثـلُ السـيفِ حـدّاً
فَلَــم يَعبــأ بـهِ حاشـا وكلّا
رَمــاهُ بـالردى طَـوراً وطـوراً
عَلاهُ بالهــدى حتّــى اِضــمحلّا
شــَريعتهُ هَــدت بــرّاً وبحـراً
وَعــمّ ضــياؤها حزنـاً وسـهلا
هيَ الشمسُ المُينرةُ في البرايا
ومِــن عجــبٍ غـدَت للنـاس ظلّا
عَلــت فــي كـلِّ أرضٍ كـلّ ديـنٍ
وَديـنُ اللَّـه يعلـو ليـس يعلى
أَيــا خيـرَ الأنـام بكـلّ خيـرٍ
وَخيــرَ خيـارهم نَسـباً ونسـلا
إِذا جـارَ الزمـانُ علـى أنـاسٍ
أَتَـوك فعـادَ ذاك الجـور عَدلا
وَإِن بخــلَ الغمـامُ بطـلّ غيـثٍ
هَمَــت يُمنــاك للعـافين وبلا
لَقَـد فقـتَ الـورى فـي كلِّ وصفٍ
جَميـــلٍ واِنفـــردتَ علاً وعقلا
فَلَـم يخلُـق لـكَ الرحمـن شبهاً
وَلَـم يخلُـق لـك الرحمـنُ مثلا
وَنــوعُ الإنـسِ أشـرفُ كـلّ نـوعٍ
لأنّــك منهــمُ يـا نـور شـكلا
وَرُسـلُ اللَّـه سادوا الخلق طرّاً
وَفـاقوا العـالمينَ هدىً وفضلا
وَإنّــك خيرُهــم نَفسـاً ودينـاً
وَأَتباعـــاً وأصـــحاباً وأهلا
وَأَكــثرُهم هُــدىً وأعـزّ جاهـاً
وَأَطـــولهم علاً وأجــلُّ طــولا
فَقَـد سـُدتَ الـورى علواً وسفلا
مَلائكـــةً وأنبـــاءً ورســـلا
أَيـا مَـن قـد تمنّـى كـلّ تـاجٍ
يكــونُ برجلــهِ للنعــلِ نَعلا
وَخيـر النـاسِ يَرضـى أن تـراهُ
للثـمِ تـرابِ تلـك النعلِ أهلا
لَقَـد شـرّفتني فـي النوم فضلاً
بِتَقــبيلي يــداً منكُـم وَرِجلا
َلَـولا أن يُقـال لقلـت مـا لـي
مثيـلٌ لا أرى لـي اليـوم مثلا
وَمـا قَصـدي اِفتخـارٌ غيـر أنّي
لِشــُكرك أَنتقـي معنـىً وقـولا
وَمَهمــا كــانَ شـُكراني جليلاً
فقَــد جــاءَت مــواهبُكم أجلّا
وَلســتُ بِحاجــةٍ للمــدحِ لكـن
لَنـا حـاجٌ وليـسَ سـواكَ مـولى
وَلَــم تنفــكّ للرحمــنِ سـيفاً
وَقَـد يُستحسـنُ السـيفُ المحلّـى
وَمَهمـا كنـتَ أنـت فـأنت عبـدٌ
وَعـــزَّ اللَّـــه مَولانــا وجلّا
يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني.شاعر أديب، من رجال القضاء، نسبته إلى بني نبهان من عرب البادية بفلسطين.استوطنوا قرية (إجزم) التابعة لحيفا في شمالي فلسطين، وبها ولد ونشأ وتعلم في الأزهر بمصر سنة (1283 - 1289هـ)، وذهب إلى الأستانة فعمل في تحرير جريدة (الجوائب) وتصحيح ما يطبع في مطبعتها.ثم عاد إلى بلاد الشام (1296هـ) فتنقل في أعمال القضاء إلى أن أصبح رئيس محكمة الحقوق (1305هـ) وأقام زيادة على عشرين سنة، ثم سافر إلى المدينة مجاوراً ونشبت الحرب العامة الأولى فعاد إلى قريته وتوفي بها.له كتب كثيرة منها: (جامع كرامات الأولياء - ط)،(رياض الجنة في أذكار الكتاب والسنة - ط)، (المجموعة النبهانية في المدائح النبوية - ط)،(تهذيب النفوس - ط)، (الفتح الكبير - ط)، (الأنوار المحمدية - ط).