
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا نَبيّـاً لَـدى الإلـهِ عَظيمـا
وَحَبيبــاً لــهُ وعَبــداً كريمـا
أَنـتَ فُقـتَ المسيحَ فقتَ الكَليما
فُقــتَ نوحــاً وفقـتَ إبراهيمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
فُقــتَ روحــاً وفقـتَ إِسـرافيلا
فقــتَ جِبريــلَ فقـتَ ميكـائيلا
فُقــــتَ كـــلَّ الأنـــامِ فجيلا
مــا بَـرا مثلـكَ الإلـهُ زَعيمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـت أصـلُ الوجـودِ مـا لكَ مثل
مـا لِخلـقٍ مـن دونِ فضـلكَ فضـلُ
قَــد تَسـاوى لـديكَ بعـدٌ وقبـلُ
سـُدتَ كـلَّ الـوَرى حـديثاً قديما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أنـتَ نـورُ الزمـانِ نورُ المكانِ
أَشــرَقَت منــكَ ســائر الأكـوانِ
حـازَ نَـزراً مِـن نـوركَ النيّرانِ
وَبِنــزرٍ منــهُ أنَـرتَ النُجومـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ لِلجـودِ مَظهـرٌ فـي الوجودِ
وَمُمـــدٌّ بالســعدِ كــلّ ســعيدِ
سـُقتَ خيـرَ الدُنيا لخيرِ العبيدِ
وَبِــأُخراهُم النعيــمَ المقيمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أنــتَ فـردُ الأكـوانِ والمجمـوعُ
أنــتَ أَصــلٌ والعـالمون فـروعُ
نــوركَ البــدرُ والجميـعُ زروع
طـابَ بَعـضٌ والبعـضُ صـارَ وخيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ بـدرُ البـدورِ شمسُ الشموس
وَمُمــدٌّ بــالنورِ خيـر النفـوسِ
مُســتمدٌّ مِــن حضــرةِ القــدّوسِ
منـهُ نلـتَ التَخصـيصَ والتعميما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ شـمسُ الهُدى وبحرُ العَطايا
قَـد حبـاكَ الوهّاب خيرَ المزايا
لَمحَـةٌ مِـن سـَناكَ تهدي البَرايا
نَفحـةٌ مِـن نَـداكَ تحيي الرَميما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنــتَ خيـرُ الـوَرى علـى الإطلاقِ
ســـيّدُ الخلـــقِ صــفوة الخلّاقِ
عَنــكَ جبريــلُ قــائلٌ لِلـبراقُ
مِثلــهُ مــا حملـتَ قـطّ كَريمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أنــتَ عبـدٌ للَّـه سـُدتَ الأَنامـا
نلـتَ حَظّـاً مِـن قربـهِ لَن يُراما
وَعَلـى العـرشِ قَـد حبـاكَ مَقاما
صَدّ عنهُ في الطورِ موسى الكليما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ فـي الخلـقِ نـائبُ الرحمنِ
لــكَ أَعطــى ســيادةَ الأكــوانِ
وَلـــهُ دمــتَ مظهــرَ الإحســانِ
مُصــطفاهُ صــِراطهُ المُســتقيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ روحُ الأرواحِ علـواً وَسـُفلا
وَممــدَّ الأشــباحِ فرعـاً وأصـلا
إِن حكـاكَ الأنـامُ يـا نورُ شَكلا
فَالحَصـى ربّمـا تُحـاكي النُجوما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
قَـد رَوَينـا عَـن جـابرٍ مَعناكـا
بِحــديثٍ أضــاءَ فينــا سـناكا
قبـلَ كـلِّ الـوَرى الإلـهُ بَراكـا
منــهُ نــوراً وعمَّــهُ تَقســيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
آدَمٌ كـــان والـــدَ الأشـــباحِ
مِثلمـــا أنــتَ والــدُ الأرواحِ
أنــتَ نــورٌ بــدا لأهـل الفلاحِ
وَعـنِ العُمـيِ لَـم يَـزل مَكتومـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
ســيّدُ الخلــقِ أنـتَ للَّـه عبـدُ
بعـدَ مَـولاكَ أنـتَ في الكون فردُ
بكـرَ هـذا الوجـودِ كنـتَ وبعـدُ
صـارَ عَـن مثلـكَ الزمـانُ عقيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
لا فَقيــرٌ للَّــه أفقــرُ مِنكــا
لا غَنـــيٌّ مـــنَ الخلائقِ عَنكــا
مِــن رضـاهُ حبـاكَ مَـولاك ملكـا
لَـم يَكُـن للسـِوى بـوجهٍ مرومـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
واحـدُ الفضـلِ أنتَ لم تُلفِ شِركا
مـا زَوى اللَّـه قـطُّ جدواهُ عنكا
خـرَّ موسـى بالصـعقِ وَالطورُ دُكّا
ولــديهِ كنـتَ القـويَّ القويمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
جُــزتَ كــلَّ الـوَرى وحُـزتَ محلّا
صـــرتَ فيـــهِ مُجلّيـــاً ومجلّا
ورأيــــتَ الإلـــهَ عـــزّ وجلّا
دونَ كيــفٍ لا حصــرَ لا تَجســيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
كــلُّ مَــن رامَ للإلــهِ وُصــولا
مِـن سـبيلٍ سـواكَ ضـلَّ السـَبيلا
بـابهُ أنـتَ مَـن أرادَ الـدخولا
مِــن سـِوى بـابِه غَـدا مَحرومـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
ليــسَ للَّــه مِـن طريـقٍ سـِواكا
حصــَرَ الخيــرَ فيـكَ إِذ سـوّاكا
كــلُّ مَــن أمّــه بغيـرِ هُـداكا
ضـلَّ سـَعياً وكـانَ عبـداً ذميمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
لَــم تَـزَل للإلـهِ عَبـداً فقيـرا
لا شــَريكاً لــهُ ولســتَ وَزيـرا
لِعَطايــاهُ قاســِماً لـن تَجـورا
لــكَ لَــم يخلُـقِ الإلـهُ قَسـيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
جئتَ وَالكــونُ غـارقٌ فـي الظلامِ
طافــحٌ مِــن عبــادةِ الأوثــانِ
فَجَعلــتَ التوحيــدَ بـدرَ تمـام
نـورهُ صـارَ فـي البَرايا عَميما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
قَـد حَبـاكَ الرَحمـنُ خيـرَ كتـابِ
مُعجـــزٍ نظمـــهُ ذوي الألبــابِ
وَهـوَ شـمسُ الهُـدى وبدر الصوابِ
وَمِــنَ اللَّـه قَـد أتـاكَ نُجومـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
ســيّدُ الكتــبِ كلِّهــا القـرآنُ
بيـــنَ حَـــقٍّ وباطــلٍ فرقــانُ
هـوَ نعـمَ المـبينُ نعـم البيانُ
منـكَ أَبدى الحديثُ منهُ القديما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
هـــوَ والآلُ فــي الــورى ثَقَلانِ
مِــن ضــلالٍ للنـاسِ خيـر أمـانِ
وَهُمــا عنــكَ عنــدَنا نائبـانِ
لا يـــزالانِ لازمـــاً مَلزومـــا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
غيـرُ خَـافٍ عليـكَ مـا حـلّ فينا
قَـد غَـدونا فريسـةَ الكافِرينـا
سـَل لَنـا اللَّه منهُ فَتحاً مُبينا
وَعلـى الكـافِرينَ نَصـراً عميمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَهـلُ نـارِ الجحيمِ ساقوا عَلينا
شـرَّ نـار مـنَ الحـروبِ اِصطَلينا
وَتَــداعَوا مِـن كـلِّ فـجٍّ عَلينـا
مِثلَمـا قلـتَ فـي الحديثِ قديما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
داوَمــوا حربَنــا بكــلِّ ســلاحِ
وَأَغـاروا عَلـى جميـعِ النـواحي
أَبــدَلوا بِالفســادِ كــلّ صـلاحِ
فاِحمِنـا واِحـمِ دينَنا وَالحَريما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
خَــدَعوا بِالمـدارسِ الغافِلينـا
أَوهَمـوهُم مُنـىً وأعطَـوا مَنونـا
سـَحَروهم بـالكفرِ سـِحراً مُبينـا
فَــرأوا دينـكَ الصـحيحَ سـَقيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
نـارُ حـربٍ ثارَت على المُسلمينا
أَوقَــدَتها مــدارسُ المُشـركينا
أَحرَقـت بالضـلالِ ديـنَ البنينـا
جَعَلــوا حـربَ دينـكَ التعليمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
دَخلوهـــا بِــدينِهم جاهِلينــا
وَتغــذّوا فيهـا الضـلالَ سـِنينا
صـاحَبوا المُشـركاتِ وَالمُشركينا
وَلــدينِ الإِسـلامِ صـاروا خُصـوما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
كــلُّ هَــذا نتــائجُ العصــيانِ
شـــُعَلٌ عُجّلــت مــنَ النيــرانِ
أَنــتَ مقبــولُ حضــرةِ الرحمـنِ
فَـإِذا مـا شـفعتَ صـارَت نَعيمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ بحـرُ الإحسانِ بالفضلِ طامي
وَفُــؤادي لِعــذبِ جــودِكَ ظـامي
فَتكــرّم بِمــا يزيــلُ أُوامــي
وَيزيــدُ التكميــلَ وَالتكريمـا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـتَ أَرجـى وَسـائلي عنـدَ ربّـي
هـوَ ربّـي وَأَنـت في الخلقِ حَسبي
جــلَّ دائي وقَــد تعـاظمَ ذَنـبي
سـَلهُ يَعفـو عنّي ويَشفي السَقيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
شـارَكَ الجسـمَ بالسـقامِ فُـؤادي
صــدئٌ بالــذنوبِ للخيـرِ صـادي
وَأُمـــوري عَلـــى خلافِ مُــرادي
لسـتَ تَرضـى لِلعبـدِ حـالاً ذميما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
جِئتُ أَشــكو إِليـكَ مَـولاي سـُقمي
وَهُمومـــاً كمــوجِ بحــرٍ خضــمِّ
إِن أقُـل قَـد تـزولُ زادَت بِرغمي
فاِمـحُ عنّـي جَديـدَها والقـديما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
صـارَ عُمـري سـتّين عامـاً وعاما
مَلأت لـــي صـــَحيفَتي آثامـــا
غيـرَ أنّـي اِسـتفدتُ منـكَ ذِماما
يَجعــلُ الســيّئات طـرّاً هشـيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
قَـد مَضـى العمـرُ حبّذا هو عُمرا
لـكَ يـا بحـرُ منـكَ أهـديتُ درّا
إِن أَنـل فـي جـوارِ قـبركَ قَبرا
فـزتُ بيـنَ الأنـامِ فَـوزاً عظيما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَبتَغــي فــي جـوارِ داركَ دارا
لسـتُ أَرضى سِواك في الخلقِ جارا
أَنـا عبـدٌ جـاروا عليـهِ وَجارا
فَتَقبّلـــه ظالِمـــاً مَظلمومــا
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
أَنـا ضـَيفٌ بـالفقرِ جئتُ إليكـا
وَاِعتمـادي مِـن بعـدِ ربّي عليكا
فَتَفضــّل واِجعــل قِـرايَ لَـديكا
فـي جنـانِ البقيـعِ مأوىً كَريما
يـا رَؤوفـاً بِـالمُؤمنينَ رَحيمـا
يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني.شاعر أديب، من رجال القضاء، نسبته إلى بني نبهان من عرب البادية بفلسطين.استوطنوا قرية (إجزم) التابعة لحيفا في شمالي فلسطين، وبها ولد ونشأ وتعلم في الأزهر بمصر سنة (1283 - 1289هـ)، وذهب إلى الأستانة فعمل في تحرير جريدة (الجوائب) وتصحيح ما يطبع في مطبعتها.ثم عاد إلى بلاد الشام (1296هـ) فتنقل في أعمال القضاء إلى أن أصبح رئيس محكمة الحقوق (1305هـ) وأقام زيادة على عشرين سنة، ثم سافر إلى المدينة مجاوراً ونشبت الحرب العامة الأولى فعاد إلى قريته وتوفي بها.له كتب كثيرة منها: (جامع كرامات الأولياء - ط)،(رياض الجنة في أذكار الكتاب والسنة - ط)، (المجموعة النبهانية في المدائح النبوية - ط)،(تهذيب النفوس - ط)، (الفتح الكبير - ط)، (الأنوار المحمدية - ط).