
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا سـَيِّدَ الرُسـلِ عَبـدٌ آبِـقٌ آبـا
وَمِــن ذُنــوبٍ عَلَيــهِ قُـدِّرَت تابـا
فــي عَفــوِ مَـولاهُ عَنـهُ آمِـلٌ طَمِـعٌ
فَجـاءَ مِـن أَجـلِ هـذا يَقرَعُ البابا
عَســى يَتــوبُ عَلَيــهِ رَبُّــهُ كرمـاً
فَــإِنَّهُ مــن قَــديمٍ كــان تَوّابـا
فَـذو الخَطايـا إِذا ما جاءَ مُعتَذِراً
يُكسـى مِـنَ العَفوِ وَالرِضوانِ أَثوابا
قَـد كـانَ مـا كـان لكنّي نَدِمتُ عَلى
مــا قَــد جَنَيـتُ وَجِئتُ الآنَ أَوّابـا
فَحــاشَ أُطـرَدُ مِـن سـاحات رحمَتِكُـم
فَمَن سِوى الأَنبيا في الناس ما عابا
يـا سـَيِّدَ الرُسـِل أَوزاري لَقد عَظُمَت
وَالعُمـرُ وَلّـي وَشَعر الرَأس قَد شابا
فـي مَوقِـفٍ هَـولُهُ يُنسـى الصِلاتِ فَما
فيـه نَـرى بَيـنَ أَوفى الأَهلِ أَنسابا
فَـــالأُمُّ وَالأَبُ وَالأَنبـــاء بَعضــُهُمُ
يَفِـرُّ مِـن بَعضـِهِم مِـن هَولِ ما نابا
وَالنـاسِ فـي فَـزَعٍ مِمّـا أَلَـمَّ بِهِـم
وَأَرهَـبَ الرُسـلَ ذاكَ الهَـولُ إِرهابا
يَقــول نَفســِيَ نَفســِيَ مـن نُشـَفِّعُهُ
منهـم وَمـا قَـد رَجَونـاه لـه هابا
فَلا يُجيــبُ دعــاء المُســتَجير بـه
كَـأَنَّهُ إِذ دُعـي فـي العِصمَةِ ارتابا
إِلّا محمَّــدٌ المختــار قــال لهــم
أَنـا لهـا فَرَجـائي قَـطُّ مـا خابـا
إِذ ذاكَ يَــدعو فَمَــولاه يَقـولُ لَـهُ
سـَل تُعـطَ مـا تَبتَغي إِذ كنت أَوّابا
وَاِشـفَع تُشـَفَّع كَمـا ترضـى وَلا حَـرَجٌ
هــذا مَقامُــكَ فَـاِنهَض فيـه طَلّابـا
فَيَشـفَعُ المُصـطَفى فـي الفَصلِ بَينَهُمُ
وَيَحكُـم اللّـهُ لا مَـن جـار أَو حابى
فَـالبَعضُ يُرضـيه مـا آتـاه مِن عملٍ
وَيُغضـِبُ البَعـضَ مـا لاقـاه إِغضـابا
هنـاكَ فَصـلُ القَضا بَينَ الخُصومِ وَلا
تـرى رُءوسـاً كمـا كـانوا وَأَذنابا
وَلَيـــسَ يُجليهِــمُ جــاهٌ وَلا حَســَبٌ
وَيَنبِـــذونَ مَقامـــاتٍ وَأَلقابـــا
يَــومٌ بـه يَعـدَمُ السـلطانُ صـَولَتَهُ
وَلا يَــرى فيــه حُرّاســاً وَحُجّابــا
فَلِلجَحيــم يســاقُ المُشـرِكون فَقـد
دَعَـوا لهـم غَيـر رَبِّ الخلقِ أَربابا
وَســيقَ لِلجنـة النـاجونَ فـي زُمَـرٍ
فَفَتَّحـــت لهـــمُ الأَملاكُ أَبوابـــا
مـا حيلَـتي وَذُنـوبي ليـس يَحصـُرُها
عَـدٌّ وَلـو كـان كـلُّ النـاس حُسـّابا
كَـم تُبـتُ ثُـمَّ نَقَضـتُ التَوبَ بعدوكم
عاهــدتُ رَبّــي وَلكِـن كنـتُ كَـذّابا
وَغَرَّنــي زُخــرُفُ الـدنيا وَبَهجَتُهـا
وَكـــان زُخرُفُهــا لِلعَقــلِ خَلّابــا
وَخِلـــتُ مَهلــي إِهمــالا فَجرَّأَنــي
وَلَــم أَكُــن لِلمَعاصـي قَـطُّ هَيّابـا
فَطالَمـا كنـتُ فـي اللَّـذّاتِ مُنغَمِساً
وَكـم شـَمَختُ بِـإِنف الكِـبر إِعجابـا
فمـا جَـوابي إِذا الجَبّـار سـاءَلَني
عَمّـا اقتَرفـتُ وَقَلـبي خَشـيَةً ذابـا
لا رَيــب أُطـرِقُ رَأسـي نادِمـاً خجِلاً
فَمَنطِقــي يَســتَوي سـلباً وَإيجابـا
إِذ ذاكَ أَرجـو عَظيـمَ العَفوِ يَشمَلُني
فَلا أَرى فـي كتـابي بعـدُ إِذ نابـا
وَفـي النَعيـم مـع الأَبـرارِ يُدخِلُني
وَأَجتَنـي مـن ثِمـار الخُلدِ ما طابا
وَفـي الفراديـس أَحظى بِالمُنى وَأَرى
فيهـا كَـواعِبَ فـوقَ الوَصـفِ أَتـراب
كَمـا أَرى لـي مَفـازاً عالِيـاً وَأَرى
مـا تَشـتَهي النَفـسُ جَنّـاتٍ وَأَعنابا
وَذاكَ مـا أَرتَجـي مـن حِلـم مُقتَـدِرٍ
يَعفـو وَإِن لـم أَجِـد لِلعَفو أَسبابا
فَهــو الكَريـمُ وَإِنّـي جِئتُ مُرتَجيـاً
حاشـاهُ يُغلِـق دونَ المُرتَجـي بابـا
وَكَيــفَ وَهـو يُجيـب السـائِلينَ إِذا
دَعــوا وَيَغضــَبُ مِمَّــن ليـس طَلّابـا
بَـل كَيـفَ أَيـأَسُ مِمّـا أَرتَجيـه وَقد
ســَمّى لنــا نَفســَهُ بَـرّاً وَوَهّابـا
يـا حَسـرَتا إِن بِسوءِ الفِعلِ عامَلني
وَلـم يُسـامِح فأصـلي النارَ أَحقابا
لكــن رَجــائِيَ فيــه غَيـرُ مُنقَطـعٍ
مــا دمــتُ نَسـلَ نَـيٍّ أَصـله طابـا
شــَفيعُنا عنــد مولانـا محمـدُ مَـن
فــاق الخلائِقَ أَعجامــا وَأَعرابــا
منــا الصـلاةُ عليـهِ وَالسـلامُ كمـا
تعُـــم آلا وَأَنصـــارا وَأَصـــحابا
مـا أَحمَـدُ بن الكِناني قال من وجلٍ
يــا سـَيِّد الرُسـلِ عبـدٌ آبِـقٌ آبـا
أحمد محمد الكناني الأبياري.شاعر مصري، درس في المدارس الأميرية، وله ديوان شعر.