
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـعدٌ لــه بِقُلوبِنــا أَســمى مَكــانه
حاشــا نُســَلِّمُ أَن نَــرى أَحــداً مكـانَه
شـــــَهدَ الخَلائِقُ أَجمعـــــونَ بــــأَنَّهُ
رغــم المَصــاعِب خيـرُ مَـن أَدّى الأَمـانَه
هـــل فيكُـــمُ مَـــن حـــدَّثتهُ نفســـُه
يَومــاً بَزيــغٍ عنــد ســَعدٍ أَو خِيــانَه
هـــل مُنصـــِفٌ مِنّـــا رمـــاه بِـــأَنَّهُ
كِســواهُ ســاوَمَهُم علــى بَيـع الكِنـانَه
هــل فــي الوُجــودِ لفضــلِ سـَعدٍ جاحِـدٌ
إِلّا الَّــذي عقلَــت يــد البَغضـا لسـانَه
أو هـــل ســـمعتُم أَنَّــه يومــا صــَبا
لِلَّهــوِ أَو ضــَمَّته مَــع هَيفــاءَ حــانَه
إِن كــــانَ لا هـــذا وَلا هـــذا جَـــرى
منـه فمـا العَيـنُ الَّـذي يـا قـومُ شانَه
مَــن ذا الَّــذي أُوتــى مَــواهِبَ مِثلَــهُ
تحكـــى حِجـــاهُ أَو ســَناهُ أَو بَيــانَه
عَجـــزت دُهــاةُ القَــومِ عــن تَضــليله
إِذ كُلَّمـــا دَســُّوا لــه ســُمًّا أَبــانه
لـــم يَثـــنِ عَزمتَـــهُ انحِلالُ عَـــزائِمٍ
مِــن مَعشــَر جبُنـوا وَعَهـدَ اللّـه صـانَه
قَــد هــالَهم بَطــشُ العَــدُوِّ فَزُلزِلــوا
مــع أَنَّ حَبــلَ الظلـم ليـسَ لـه مَتـانَه
وَلَــو أَنَّهُــم صــَدَقوا وَلَــم يَتَحَيَّــزوا
مــا نــالَهُم منــا ازدِراء أَو إِهــانَه
لكـــن قَضـــى حُـــبُّ الوَظــائِفِ أَنَّهُــم
يَستَســــلِمونَ وَيَـــأمرونَ بِالإِســـتِكانَه
ضــَلُّوا وَعــن عَمــدٍ أَضــَلُّوا وَاِبتَغَــوا
بيــع الضــَمائِر وَاِصـطَفَوا لهـمُ بِطـانَه
لتَــدُسَّ مِــن ســُمِّ التَفَــرُّقِ مــا تَشــا
وَتُمِـــدَّ مُنحـــطَّ الكرامـــةِ بِالإِعــانَه
وَتَجُـــرَّ غَوغـــاءَ البِلاد لِحَـــربِ مَـــن
هم فخرُ مِصرَ أَولوا الحِجا وَأُولو الفَطانَه
عظُمــــت نُفوســــهمُ فَـــأَكبَرُ هَمِّهِـــم
حفـــظُ البِلادِ وَصــونُها كــلّ الصــِيانَه
وَاللَـــهُ مـــا خــانوا وَلا غَشــَّوا وَلا
جَهِلــوا وَلا ضــَلُّوا وَلا هَجَـروا الرَزانَـه
جَغبــــوبُ وَالســــَودانُ أَدرى بِـــالأُلى
خــانوا البِلادَ وَحُبِّبَــت لَهُــم الخِيـانَه
جَغبــــوبُ وَالســــودانُ أَدرى بِـــالأُلى
صــاروا أَحَــقَّ بِــالازدِراءِ وَبِالمَهــانَه
مَــن هــم أَضـَرُّ عَلـى البِلاد مِـن العِـدا
وَلِــذا فَهُــم أولــى وَأَجــدرُ بِـالإِدانَه
هــل مَــن جَنــى هــذه الجِنايَـةَ واثِـقٌ
مِــن دَهــره بنَجــاته مَــعَ مَـن أَعـانَه
إِن كــانَ مِــن جَنــبِ الحكومَــةِ آمنــاً
هـــل كُــلُّ ذي بَطــشٍ ســيعطيه أَمــانَه
يـــا مَــن تَأَكَّــل صــَدرُهُ مِــن حِقــدِه
وَأَضــاعَ فيمــا لَيــسَ ينفَعــه زَمــانَه
حُــبُّ الظُهــورِ قَضــى بِبَيــعِ ضـَميرِ مَـن
يَهـوى الظُهـورَ وَلَـو رَأى فيـهِ اِمتِهـانَه
يُغــــرونَ مَســــلوب الإِرادَةِ وَالنُهـــى
بفعــال مـا تَـأبى المُـروءَةُ وَالـدِيانَه
ذلَّــــت بِهِـــم مصـــرٌ وَأوذى أَهلُهـــا
وَعَمــى البَصـيرَةِ أَفقـدَ الجـاني حَنـانَه
مـــاذا يَكـــونُ وَقَــد تَجَلّــى أَمرُهُــم
إِذ كُــلُّ مَــن أَخفــى لهـم سـِرّاً أَبـانَه
إِســــقاطُ ســــعدٍ مُنتَهـــى آمـــالِهِم
حـــتى وَلــو مِصــرٌ تَضــيعُ بِلا ضــَمانَه
مَــن ذا الَّــذي يَرضــى بِبَيــعِ ضــَميره
لِيَنـــال مِــن حكــامه أَدنــى لُبــانَه
الحِقـــدهم يعطـــونَ خَصـــمهُم الســلا
ح لِيَقتُلَـــن إِخــوانَهُم وَيَقــى كِيــانَه
هــل بَعــد أَن بهــر اتحــادُهُمُ الـوَرى
يَـــدعونَ لِلتَّفريـــقِ بَينهـــمُ مكــانَه
يــا عُصــبَةَ الإِنصــافِ يـا مَـن شـاهدوا
ظُلمــاً بِــوادي النيــل أَفقـده جَنـانَه
وَرَأوا لِـــواء العَســفِ يخفُــق عالِيــاً
الشـــَعبُ يَرجـــو أَن يُحَمِّلكــم أَمــانَه
كـــلُّ يُبَيِّـــنُ مـــا عَليـــهِ وَمـــاله
وَيُطيـلُ مـا قَضـَتِ الـدَواعي فـي الإِبـانَه
لِيَكــــونَ تَضـــليلُ المُضـــِلِّ مُجَســـَّماً
وَيَــرى مِــنَ الشــَعبِ ازدِراهُ وَامتِهـانَه
فَعَســى دُعــاةُ الســوء يَأفــلُ نجمُهُــم
وَبِمــا جَنــوهُ يُحرمــون مِــنَ الحَصـانَه
يــا ســَعدُ لا تَحفِــل بمــا قـد دَبَّـروا
ســَيكونُ عُقــبى المُعتَـدى منهـم هـوانَه
فَـــاللَه ينصــُرُ ناصــِرُ الحَــقِّ الَّــذي
لــم يُعــلِ إِلّا رَبُّــهُ فـي النـاسِ شـانَه
أحمد محمد الكناني الأبياري.شاعر مصري، درس في المدارس الأميرية، وله ديوان شعر.