
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا طــابَ فَـرعٌ لا يَطيـبُ أَصـلُهُ
حمــى مُؤاخــاةِ اللَئيــمِ فِعلُـهُ
وَكُــلُّ مَــن واخـى لَئيمـاً مِثلـهُ
مَـن أَمِـنَ الـدَهرَ أُتـي مِن مَأمَنِه
لا تَســتَثِر ذا لِبَــدٍ مِـن مَكمَنِـه
وَكُــلُّ شــَيءٍ يُبتَغـى فـي مَعـدَنِه
لَكُـــلِّ نــاعٍ ذاتَ يَــومٍ نــاعي
وَإِنَّمــا الســَعيُ بِقَـدرِ السـاعي
قَـد يهلـكُ المَرعِـيَّ عَتـبُ الراعي
مَــن تَـرَكَ القَصـدَ تَضـق مَـذاهِبَه
دَلَّ عَلــى فِعــلِ اِمــرِئٍ مُصـاحِبُه
لا تَركَــبِ الأَمــرَ وَأَنــتَ عـائِبُه
مــا لَــكَ إِلّا مــا عَلَيـكَ مِثلـهُ
لا تَحمَـدَنَّ المَـرءَ مـا لَـم تَبلُـهُ
وَالمَــرءُ كَالصــورَةِ لَـولا فِعلُـهُ
يــا رُبَّمــا أَورَثَــتِ اللجَــاجَه
مــا لَيــسَ لِلمَـرءِ إِلَيـهِ حـاجَه
وَضــيقُ أَمــرٍ يَتبَــعُ اِنفِراجَــه
كَــم مِــن وَعيـدٍ يَخـرِقُ الآذانـا
كَأَنَّمـــا يُنبَـــأ بِــهِ ســِوانا
أَصـــَمَّنا الإِهمــالُ أَم أَعمانــا
يَجِــلُّ مـا يُـؤذي وَإِن قَـلَّ الأَلَـم
مـا أَطـوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
وَسـقمُ عَقـلِ المَـرءِ مِن شَرِّ السَقَم
مـا مِنـكَ مَـن لَم يَقبَلِ المُعاتَبَه
وَشــَرُّ أَخلاقِ الفَــتى المُــوارَبَه
يَكفيــكَ مِمّــا تَكـرَهُ المُجـانَبَه
مَــتى تُصــيبُ الصـاحِبَ المُهَـذَّبا
هَيهــاتَ مـا أَعسـَرَ هـذا مَطلَبـا
وَشــَرُّ مـا طَلَبتَـهُ مـا اِستصـعَبا
لا يَســلُكُ الخَيــرُ ســَبيلَ الشـَرِّ
وَاللَـهُ يَقضـي لَيـسَ زَجـرُ الطَيـرِ
كَــم قَمَــرٍ عــادَ إِلــى قُمَيــرِ
لَــم يَجتَمِــع جَمــعٌ لِغَيـرِ بَيـنِ
لِفُرقَــةٍ كُــلُّ اِجتِمــاع اِثنَيــنِ
يَعمـى الفَـتى وَهـوَ بَصـيرُ العَينِ
الصــَمتُ إِن ضــاقَ الكَلامُ أَوســَعُ
لِكُـــلِّ جَنــبٍ ذاتَ يَــومٍ مَصــرَعُ
كَــم جــامِعٍ لِغَيــرِهِ مـا يَجمَـعُ
مــا لَــكَ إِلّا مــا بَــذَلتَ مـالُ
فـي طَرفـةِ العَيـنِ تَحـولُ الحـالُ
وَدونَ آمـــالِ الـــوَرى الآجــالُ
كَـم قَـد بَكَـت عَيـنٌ وَأُخـرى تَضحَكُ
وَضــاقَ مِــن بَعـدِ اِتِّسـاعٍ مَسـلَكُ
لا تُــبرِمَن أَمــراً عَلَيــكَ يُملَـكُ
خَيــرُ الأُمــورِ مــا حَمَـدتَ غِبَّـهُ
لا يَرهَـــبُ المُـــذنِبُ إِلّا ذَنبَــهُ
وَالمَــرءُ مَغــرورٌ بِمَــن أَحَبَّــهُ
كُــــلُّ مَقـــامٍ فَلَـــهُ مَقـــالُ
كُــــلُّ زَمـــانٍ فَلَـــهُ رِجـــالُ
وَلِلعُقــــولِ تُضـــرَبُ الأَمثـــالُ
دَع كُـلَّ أَمـرٍ مِنـهُ يَومـاً يُعتَـذَر
خَـف كُـلَّ وِردٍ غَيـرَ مَحمـودِ الصَدَر
لا تَنفَـعُ الحيلَـةُ في ماضي القَدَر
نَـومُ الفَـتى خَيـرٌ لَـهُ مِـن يَقَظه
لَـم تُرضـِهِ فيهـا الكِرامُ الحَفَظَه
وَفـي صـُروفِ الـدَهرِ للنـاسِ عِظَـه
مَســــأَلَةُ النـــاسِ لِبـــاسُ ذُلِّ
مَــن عَــفَّ لَـم يُسـأَم وَلَـم يُمَـلِّ
فَـــاِرضَ مِـــن الأَكثَــرِ بِالأَقَــلِّ
جَــوابُ ســوءِ المَنطــقِ السـُكوتُ
قَـــد أَفلَـــحَ المُتَّئِدُ الصــَموتُ
مــا حُــمَّ مِــن رِزقِــكَ لا يَفـوتُ
فــي كُـلِّ شـَيءٍ عِـبرَةٌ لِمَـن عَقَـل
قَد يَسعَدُ المَرءُ إِذا المَرءُ اِعتَدَل
يَرجـو غَـداً وَدونَ مـا يَرجو الأَجَل
كَــم زادَ فـي ذَنـبِ جَهـول عُـذرُهُ
دَع أَمـرَ مَـن أَعيـى عَلَيـكَ أَمـرُهُ
يَخشــى اِمــرُؤٌ شــَيئاً وَلا يَضـُرُّهُ
رَأَيــتُ غِــبَّ الصـَبرِ مِمّـا يُحمَـدُ
وَإِنَّمـــا النَفــسُ كَمــا تعَــوَّدُ
وَشــَرُّ مــا يُطلَــبُ مـا لا يوجَـدُ
لا يَأكُــلُ الإِنســانُ إِلّا مــا رُزِق
مــا كُــلُّ أَخلاقِ الرِجــالِ تَتَّفِـق
هـانَ عَلـى النائِمِ ما يَلقى الأَرِق
مَـن يَلـدَغِ النـاسَ يَجِد مَن يَلدَغُه
لا يعــدمُ الباطِــلُ حَقّـاً يَـدمَغُه
لِسـانُ ذي الجَهـلِ وَشـيكاً يـوثِقُه
كُـــلُّ زَمـــانٍ فَلَـــهُ نَوابِـــغُ
وَالحَـــقُّ لِلباطِــلِ ضــِدٌّ دامِــغُ
يَغُصـــُّكَ المَشــرَبُ وَهــوَ ســائِغُ
لا خَيــرَ فـي صـُحبَةِ مَـن لا يُنصـِفُ
وَالــدَهرُ يَجفــو مَــرَّةً وَيَلطــفُ
كَــأَنَّ صــَرفَ الـدَهرِ بَـرقٌ يَخطـفُ
رُبَّ صـــَباحٍ لِاِمــرِئٍ لَــم يُمســِهِ
حَتـــفُ الفَــتى مُوَكَّــلٌ بِنَفســِهِ
حَتّــى يَحِــلَّ فــي ضــَريحِ رمسـِهِ
إِنّـــي أَرى كُـــلَّ جَديــدٍ بــالِ
وَكُــــلَّ شــــَيءٍ فَــــإِلى زَوالِ
فَاِستَشــفِ مِــن جَهلِــكَ بِالسـُؤالِ
إِنَّـــكَ مَربـــوبٌ مَــدينٌ تُســأَلُ
وَالــدَهرُ عَـن ذي غَفلَـةٍ لا يَغفَـلُ
حَتّـــى يَجيــءَ يَــومُهُ المُؤَجَّــلُ
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة ابن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس بن عُدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو بكر الأزدي. من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي. من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي)و(الخيل الكبير) و(الخيل الصغير) و(السلاح) و(غرائب القرآن) و(فعلت وأفعلت) و(وصف المطر والسحاب وما نعتته العرب الرواد من البقاع - ط) و(السرج واللجام) و(الأنواء) و(الملاحن) و(زوار العرب) و(الوشاح) صغير، و(المقتنى) و(المجتبى) صغير، قال الإمام الذهبي (سمعناه بعلو) و(المقصور والممدود -ط) وهو قصيدة في 58 بيتا يحتوي كل بيت على كلمتين متشابهتين إحداهما مقصورة والثانية ممدودة، أولها:لا تركنن إلى الهوى واحذر مفارقة الهواءوفيها قوله يصف الزهاد:باعوا التيقظ بالكرى فعقولهم بذرى كراءوكراء ثنية بالطائف على طريق مكةوكأنهم معز الأبا أو كالحطام من الأباءوالأبا: داء يأخذ المعز إذا شمت بول الأروى، والأباء: اطراف القصب واحدته أباءة.إلى أن قال:ولربما فضح الرجا ل ذوياللحى كشف اللحاءواللحاء التلاحي والمشاتمة.وسيستوي أهل الكبى وذوو التعطر والكباءوالكبى المزبلة والكباء البخورقال المسعودي في مروج الذهب : (وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زمانناهذا في الشعر، وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها، وأورد أشياء في اللغة لمتوجد في كتب المتقدمين، وكان يذهب بالشعر كل مذهب، فطورا يجزل وطورا يرق،وشعره أكثر من أن نحصيه أو نأتي على أكثره أو يأتي عليه كتابنا هذا، فمن جيد شعرهقصيدته المشهورة بالمقصورة التي يمدح بها الشاه ابن ميكال وولده، وهما عبد الله بنمحمد بن ميكال وولده أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، ويقال إنه أحاط فيها بأكثرالمقصور، وأولها:وتوفي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلثمائةببغداد، رحمه الله تعالى، (وهي السنة التي خلعفيها القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد، وبويع الراضي باللهمحمد بن المقتدر).ودفن بالمقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوقالسلاح بالقرب من الشارع الأعظم. وتوفي في ذلك اليوم أبو هاشم عبد السلام بن أبيعلي الجبائي المتكلم المعتزلي - المقدم ذكره - فقال الناس: اليوم مات علم اللغة والكلام. ويقال إنه عاش ثلاثا وتسعين سنة لاغير،وفي تاريخ بغداد عن أبيالعلاء أحمد بن عبد العزيز قال كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنافقدت بابن دريد كل فائدة لما غدا ثالث الأحجار والتربوكنت أبكي لفقد الجود منفردا فصرت أبكي لفقد الجود والأدبوفيه: (كتب إلي أبو ذر الهروي سمعت بن شاهين يقول: كنا ندخل علي بن دريد ونستحي ممانرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى موضوع وقد كان جاوز التسعين سنة) وفيه: (كان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار)وفيه من كلام ابن دريد يرفع نسبه إلى قحطان وقال بعده يذكر جده حَمَامي(وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي وهو من السبعينركباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة رسول اللهصلى الله عليه وسلم حتى أدوه: في هذا يقول قائلهم: