
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلــى أَيِّ رَغـمٍ ظَلـتُ أُغضـي وَأكظِـمُ
وَعَــن أَيِّ حُـزنٍ بـاتَ دَمعـي يُتَرجِـمُ
أَجَــدُّكَ مــا تَنفَــكُّ أَلســُنُ عَـبرَةٍ
تُصــَرِّحُ عَمّــا كُنــتَ عَنــهُ تَجَمجِـمُ
كَأَنَّــكَ لَــم تَركَــب غُـروبَ فَجـائِعٍ
شــَباهُنَّ مِــن هاتــا أَحَـدُّ وَأَكلَـمُ
بَلـى غَيرَ أَنَّ القَلبَ يَنكَؤُهُ الأَسى ال
مُلِــمُّ وَإِن جَــلَّ الجَــوى المُتَقَـدِّمُ
وَكَـم نَكبَـةٍ زاحَمـتُ بِالصـَبرِ رُكنَها
فَلَـم يلـفَ صـَبري واهِيـاً حينَ يَزحَمُ
وَلَـو عارَضـَت رَضـوى بِأَيسـَرِ دَرئِهـا
صـَبوراً عَلـى مَكروهِهـا حيـنَ تَعجُـمُ
وَمَـن يَعـدَمِ الصـَبرَ الجَميـلَ فَـإِنَّهُ
وَجَــدِّكَ لا مَـن يَعـدِمُ الـوَفرَ مُعـدِمُ
أَصـــارِفَة عَنّـــي بَــوادِرَ حَــدِّها
فَجــائِعُ لِلعَليــاءِ تــوهي وَتَحطِـمُ
لَهـا كُـلَّ يَـومٍ في حِمى المَجدِ وَطَأَة
تَظَـــلُّ لَهـــا أَســـبابُهُ تَتَجــذَّمُ
إِذا أَجشـــَمَت جَيّاشـــَةً مُصـــمَئِلَّةً
قَفَــت إِثرَهـا دَهيـاءُ صـَمّاءُ صـَيلَمُ
أَمِ الـدَهرُ أَن لَـن تَسـتَفيقَ صـُروفُهُ
مُصـــَرِّفَةً نَحـــوي فَجــائِعَ يقســمُ
وَســاءَلتِ عَــن حَـزمٍ أُضـيعَ وَهَفـوَةٍ
أُطيعَـت وَقَـد يَنبـو الحُسامُ المُصَمِّمُ
فَلا تُشـــعِري لَــذعَ المَلامِ فُــؤادَهُ
فَإِنَّــكِ مِمَّــن رُعـتِ بِـاللَومِ أَلـوَمُ
وَلَــم تَــرَ ذا حَـزمٍ وَعَـزمٍ وَحِنكَـةٍ
عَلـى القَـدَرِ الجـاري عَلَيـهِ يُحَكَّـمُ
مَــتى دَفَـعَ المَـرءُ الأَريـبُ بِحيلَـةٍ
بَــوادِرَ مــا يُقضـى عَلَيـهِ فَيُـبرمُ
وَلَـو كُنـتُ مُحتـالاً عَلى القَدَرِ الَّذي
نَبـا بـي لَـم أُسـبَق بِمـا هُوَ أَحزَمُ
وَلَكِــنَّ مَــن تُملَــك عَلَيـهِ أُمـورُهُ
فَمالِكُهــا يُمضــي القَضـاءَ فَيَحتِـمُ
وَمـا كُنـتُ أَخشـى أَن تَضـاءَلَ هِمَّـتي
فَأُضـحي عَلـى الأَجـنِ الصـَرى أَتَلَـوَّمُ
كَــأَنَّ نَجيّــاً كــانَ يَبعَـثُ خـاطِري
قَريـــنُ إِســارٍ أَو نَزيــفٌ مُهَــوِّمُ
وَمــا كُنـتُ أَرضـى بِالـدَناءَةِ خُطَّـةً
وَلــي بَيــنَ أَطـرافِ الأَسـِنَّةِ مَقـدمُ
وَمـا أَلِفَـت ظِـلُّ الهُوَينـا صـَريمَتي
وَكَيــفَ وَحَـدّاها مِـنَ السـَيفِ أَصـرَمُ
أَلَـم تَـرَ أَنَّ الحُـرَّ يَسـتَعذِبُ المنى
تُباعِــدُهُ مِــن ذِلَّــةٍ وَهــيَ عَلقَـمُ
وَيَقـذِفُ بِـالأَجرامِ بَيـنٌ بِهـا الرَدى
إِذا كــانَ فيــهِ العِـزُّ لا يَتَلَعثَـمُ
ســَأَجعَلُ نَفســي لِلمَتــالفِ عُرضــَةً
وَأَقــذِفُها لِلمَــوتِ وَالمَـوتُ أَكـرَمُ
بِأَرضِكَ فَاِرتَع أَو إِلى القَبرِ فَاِرتَحِل
فَــإِنَّ غَريــبَ القَــومِ لَحـمٌ مُوَضـَّمُ
تَنَــدَّمتُ وَالتَفريــطُ يُجنـي نَدامَـةً
وَمَــن ذا عَلـى التَفريـطِ لا يَتَنَـدَّمُ
يُصـانِعُ أَو يُغضـي العُيونَ عَنِ القَذى
وَيُلـــذَعُ بِـــالمُرّى فَلا يَتَرَمـــرَمُ
عَلــى أَنَّنــي وَالحُكـمُ لِلَّـهِ واثِـقٌ
بِعَـزمٍ يَفـضُّ الخَطـبَ وَالخَطـبُ مُبهَـمُ
وَقَلـبٍ لَـو اِنَّ السـَيفَ عـارَضَ صـَدرَهُ
لَغــادَرَ حَــدَّ الســَيفِ وَهـوَ مُثَلَّـمُ
إِلــى مِقــوَلٍ تَرفَــضُّ عَـن عَزَمـاتِهِ
أَوابِــدُ لِلصــُمِّ الشــَوامِخِ تقضــمُ
صــَوائِبُ يَصــرَعَن القُلــوبَ كَأَنَّمـا
يَمُــجُّ عَلَيهــا السـُمَّ أَربَـدُ أَرقَـمُ
وَمــا يَــدَّري الأَعـداءُ مِـن مُتَـدَرِّع
سـَرابيلَ حَتـفٍ رَشـحُها المِسكُ وَالدَمُ
أَبَــلَّ نَجيــدٍ بَيــنَ أَحنـاءِ سـَرجِهِ
شــِهابٌ وَفــي ثَـوبَيهِ أَضـبَطُ ضـَيغَمُ
إِذا الـدَهرُ أَنحـى نَحـوَهُ حَـدَّ ظُفرِهِ
ثَنــاهُ وَظُفــرُ الـدَهرِ عَنـهُ مُقَلَّـمُ
وَإِن عَضـــَّهُ خَطــبٌ تَلَــوّى بِنــابِهِ
وَأَقلَـعَ عَنـهُ الخَطـبُ وَالنـابُ أَدرَمُ
وَلَـم تَـرَ مِثلـي مُغضـباً وَهـوَ ناظِرٌ
وَلَــم تَــرَ مِثلــي صـامِتاً يَتَكَلَّـمُ
بِالشـِعرِ يُبـدي المَـرءُ صـَفحَةَ عَقلِهِ
فَيُعلِــنُ مِنـهُ كُـلَّ مـا كـانَ يَكتُـمُ
وَسـِيّانِ مَـن لَـم يَمتَـطِ اللُـبّ شِعرَهُ
فَيَملِـــكُ عِطفَيـــهِ وَآخَــرُ مُفحَــمُ
جَـــوائِبُ أَرجـــاءِ البِلادِ مُطِلَّـــةٌ
تُبيــدُ اللَيــالي وَهــيَ لا تَتَخَـرَّمُ
أَلَــم تَـرَ مـا أَدَّت إِلَينـا وَسـَيَّرَت
عَلــى قِــدَمِ الأَيّــامِ عـادٌ وَجُرهُـمُ
هُـمُ اِقتَضـَبوا الأَمثالَ صَعباً قِيادها
فَـذَلَّ لَهُـم مِنهـا الشـَريسُ الغَشَمشَمُ
وَقـالوا الهَوى يَقظانُ وَالعَقلُ راقِدٌ
وَذو العَقـلِ مَذكورٌ وَذو الصَمتِ أَسلَمُ
وَمِمّـا جَرى كَالوَسمِ في الدَهرِ قَولُهُم
عَلـى نَفسـِهِ يَجنـي الجَهـولُ وَيُجـرِمُ
وَكَالنـارِ فـي يَبـسِ الهَشيمِ مَقالُهُم
أَلا إِنَّ أَصـلَ العـودِ مِـن حَيـثُ يُقضَمُ
فَقَــد ســَيَّروا مـا لا يُسـَيِّرُ مِثلَـهُ
فَصــيحٌ عَلـى وَجـهِ الزَمـانِ وَأَعجَـمُ
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة ابن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس بن عُدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو بكر الأزدي. من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي. من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي)و(الخيل الكبير) و(الخيل الصغير) و(السلاح) و(غرائب القرآن) و(فعلت وأفعلت) و(وصف المطر والسحاب وما نعتته العرب الرواد من البقاع - ط) و(السرج واللجام) و(الأنواء) و(الملاحن) و(زوار العرب) و(الوشاح) صغير، و(المقتنى) و(المجتبى) صغير، قال الإمام الذهبي (سمعناه بعلو) و(المقصور والممدود -ط) وهو قصيدة في 58 بيتا يحتوي كل بيت على كلمتين متشابهتين إحداهما مقصورة والثانية ممدودة، أولها:لا تركنن إلى الهوى واحذر مفارقة الهواءوفيها قوله يصف الزهاد:باعوا التيقظ بالكرى فعقولهم بذرى كراءوكراء ثنية بالطائف على طريق مكةوكأنهم معز الأبا أو كالحطام من الأباءوالأبا: داء يأخذ المعز إذا شمت بول الأروى، والأباء: اطراف القصب واحدته أباءة.إلى أن قال:ولربما فضح الرجا ل ذوياللحى كشف اللحاءواللحاء التلاحي والمشاتمة.وسيستوي أهل الكبى وذوو التعطر والكباءوالكبى المزبلة والكباء البخورقال المسعودي في مروج الذهب : (وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زمانناهذا في الشعر، وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها، وأورد أشياء في اللغة لمتوجد في كتب المتقدمين، وكان يذهب بالشعر كل مذهب، فطورا يجزل وطورا يرق،وشعره أكثر من أن نحصيه أو نأتي على أكثره أو يأتي عليه كتابنا هذا، فمن جيد شعرهقصيدته المشهورة بالمقصورة التي يمدح بها الشاه ابن ميكال وولده، وهما عبد الله بنمحمد بن ميكال وولده أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، ويقال إنه أحاط فيها بأكثرالمقصور، وأولها:وتوفي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلثمائةببغداد، رحمه الله تعالى، (وهي السنة التي خلعفيها القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد، وبويع الراضي باللهمحمد بن المقتدر).ودفن بالمقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوقالسلاح بالقرب من الشارع الأعظم. وتوفي في ذلك اليوم أبو هاشم عبد السلام بن أبيعلي الجبائي المتكلم المعتزلي - المقدم ذكره - فقال الناس: اليوم مات علم اللغة والكلام. ويقال إنه عاش ثلاثا وتسعين سنة لاغير،وفي تاريخ بغداد عن أبيالعلاء أحمد بن عبد العزيز قال كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنافقدت بابن دريد كل فائدة لما غدا ثالث الأحجار والتربوكنت أبكي لفقد الجود منفردا فصرت أبكي لفقد الجود والأدبوفيه: (كتب إلي أبو ذر الهروي سمعت بن شاهين يقول: كنا ندخل علي بن دريد ونستحي ممانرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى موضوع وقد كان جاوز التسعين سنة) وفيه: (كان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار)وفيه من كلام ابن دريد يرفع نسبه إلى قحطان وقال بعده يذكر جده حَمَامي(وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي وهو من السبعينركباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة رسول اللهصلى الله عليه وسلم حتى أدوه: في هذا يقول قائلهم: