
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَركُنَــنَّ إِلــى الهَـوى
وَاِذكُـر مُفارَقَـةَ الهَـواءِ
يَومـاً تَصـيرُ إِلـى الثَرى
وَيَفــوزُ غَيـرُكَ بِـالثَراءِ
كَـم مِـن صـَغيرٍ فـي رَجـا
بِئرٍ لِمُنقَطِـــعِ الرَجــاءِ
غَطّـــى عَلَيــهِ بِالصــَفا
أَهــلُ المَـوَدَّةِ وَالصـَفاءِ
ذَهَــبَ الفَـتى عَـن أَهلِـهِ
أَيـنَ الفَتِـيُّ مِـنَ الفَتاءِ
زالَ الســَنا عَـن نـاظِرَي
هِ وَزالَ عَـن شـَرَفِ السَناءِ
مــا زالَ يَلتَمِــسُ الخَلا
حَتّــى تَوَحَّــدَ فـي الخَلاءِ
قَطَـعَ النسـا مِنـهُ الزَما
نُ فَلَــم يُمَتَّـع بِالنَسـاءِ
وَأَرى العَشا في العَينِ أَك
ثَـرَ مـا يَكونُ مِنَ العَشاءِ
وَأَرى الخَـوى يُـذكي عُقـو
لَ ذَوي التَفَكُّرِ في الخَواءِ
وَلَــرُبَّ مَمنــوعِ العَــرا
وَلَســَوفَ يُنبَـذُ بِـالعَراءِ
مَـن خـافَ مِـن أَلَمِ الحَفا
فَليَجتَنِــب مَشـيَ الحَفـاءِ
كَـم مَـن تَـوارى بِالنَقـا
بَعـدَ النَظافَـةِ وَالنَقـاءِ
وَأَخـو الغَـرا مَـن لا يَزا
لُ بِمـا يَضـُرُّ أَخـا غَـراءِ
إِنَّ الحَيــاةَ مَـعَ الحَيـا
وَأَرى البَهـاءَ مَعَ الحَياءِ
عَقـلُ الكَـبيرِ مِـنَ الوَرى
فـي الصالِحاتِ مِنَ الوَراءِ
لَـو تَعلَـمُ الشـاةُ النَجا
مِنهـا لَجَـدَّت فـي النَجاءِ
وَأَرى الـدَوا طـولَ السَقا
مِ فَلا تُفَـرِّط فـي الـدَواءِ
وَإِذا سـَمِعتَ وَحَـى الزَمـا
نِ فَلا تُقَصـِّر فـي الوَحـاءِ
فَلَرُبَّمـــا وَدّى الســـَفا
نَحـوَ السـَفا أَهلَ السَفاءِ
يـا اِبـنَ البَرى إِنَّ الأحِب
بَــةَ يوذِنونـكَ بِـالبَراءِ
فَكُـلِ الفَنـا إِن لَـم تَجِد
حَلّاً فَإِنَّــكَ فــي الفَنـاءِ
وَأَراكَ قَــد حـالَ العَمـى
مـا بَيـنَ عَينِـكَ وَالعَماءِ
فَـاِنظُر لِعَينِـكَ في الجَلا
إِن خِفـتَ مِـن يَـومِ الجَلاءِ
فَلَرُبَّمـــا وَدّى الفَضـــا
مُتَزَوِّديــهِ إِلـى الفَضـاءِ
فَاِهـدَأ هُـديتَ إِلى الذَكا
إِن كُنـتَ مِـن أَهلِ الذَكاءِ
فَــالمَرءُ نُبِّــهَ بِالعَفـا
إِن لَـم يُفَكِّـر في العَفاءِ
سَيَضـــيقُ مُتَّســـَعُ المَلا
بِــالمُخرَجينَ مِــنَ المَلاءِ
فَـاِرغَب لِرَبِّـكَ فـي الجَدا
مـا أَنـتَ عَنـهُ ذو جَـداءِ
توصــي وَعَقلُـكَ فـي بَـذا
فَلِــذاكَ رَأيُـكَ ذو بَـذاءِ
فَكَأَنَّمــا ريــحُ الصــَبا
تَجــــر بِطُلّابِ الصـــَباءِ
بـاعوا التَيَقُّـظَ بِـالكَرى
فَعُقــولُهُم بِــذُرى كَـراءِ
فَكَـــأَنَّهُم مَعــزُ الأَبــا
أَو كَالحُطـامِ مِـنَ الأَبـاءِ
كَــم مِـن عِظـامٍ بِـاللِوى
قـد فـارَقَت خَفـقَ اللِواءِ
وَأَرى الغِنـى يَدعو الغَنِي
يَ إِلـى المَلاهـي وَالغِناءِ
يُمضـي الإِنـا بَعـدَ الإِنـا
وَمُنـاهُ فـي مَلـءِ الإِنـاءِ
فَلَرُبَّمــا فَضــَحَ الرِجــا
لَ ذَوي اللِحى كَشفُ اللِحاءِ
وَلَرُبَّمــا صــادَ العِــدى
ذا السَبقِ في صَيدِ العِداءِ
وَلَرُبَّمــا هُجِــرَ البِنــا
بَعـدَ التَـأَنُّقِ في البِناءِ
فَلِيَســتَوي أَهــلُ الكِبـا
وَذَوو التَعَطُّــرِ بِالكِبـاءِ
وَلَــــرُبَّ مـــاءٍ ذي رِوى
يُحتـاج فيـهِ إِلى الرِواءِ
وَأَرى البِلـى يُبلي الجَدي
دَ وَكُــــلُّ شـــَيءٍ لِلبَلاءِ
كَـم مِـن إِنا يُفني اللَيا
لــي ثُـمَّ يَفنـى بِالأَنـاءِ
وَأَرى القِـرى مـا لا يُـدو
مُ عَلـى الزَمانِ لِذي قراءِ
وَذَوو السـِوى يَـرِثُ الفَتى
وَليَنزَعَــنَّ مِــنَ السـَواءِ
حُــبُّ النِسـاءِ إِلـى قِلـى
وَأَرى الصــَلاحَ مَـعَ القلاءِ
مــاءُ الحَيــاةِ رِوىً وَأَن
نــى لِلمُجَلّــى بِـالرَواءِ
كَــم مِـن إِيـا شـَمسٍ رَأَي
تُ وَلا تَــرى مِثـلَ الأَيـاءِ
تَهــوى لقـى مـا لا يَحِـل
لُ وَبَعــدَهُ يَـومُ اللِقـاءِ
وَســَكَنتَ بَيتــاً ذا غَمـى
وَلَتَخرُجَــنَّ مِــنَ الغِمـاءِ
فَـاِنظُر لِسـَمهِكَ فـي غَـرا
لا تَســـتَقيمُ بِلا غِـــراءِ
وَاِحـذَر صـَلى نـارِ الجَحي
مِ فَـــإِنَّهُ شــَرُّ الصــِلاءِ
فَجَـرى الشـَبابُ يَـزولُ عَن
كَ وَقَـلَّ مـا أَغنى الجِراءِ
وَأَرى الغــذا لا يُســتطا
عُ فَمـن لِنَفسـِكَ بِالغِـذاءِ
كَـم قَـد وَرَدتَ إِلـى أَضـا
وَصــَدَرتَ عَـن ذاكَ الإِضـاءِ
وَأَراكَ تَنظُـرُ فـي السـَحا
لا ضـَيرَ فـي نَظَـرِ السِحاءِ
شـَمسُ الضـُحى طَلَعَـت عَلَـي
كَ وَلا تَـرى شـَمسَ الضـَحاءِ
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة ابن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس بن عُدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو بكر الأزدي. من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي. من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي)و(الخيل الكبير) و(الخيل الصغير) و(السلاح) و(غرائب القرآن) و(فعلت وأفعلت) و(وصف المطر والسحاب وما نعتته العرب الرواد من البقاع - ط) و(السرج واللجام) و(الأنواء) و(الملاحن) و(زوار العرب) و(الوشاح) صغير، و(المقتنى) و(المجتبى) صغير، قال الإمام الذهبي (سمعناه بعلو) و(المقصور والممدود -ط) وهو قصيدة في 58 بيتا يحتوي كل بيت على كلمتين متشابهتين إحداهما مقصورة والثانية ممدودة، أولها:لا تركنن إلى الهوى واحذر مفارقة الهواءوفيها قوله يصف الزهاد:باعوا التيقظ بالكرى فعقولهم بذرى كراءوكراء ثنية بالطائف على طريق مكةوكأنهم معز الأبا أو كالحطام من الأباءوالأبا: داء يأخذ المعز إذا شمت بول الأروى، والأباء: اطراف القصب واحدته أباءة.إلى أن قال:ولربما فضح الرجا ل ذوياللحى كشف اللحاءواللحاء التلاحي والمشاتمة.وسيستوي أهل الكبى وذوو التعطر والكباءوالكبى المزبلة والكباء البخورقال المسعودي في مروج الذهب : (وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زمانناهذا في الشعر، وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها، وأورد أشياء في اللغة لمتوجد في كتب المتقدمين، وكان يذهب بالشعر كل مذهب، فطورا يجزل وطورا يرق،وشعره أكثر من أن نحصيه أو نأتي على أكثره أو يأتي عليه كتابنا هذا، فمن جيد شعرهقصيدته المشهورة بالمقصورة التي يمدح بها الشاه ابن ميكال وولده، وهما عبد الله بنمحمد بن ميكال وولده أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، ويقال إنه أحاط فيها بأكثرالمقصور، وأولها:وتوفي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلثمائةببغداد، رحمه الله تعالى، (وهي السنة التي خلعفيها القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد، وبويع الراضي باللهمحمد بن المقتدر).ودفن بالمقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقي في ظهر سوقالسلاح بالقرب من الشارع الأعظم. وتوفي في ذلك اليوم أبو هاشم عبد السلام بن أبيعلي الجبائي المتكلم المعتزلي - المقدم ذكره - فقال الناس: اليوم مات علم اللغة والكلام. ويقال إنه عاش ثلاثا وتسعين سنة لاغير،وفي تاريخ بغداد عن أبيالعلاء أحمد بن عبد العزيز قال كنت في جنازة أبي بكر بن دريد وفيها جحظة فأنشدنافقدت بابن دريد كل فائدة لما غدا ثالث الأحجار والتربوكنت أبكي لفقد الجود منفردا فصرت أبكي لفقد الجود والأدبوفيه: (كتب إلي أبو ذر الهروي سمعت بن شاهين يقول: كنا ندخل علي بن دريد ونستحي ممانرى من العيدان المعلقة والشراب المصفى موضوع وقد كان جاوز التسعين سنة) وفيه: (كان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار)وفيه من كلام ابن دريد يرفع نسبه إلى قحطان وقال بعده يذكر جده حَمَامي(وحمامي هذا أول من أسلم من آبائي وهو من السبعينركباً الذين خرجوا مع عمرو بن العاص من عمان إلى المدينة لما بلغهم وفاة رسول اللهصلى الله عليه وسلم حتى أدوه: في هذا يقول قائلهم: