
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدَت لـيَ ترنـو بالعيونِ الفَواتِر
ولكـن لها في القلب وقعُ البواترِ
بـدت لـي وفي قلبي المعنَّى بِحبِّها
لَواعــجُ أشــواقٍ كَحــرِّ الهـواجر
مَهـاةٌ لهـا نفسـي النفيسةُ أذعنت
وهـل أذعنـت يومـاً لغير الحرائر
بهــا شـغَفي نـامٍ وفـي ذُلِّ حُبِّهـا
أرى عِـزَّ قَـدري بيـن أهلِ المفاخر
رســولةُ حُسـنٍ قـد دَعـت لجمالِهـا
بآيــةِ ســلبٍ للنُّهــى والخـواطر
دعتنــا فآمَنَّــا وإنــا لَنَرتجـي
دواماً على الإيبمان ورفعَ الستائر
فيـا سـعدَ مـن يَحظى برؤيةِ وجِهها
ويـا بُعـدَ مـن أولَتـه كشحةَ هاجر
فقـد طالَمـا عـانيتُ بُعـدَ مَزارِها
وَبِـتُّ أراعـي شـِبهها فـي الدَّياجرِ
أعلــلُُ نفسـي كلَّمـا طـار نحوَهـا
فـؤادي بـأنَّ طيفَهـا اليومَ زائري
وإنــيَ ســاعٍ فـي رضـاها مُسـارِعٌ
أطــارحُ بالإِخبـارِ عنهـا مُسـامري
وأذكـرُ مِـن أيـامِ أُنـسٍ بهـا مضت
كإبهــامِ ضــَبٍّ أو كخطــرةِ طـائر
فيُـذري دمـوعي مِـن جفـوني تَذكُّري
ويُـذكي ضـُلوعي مـا أكنَّـت ضمائري
إلـى اليوم قد زارت تُوفِّي بعهدِها
فِــدارُه نفســي مِــن مُـوَفٍّ وزائر
ومــا هـي إلا بنـتُ فكـرٍ رَبابِهَـا
سـَمُوُّ أبيهـا بيـن أهـلِ المنـابر
لطافتُهــا جــادت بِحَلـيٍ مَسـامعي
وإثمــدَ أجفــاني ونـورَ بصـائري
فيـا طيـبَ مـا يُملـي عليَّ خِطابُها
ويـا لُطـفَ مـا جاءت به من بشائر
ولا غـروَ إذ حـاكت نسـيجَ بُرودِهـا
يَـدُ الفكـرِ مِن حَبرٍ عديم المُناظر
يُهنِّـــي بحـــجٍّ نِلتُــه وزيــارةٍ
لخيـر الـورى عِـزِّي وذُخري وناصري
ويُـدلي لـديَّ بـالودادِ الـذي لـه
أصــحُّ دليـلٍ فـي فـؤادي ونـاظري
فــوالله ربِّ العــالمينَ وعــالمٍ
بِحــالهمُ مــا بيــن سـِرٍّ وظـاهر
لَشخصـُه فـي طَرفـي دوامـاً مُشـاهَدٌ
وذِكـرهُ مـا ينفَـكُّ يومـا بخـاطري
وفـاءً بعهـدِ الـودِّ فـي جنبِ فضلِه
وشــكراً لأيـدٍ كالبحـارِ الزواخـر
لــكَ اللهُمِــن خِـلٍّ حميـمٍ وماجـدٍ
كريــمٍ ومفضــالٍ عظيــمِ المـآثرِ
بَقيـتَ أبـا العبـاس يانجـلَ قاسمٍ
تَحـلُّ مِـن العُليـا بأعلى المظاهر
وتسـمو سـَما سـِرِّ البلاغـةِ مُبـدِياً
سـَناهُ لَـدى الماضـينَ عندَ الأواخر
أحمد بن المأمون البلغيثي العلوي الحسني، أبو العباس.قاض، من أدباء المالكية. من أهل فاس، مولداً ووفاة. ولى قضاء (الصويرة) و(الدار البيضاء) و(مكناسة الزيتون)من كتبه: (تنسم عبير الأزهار بتبسم ثغور الأشعار) مجموعة شعره، في مجلدين، و(الابتهاج بنور السراج-ط) في شرح سراج طلاب العلوم، جزآن، الرحلة الموهوبة البخازية.