
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومجلـــسٍ بــاكرتُهُ بُكــورا
والطيـرُ مـا فارقَتِ الوكورا
والصبحُ لم يستَنطِقِ العُصفورا
علـى غـديرٍ لـم يكـن عثوُرا
لـم تـرَ عينِـي مثلَـهُ غَدِيرا
يجـري حبـابُ مـائِهِ مسـجُورا
علــى حصـىً تحسـَبُهُ كـافورا
تســمعُ للمــاءِ بـهِ خريـرا
ينســِجُ أعلـى مَتنِـهِ سـُطورا
نسـيمُ ريـحٍ قـد وَنَـت فتورا
حــتى تخــالَ متنَـهُ حصـيرا
والشـَّربُ قـد حفُّـو به حُضورا
وامـروا السـاقيَ أن يُـديرا
كأســهُم الأصــغرَ والكـبيرا
واعمَلــوا البُــمَّ والزِّيـرا
وجــاوبت عيــدانهُم زَميـرا
وقرَّبـوا المُغَنَّـيَ النَّحريـرا
مُقــدَّماً فـي حِـذقِه مشـهُورا
فَهُــم يطيــرونَ بـهِ سـُرورا
ولا تَـرى فـي شـُربهم تَقصيرا
ولا لصــفوِ عيشــهم تكـديرا
ولا لخُلـــقٍ منهُــمُ نَظيــرا
إلا رُحيَلاً منهــــم ســـكِّيرا
معربِـــداً موضــِّحاً شــِرِّيرا
مُــدَّعِياً للعلــمِ مُسـتعيرا
يـرومُ سـَعياً كاذبـاً مغرورا
وأن يكــونَ عالمــاً بَصـيرا
مُفَضـــَّلاً بعلمِـــهِ مــذكورا
غَمَزتُــهُ ولــم يكـن صـَبورا
فعـاذَ منِّـي هاربـاً مَـذعُورا
بمعشـــرٍ تحســَبهُم حميــرا
أشــد منهــم حُمقـا كـثيرا
لا ينطِقــون الـدهرَ إلا زُورا
حــتى إذا كَســّرته تكسـيرا
كـالليثِ لمـا ضَغمَ الخنزيرا
وَلّـى انهِزاماً خاسِئاً مدحُورا
معتَرِفـــاً بــذُلِّه مقهــورا
وكنـتُ قِـدماَ ضـيغَماً هصـُورا
معتَليـــاً لِقرنــهِ عَقُــورا
ومـا أخـافُ الزمـنَ العَثُورا
إذ كنـتُ بـالواثقِ مُسـتَجيرا
قـد عـزَّ مـن كـانَ له نَصِيرا
إمــامُ عَــدلٍ دَبَّـر الأمـورا
بِرأيــهِ ولــم يُـرِد مُشـِيرا
تـرى مـن الحـقِّ عليـه نُورا
تَقَبَّــلَ المهـديِّ والمنصـورا
وجــدَّهُ الأدنَـى تُقـىً وخِيـراً
وَرَّثــهُ المعتصـمُ التـدبيرا
فأصــبح الملـكُ بـه منيـرا
وأصـبح العـدلُ بـه منشـُورا
قـد أمِنَ الناسُ به المحظورا
إذا علا المنــبرَ والسـريرا
رأيـت بـدراً طالعـاً مُنيـرا
بَحـراَ تـرى الغَنِيَّ والفقيرا
يرجُــون منـه نـائلاً غزيـرا
واللــه لازلــتُ لـه شـكورا
لا جاحـدَ النُّعمـى ولا كَفُـورا
وكنــتُ بالشـُّكرِ لـهُ جَـديرا
إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، أبو محمد بن النديم.من أشهر ندماء الخلفاء، تفرد بصناعة الغناء، وكان عالماً باللغة والموسيقى والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام، راوياً للشعر حافظاً للأخبار، شاعراً له تصانيف، من أفراد الدهر أدباً وظرفاً وعلماً. فارسي الأصل، مولده ووفاته ببغداد، وعمي قبل موته بسنتين، نادم الرشيد والمأمون والواثق العباسيين. ولما مات نعي إلى المتوكل فقال: ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته.وألف كتباً كثيرة، قال ثعلب: رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب كلها سماعه. من تصانيفه:(كتاب أغانيه) التي غنى بها، و(أخبار عزة الميلاء)، و(أغاني معبد)، و(أخبار حماد عجرد)، و(أخبار ذي الرمة)، و(الاختيار من الأغاني) ألفه للواثق، و(مواريث الحكماء)، و(جواهر الكلام).