
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجـرت سـوابقُ دمعـكِ المهراقِ
لمـا جـرى لـك سـانحٌ بِفـراقِ
إن الظعائنَ يومَ ناصفِةٍ اللِّوَى
هـاجت عليـكَ صـبابةَ المشتاقِ
لـم أنسَ إذ ألمحنَنا في رِقبةٍ
منهــنَّ بِيـضَ تـرائبٍ وتَراقـيِ
وأشـَرنَ إذ وَدَّ ودَّعنَنا بأناملٍ
حُمــرٍ كهـدّابِ الـدِّمقسِ رِقـاقِ
وَرَمتـكَ هنـدٌ يومَ ذاكَ فاقصَدّت
بــاغرَّ عَــذبٍ بــاردٍ بَــرّاقِ
وتنفسـّت لمـا رأتـكَ صـباباةً
نفَسـاً تصـعَّد فـى حَشـىً خفّـاقِ
ولقـد حـذِرت فما نَجوتُ مُسلِّماً
حــتى صـُرِعتُ مصـارعَ العُشـاقِ
إن الخلافـةَ أثبَتـت أوتادَهـا
لمــا تحمَّلَهــا أبـو إسـحاقِ
ملـكٌ أَغـرٌّ يلـوحُ فـوقَ جَبينِه
نـورُ الخلافـةِ سـاطعَ الأشـراقِ
كُسـيَ الجلالَ مع الجمالِ وزانَهُ
هــديُ التُّقَـى ومكـارمُ الأخلاقِ
صـَحَّت عروقك في الجيادِ وإنّما
يجـري الجـوادُ بصـحَّةِ الأعراقِ
ذخرَ الملوكَ فكانَ أكثرُ ذُخرِهم
للملـكِ مـا جمعوا من الأوراقِ
وذخـرتَ أبنـاءَ الحروبِ كأنهم
أسـدُ العريـنِ علىمُتـونِ عِتاقِ
كـم من كريمةٍ معشرٍ قد أنكِحَت
بسـيوفهم قَسـراً بغيـرِ صـَداقِ
وعزيـزةٍ فـي أهلِهـا وَقطينها
قــد فــارقت بعلاً بغيـرِ طَلاقٍ
إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، أبو محمد بن النديم.من أشهر ندماء الخلفاء، تفرد بصناعة الغناء، وكان عالماً باللغة والموسيقى والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام، راوياً للشعر حافظاً للأخبار، شاعراً له تصانيف، من أفراد الدهر أدباً وظرفاً وعلماً. فارسي الأصل، مولده ووفاته ببغداد، وعمي قبل موته بسنتين، نادم الرشيد والمأمون والواثق العباسيين. ولما مات نعي إلى المتوكل فقال: ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته.وألف كتباً كثيرة، قال ثعلب: رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب كلها سماعه. من تصانيفه:(كتاب أغانيه) التي غنى بها، و(أخبار عزة الميلاء)، و(أغاني معبد)، و(أخبار حماد عجرد)، و(أخبار ذي الرمة)، و(الاختيار من الأغاني) ألفه للواثق، و(مواريث الحكماء)، و(جواهر الكلام).