
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هبــوا أَنَّ سـجني مـانِعٌ مِـن وِصـاله
فَمـا الخَطـبُ أَيضاً في اِمتِناع خَيالِهِ
نعــم لـم تنـم عَنـي فَيَطـرُقَ طَيفُـهُ
زَوالُ مَنــــامي علَّــــةٌ لِزَوالِـــهِ
فـدا الصـبّ مـن لـم يَنسـَهُ في بَلائه
وَيَنسـى اسـمه مَـن كانَ في مثل حالِهِ
وَمَـن صـارَ سـجني قطعـةً مِـن صـدوده
وَطُــول اِكــتئابي شـُعبةً مِـن ملالِـهِ
وَمَــن لَـم يَشـُب شـَهداً بسـمٍّ لِطـاعِمٍ
إِلـى أَن بَـدا لـي هجـره فـي دَلالـه
وَلــم تَــر عَينـي حاسـدين تَباينـا
عَلَيــهِ ســِوى قَلــبي وَتُـربِ نعـالِهِ
وَإِنـــي لأطـــويه حــذاراً وَإِنَّمــا
يُخـافُ اغتيـالُ الجـرحِ عِند اِندِمالِهِ
وَمــا أَربــي فـي أَن أصـرِّحَ باسـمه
كَفــاه مِــن التَّصـريح وَصـف جَمـالِهِ
أَلا بِــأَبي الغُصــنُ النَّضـيرُ وَإِنَّمـا
كنَيــتُ بِــهِ عَــن قَــدِّه وَاعتِـدالِهِ
فَــإِن فــاقَهُ حسـن الحَـبيبِ فَإِنَّمـا
أُقَــرِّبُ مــا أعنــي وجــود مثـالِهِ
وَمــا حُسـنُ هـذا الشـعر إِلا لنفثـةٍ
لَـهُ فـي فَمـي مِـن قَبـل قطـع وَصالِهِ
نَطقــت بِســحر عِنــدها غَيــر أَنَّـهُ
مِـن السـحر مـا لَـم يُختَلَف في حَلالِهِ
كَــذاكَ ابــن سـيرينٍ لنفثـة يوسـفٍ
تكلَّــم فــي الرؤيـا بمثـل مَقـالِهِ
أممتثــل فــي نَفثــة مِــن مَنـامه
فَمـا العُـذر بِاليَقظانِ عِندَ اِمتِثالِهِ
أَلا اصــرف إِلـى صـدغيك لحظـك كُلَّـهُ
وَدَع لَحظــه مُســتَغنياً عَــن نِصـالِهِ
تَــرى فيهمــا نَــونين عُطِّـلَ وَاحـدٌ
وَآخـــر مَعجـــومٌ بِنقطـــةِ خــالِهِ
مَحـا كاتب اليمنى دجى العجمةِ الَّتي
عَلى النون في اليُسرى بِحُسنِ احتِيالِهِ
لــدن حَلِيَــت بِـالعجمِ نُـونُ يَمينـه
وَعُطِّلَــت النــونُ الَّـتي فـي شـمالِهِ
وَيــا ســَيِّدي عَبــد رَجــاكُم مُعَـوِّلٌ
عَلَيكُــم وَلا يَجــري ســِواكُم بِبـالِهِ
وَهَـل يَسـتعينُ المَـرءُ فـي قُعـر هُوَّةٍ
لإِخراجِــــهِ إِلا بِــــأَقوى حِبـــالِهِ
هَــل أَبصــرتموه شــافِعاً بِســواكُمُ
وَأَقبِــح بعـد وَهـوَ فـي ضـيق حـالِهِ
وَمــا كــانَ إِلا فَــألُ سـَعدٍ وَأَحمَـدٍ
إِذا صــرَّح الــداعون أَيمــنَ فـالِهِ
وَإِذ صــارَ ســَعدٌ وَاِبنــه معقلاً لَـهُ
فَمـا العُـذرُ فـي إِطلاقِـهِ عَـن عقالِهِ
وَيـا عارِضـاً كَالعـارض الجون إِستجز
مِـن الفِكـرِ مـا أَعطـاكَ عنـدَ كلالِـهِ
لَئن أَصــبَحت مَجهــودَ ذهنـي بِشـعلة
فَكَـم قـالَ فيكُـم فَوقها في ارتِجالِهِ
قال الحميدي في جذوة المقتبس (كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون: فتح الشعر بكندة، وختم بكندة، يعنون امرأ القيس، والمتنبي، ويوسف بن هارون، وكانا متعاصرين .. وعمل في السجن كتاباً سماه كتاب الطير في أجزاء، وكله من شعره، وصف فيه كل طائر معروف، وذكر خواصه وذيل كل قطعة بمدح ولي العهد هشام بن الحكم، مستشفعاً به إلى أبيه في إطلاقه، وهو كتاب مليح سبق إليه، وقد رأيت النسخة المرفوعة بخطة ونسخت منها) ونبه المقري إلى أن في نسبة المتنبي إلى كندة القبيلة كلاما مشهورا، وقد ترجم الحميدي لابنه علي ترجمة مقتضبة ذكر فيها أنه كان شاعرا وأورد بيتا من شعره، نقلا عن ابن شهيد. وقال الفتح بن خاقان في مطمح الأنفس: (وكان هو وأبو الطيب متعاصرين، وعلى الصناعة متغايرين، وكلاهما من كندة، وما منهما إلا من اقتدح في الإحسان زنده وتمادى بأبي عمر، طلق العمرحتى أفرده صاحبه ونديمه، وهريق شبابه واستشن أديمه، ففارق تلك الأيام وبهجتها، وأدرك الفتنة فخاض لجتها، وأقام فرقاً من هيجانها، شرقاً بأشجانها، ولحقته فيها فاقة نهكته، وبعدت عنه الإفاقة حتى أهلكته، وقد أثبت من محاسنه ما يعجبك سرده، ولا يمكنك نقده) (1) كذا بالحاء وفي الصلة لابن يشكوال: (قال لي ابن مغيث: كان يلقب بأبي جنيش فنقل إلى الرمادي) وفي تاريخ الإسلام للذهبي: (وكان يُلقب بأبي جنيش ومنهم من يلقبه بأبي رماد) ورأيت في المواقع من كناه أبا جنيس، وأما البلوي في رحلته فكناه أبا الحجاج، وهو في (مصارع العشاق) للسراج القاري (أبو عمر يوسف بن عبد الله الملقب بأبي رمال) وذلك تصحيف، وفي نهاية الأرب للنويري والإحاطة للسان الدين الخطيب (الزيادي) مكان الرمادي، ونسبه الحميري إلى رمادة برقة، ولم يسم في (الروض المعطار) سوى رمادتين، بينما عرف ياقوت في معجم البلدان ب11 رمادة، ونسبه إلى رمادة قرطبة وهو الصحيح الذي يفهم من شعره، لاسيما القصيدة التي يقول فيها (اغتربنا أنت من بجانة وأنا مغترب من قرطبه)