
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
باسـم الـذي أُنزِلـت من عِندِه السُّوَرُ
والحَمــدُ للَّـهِ أمَّـا بَعـدُ يـا عُمَـرُ
إن كنـتَ تَعلَـمُ مـا تـأتي ومـا تَذَر
فَكُــن علـى حَـذر قـد يَنفَـعُ الحَـذَرُ
واصـبِر على القَدَرِ المَجلُوبِ وارضَ به
وإن أتــاك بِمَــا لا تَشـتَهِي القَـدَرُ
فَمــا صــَفا لامــرِئٍ عَيـشٌ يُسـَرُّ بـه
إلا ســـيتبَعُ يومـــا صــَفوَه كَــدَرُ
واسـتَخبِرِ النـاسَ عمّـا أنـت جَـاهِلُه
إذا عَمِيـتَ فقـد يَجلـو العَمَى البَصَرُ
قَـد يَرعَـوِي المـرءُ يوما بعد هَفوَته
وتحكُــم الجاهــلَ الأيــامُ والعِبَـرُ
إن التُّقَــى خَيــرُ زادٍ أنـت حـامِلُهُ
والــبرُّ أفضــلُ شــيءٍ نَــالَه بَشـَرُ
مَـن يَطلُـبِ الجَـورَ لا يَظفَـر بحـاجَتهِ
وطـالِبُ الحـقِّ قـد يُهـدَى لـه الظَّفَرُ
وفـي الهُـدَى عِبَـرٌ تَشفَى القلوبُ بها
كــالغَيثِ يَنضـِرُ عـن وَسـمِيِّه الشـَّجَرُ
وليـسَ ذُو العِلـم بـالتَّقوى كَجاهِلِها
ولا البَصــيرُ كــأعمَى مـا لـه بَصـَرُ
والرُّشــدُ نافلــةٌ تُهــدَى لصـاحِبِها
والغَـيُّ يُكـرَه منـه الـوِردُ والصـَّدَرُ
قـد يُوبِـقُ المـرءَ أمـرٌ وهـو يَحقِره
والشـيءُ يـا نَفـسُ يَنمَـى وهو يُحتَقَرُ
ورُبَّمـــا جـــاءني مــا لا أؤملُــه
وربَّمـــا فـــاتَ مــأمُول ومُنتَظَــرُ
لا يُشــبِعُ النفـسَ شـيءٌ حيـن تُحـرِزُهُ
ولا يــزالُ لهــا فــي غَيــرِه وَطَـرُ
ولا تــزالُ وإن كَــانت لهــا ســَعَةٌ
لَهَـا إلـى الشـيءِ لـم تَظفَر به نَظَرُ
وكـــلُّ شـــيءٍ لــه حــالٌ يغيِّــرُهُ
كمــا تُغَيِّــرُ لــونَ اللمّـةِ الغِيَـرُ
والــذِّكرُ فيـه حَيَـاةٌ لِلقُلُـوبِ كمـا
يُحيِـي البِلادَ إذا مـا مـاتَت المَطَـرُ
والعِلـمُ يَجلُـو العَمَى عن قلبِ صاحبِه
كمــا يُجلـي سـوادَ الظُّلمـةِ القَمَـرُ
لا ينفـعُ الـذِّكرُ قَلبـاً قَاسـِياً أبدَاً
وهَــل يَلِيـنُ لِقَـولِ الـوَاعِظِ الحَجَـرُ
والمَـوتُ جِسـرٌ لِمَـن يَمشـِي علـى قَدَم
إلــى الأمـور الـتي تُخشـَى وتُنتَظَـرُ
فهــم يَمُــرُّونَ أفواجــاً وتَجمَعُهــم
دَارٌ إليهــا يَصـيرُ البَـدوُ والحَضـَرُ
مَـن كَـان فـي مَعقِـل للحِـزرِ أسـلَمَه
أو كــانَ فـي خَمـرٍ لـم يُنجِـه خَمَـرُ
حتَّـى مَتَـى أنَـا في الدُّنيا أخو كلَفٍ
فـي الخـدِّ منـي إلـى لَـذَّاتِها صـَعَرُ
وَلا أرى أثَــراً للــذِّكرِ فــي جَسـَدي
والمـاءُ فـي الحَجَـرِ القاسي لَهُ أثَرُ
لَـو كَـانَ يُسـهِرُ عينـي ذِكـرُ آخرَتِـي
كَمَـــا يــؤرِّقُني لِلعَاجِــلِ الســَّهَرُ
إذاً لَــدَاويتُ قَلبــاً قـد أضـَرَّ بِـهِ
طُـولُ السـِّقَام ووهـنُ العَظـم يَنجَـبرُ
ما يَلبَثُ الشيءُ أن يَبلَى إذا اختَلَفَت
يَومـاً عَلَـى نَقضـِه الرَّوحَـاتُ والبُكَرُ
والمَـرءُ يَصـعَدُ رَيعَـانُ الشـَبَابِ بـه
وكُـــلُّ مُصـــعدَةٍ يَومـــاً ســتَنحَدِرُ
وكـــلُّ بيــتٍ خَــرَاب بَعــدَ جِــدَّتِه
ومـن وراء الشـبابِ المَـوتُ والكِبَـرُ
بَينَـا يُـرَى الغُصـنُ لَدناً في أرومَتِه
رَيَّــانَ أضــحَى حُطامــاً جَـوفُه نَخِـرُ
كَـم مِـن جَمِيـعٍ أشـتَّ الـدَّهرُ شـَملَهُمُ
وكــلُّ شــيءٍ جَمِيــع ســَوفَ يَنتَثِــرُ
ورُبَّ أصــيدَ ســَامِي الطَّــرفِ مُعتَصـِب
بالتَّــاجِ نِيرَانُــه لِلحَــربِ تَسـتَعِرُ
يَظَــلُّ يَفتَــرِشُ الــدِّيبَاجَ مُحتَجِبــا
عليـه تُبنَـى قِبَـابُ المُلـكِ والحُجَـرُ
قـد غـادرتهُ المَنَايـا وهـو مُسـتَلَبُ
مجَـــدَّلُ تَـــربُ الخـــدين مُنعَفِــرُ
أبَعــدَ آدمَ تَرجُــونَ البَقَــاءَ وَهَـل
تَبقَــى فــروعٌ لأَصــلٍ حيــن يَنعَقِـرُ
لهــم بيــوتٌ بِمُسـتَنّ السـُّيولِ وهـل
يَبقَـى علـى المـاءِ بَيـتٌ أُسـُّه مَـدَرُ
إلــى الفَنَــاءِ وإن طـالت سـَلامتُهم
مَصــيرُ كـلِّ بَنِـي أُنثَـى وإن كَثُـروا
إنَّ الأُمـورَ إذا اسـتقبلتَها اشـتَبَهَت
وفــي تَــدَبُّرِها التِّبيــانُ والعِبَـرُ
والمَـرءُ مـا عاشَ في الدنيا له أملُ
إذا انقَضــى ســَفَر منـا أتَـى سـَفَرُ
لَهَـــا حَلاوةُ عَيـــشٍ غَيــرُ دَائِمَــةٍ
وفـي العَـوَاقِبِ مِنهَـا المُـرُّ والصَّبِرُ
إذا انقضــت زُمَــرٌ آجالُهــا نَزَلـت
علــى مَنَازِلِهــا مِــن بَعـدِها زُمَـرُ
وليــسَ يَزجُرُكــم مــا تُوعَظُـونَ بِـهِ
والبَهــمُ يَزجُرهـا الرَّاعِـي فَتَنزَجِـرُ
أصــبَحتُمُ جَــزَرا للمــوتِ يَقبِضــُكم
كمـا البَهَـائمُ فـي الدنيا لها جَزَرُ
لا تَبطِـروا واهجُروا الدنيا فإنَّ لها
غِبَّـا وَخِيمـا وكفـرُ النعمـةِ البَطَـرُ
ثـم اقتَـدُوا بالأُلى كانوا لكم غُرَرا
ولَيــسَ مــن أُمَّــةٍ إلا لهــا غُــرَرُ
حتَّــى تكونـوا علـى مِنهَـاجِ أوَّلِكُـم
وتَصـبِروا عن هَوَى الدنيا كَما صَبَروا
مـا لـي أرى النـاسَ والدنيا مُوَلِّيةٌ
وكــلُّ حَبــلٍ عليهــا ســوف يَنبَتِـرُ
لا يَشـعُرونَ بِمَـا فـي دِينهـم نَقَصـُوا
جَهلاً وإن نَقَصـــت دُنيــاهُمُ شــَعَروا
مَـن عـاشَ أدرك فـي الأعـداءِ بُغيَتَـهُ
ومَــن يَمُــت فَلَــهُ الأيَّــامُ تَنتَصـِرُ
سابق بن عبد الله البربري الرقي.فقيه ومحدث وأحد شعراء الزهد في العهد الأموي أخذ الشعر عنه وتتلمذ له أبو العتاهية، من أهل خراسان، سكن الرقة، عرف بأبي أمية البربري وقد صحف الزبيدي صاحب تاج العروس اسمه بقوله (سابق بن عبد الله البرقي المعروف بالبربري) وترجم ابن عساكر لسابق البربري المحدث وسابق البربري الزاهد وتوهم أنهما ااثنان بينما هما شخص واحد.روى الذهبي أنه من موالي بني أمية وفد عى عمر بن عبد العزيز وله معه حكايات لطيفة .