
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُنـتُ في رُكن من الأَر
ضِ علـى مِقـدار فَهمي
مُفــرداً فيـه مُخَلّـىً
فارغـاً مـن كـل خَصم
فـدعَوا بي ثم قالوا
علــمٌ فـي كـل عِلـم
عَرَّضـــوني لِلبَلايــا
أَتَلَقّــى كــلَّ ســَهم
يا لقومي أَتبعوا في
قَصـدهم روحـي وَجِسمي
أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرج، أبو جعفر، المعروف بالذهبي: إحدى الشخصيات الاستثنائية في تاريخ العرب، وأحد من لوحق بسبب اتصاله بابن رشد لما أعلنت محاكمة ابن رشد، (1) نعته الباباني بفيلسوف الأندلس وبالغ في الثناء عليه كل من خبره، ووصف ابن سعيد ذلك بقوله في ترجمته في "الغصون اليانعة (الترجمة السادسة): (شيخ طلبة الحضر، العالم الجليل، الفيلسوف الشاعر النبيل، أبو جعفر أحمد بن عتيق بن جرح الذهبي البلنسي. أصله من بني جرج، البيت المشهور بقرطبة، انتقلوا بالفتنة إلى بلنسية. وكان في آبائه من اشتغل بالتذهيب فجرى عليه ذلك الوصف.وكل من وقفت منه على ذكره، في كتاب أو مشافهة، عظمه غاية التعظيم، وجعله أحق أهل عصره بالتقدم. وأبو الوليد الشقندي، من بينهم، شديد الغلو فيه، وهو أعلم الناس به لكثرة ملازمته إياه. سمعته مرة يقول: إن الكمال الإنساني إن جمع لإنسان فانه لم يعد ثلاثة:أرسطو، وابن سينا، وأبا جعفر الذهبي. وذكره في رسالة شعراء الأندلس الذين افتخر بمحاسن شعرهم على شعراء بر العدوة) ثم أورد ما حكاه أبو عمران الطرياني في الثناء عليه.. وما حكاه ابن حموية في رحلته إلى مراكش والتقائه به فيها، ثم ما حكاه أبو عمر في تاريخه (انظر الهامش رقم 1)وترجم له الزركلي في الأعلام قال: (فاضل أندلسي، من أهل بلنسية أصله من المرية. وتوفي بتلمسان في طريقه إلى إفريقية بجيش المغرب. له (الإعلام بفوائد مسلم)، و(حسن العبارة في فضل الخلافة والإمارة) وفتاوي ونظم). وفي الذيل والتكملة" ترجمة لوالده وفيها أنه (بلنسي نزل مراكش) وسماه (عتيق بن أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرج) قال: وكان عاقداً للشروط. وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي وفيات سنة (601) ترجمة لأبي جعفر قال (ويكنى أيضاً أبا العباس) وفيها (قال الأبار: أخذ القراءآت عن أبي عبد الله بن حميد، والعربية والآداب عن أبي محمد عبدون، ... ومهر في علم النظر، وكان أحد الأذكياء؛ له غوص على الدقائق. ....وتوفي في شوال وله سبع وأربعون سنة ... وكان من علماء الطب، ومات بتلمسان. وذكره تاج الدين بن حمويه، فقال: أبو جعفر أحمد بن القاسم بن محمد بن سعيد - كذا سماه - فقيه متقن. كان مقدماً على فقهاء الحضرة؛ لأنهم في تلك البلاد يميزون فقهاء الجند، فهم رؤساء ونقباء يراجعونهم في مصالحهم، وإليهم القسمة والتفرقة عليهم فيما يصل إليهم من وظائفهم، ولكل قوم منهم موضع مقرر للجلوس بدار السلطان، ولأكثرهم أرزاق مقررة على بيت المال؛ إذ لا مدارس هناك ولا أوقاف إلا أوقاف المساجد. وكان هذا الفقيه حسن السيرة مع أصحابه، مشتغلاً بمنافعهم، كثير المعارف، حسن الأخلاق، جالسته كثيراً. وله مشاركة في بعض الرياضي، ويقرئ الطب والحساب).وترجم له ابن فرحون (ت 799هـ) في "الديباج المذهب" قال: (أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرح بلنسي مروي الأصل أبو جعفر وأبو العباس الذهبي. تلا بالسبع على بن أبي عبد الله بن جعفر بن حميد. وروى عن أبي جعفر بن مضاء وأبي القاسم بن حبيش وأجاز له أبو الطاهر بن عوف. وكان أعلم أهل زمانه بالعلوم القديمة ماهراً في العربية وافر الحظ من الأدب متحققاً بأصول الفقه ثاقب الذهن متوقد الخاطر غواصاً على دقائق المعاني بارع الاستنباط. وقدمه المنصور للشورى والفتوى في القضايا الشرعية. وكانت الفتاوى في نوازل الأحكام تصدر عنه فتبلغ القاضي الحافظ أبا العباس بن جوهر الحصار فينسب كل فتوى إلى قائلها من أهل المذهب وكثر ذلك منهما فأنهى ذلك إلى أبي جعفر فقال: ما أعلم من قال بتلك الأقوال التي أفتى بها ولكني أراعي أصول المذهب فأفتي بما تقتضيه وتدل عليه. وكان يقضى العجب من حذق أبي جعفر وإداركه وجودة استنباطه ومن حفظ أبي العباس وإشرافه على أقوال الفقهاء وحضور ذكره إياها وكان العجب من أبي جعفر أكثر وقد قيد عنه من أجوبته على المسائل الفقهية وغيرها الكثير الحسن البديع. وتوفي بتلمسان سنة إحدى وستمائة).(1) ووصف ذلك أبو عمر في تاريخه فيما نقله عن ابن سعيد قال:(كان متفننا في العلوم، محيطا بكثير من الفلسفة، ووفاته في سنة إحدى وستمائة في سفرته مع الناصر إلى إفريقية. وكان ممن طلب في محنة أبى الوليد بن رشد، في مدة المنصور من أهل الفلسفة، فلم يوجد، فبلغه أنه في خدمة السيد أبي الحسن علي بن أبي حفص بن عبد المؤمن بغرناطة، فكتب له في أن يجمع له جمعا ويوفق بينهم حتى يلعنوه. (يعني يلعنون ابن الرشد) فلما وصله الكتاب وقف عليه أبا جعفر في خلوة. (يعني: أن السيد أبا الحسن أطلع أبا جعفر على الرسالة التي يطلب منه فيها أن يلعن ابن رشد) فقال أبو جعفر: ألا لعنة الله على الظالمين! فضحك السيد وقال: عجلت بالمكافأة يا أبا جعفر، وبدأتنا بما استحيينا أن نبدأك به، وبالله لقد يشق علي مقابلتك بما أنفذ به الأمر، لكن ليس من ذلك بد، وقد رأيت أن يكون على خلوة. فجمع خواصه ولعنوه بمكانه. فجعل يقول: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). وتلطف السيد في أمره والجواب عن مسألته. ثم إنه بلغ ذاك الغاية القصوى بالحضرة حتى قدم على طلبة الحضر، فصار من أخص الجلساء وأرفعهم منزلة عند المنصور، ثم عند الناصر.