
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعينَــىَّ جُــودَ بالـدُّمُوعِ السـَّواكِبِ
وَكونَــا كَــوَاهِى شــَنَّةِ مـع راكـب
فَـإِنَّ سـُرُورَ العَيـشِ قَـد حِيـلَ دُونَهُ
وَمَـا الشَّرُّ فِى الدُّنيَا بِضَربَةِ لاَ لازِبِ
وللأَزدِ فَــابكِى إِذ أُصـِيبَت سـَرَاتُهُم
فَقُبحــاً لِعَيــشٍ بَعـدَ ذلِـكَ خضـائِبِ
نُرَجِّــى خُلُــوداً بَعــدَهُم وَتَغُولُنَـا
غَــوَائِلُ مَــوتٍ أَو قِـرَاعُ الكَتَـائِبِ
وَكُنَّـا بِخَيـرٍ قَبـلَ قَتـلِ ابنش مِخنَفٍ
وَكُـلُّ امرِىـءٍ يَومـاً لَبَعـضِ المَذَاهِبِ
أَمَـارَ دُمُـوعَ الشـِّيبش مِن أَهلِ مِصرِهِ
وَعَجَّـلَ فِـى الشـُّبَّانِ شـَيبَ الـذَّوَائِبِ
وَقَاتَــلَ حَتَّــى مَــاتَ أَكـرَمَ مِيتَـةٍ
وَخَــرَّ عَلَــى وَجــهٍ كَرِيمـش وَحَـاجِبِ
عَشـــِيَّةَ حَــالَ الصــَّفُّ إِلاَّ عِصــَابَةً
مشـنَ الأَزدِ تَمشـِى بالسُّيُوفِ القَوَاضِبِ
فَيَـا عَيـنُ بَكِّـى مِخنَفـاً وَابنَ مِخنَفٍ
وَفُرســَانَ قَــومِى قُصــرَةً وَأَقَـارِبِى
وبُعــدَ جُبَــاةٍ فِــى أَرُومَـةِ بـارِقٍ
ولَيـسَ المَنَايـاَ مُرضـِيَاتُ المُعَـاتِبِ
فُجِعنَــا بِــهِ لا وَانِيــاً مُتَوانِيـاً
وَلا عَــاجِزاً عِنـدَ الأُمُـورِ النَّـوَائِبِ
وَلَــو ســُئِلَت مِنــهُ شـَنُوءَةُ فِديَـةً
لأَعطَـوا نُفُـوسَ القَـومِ بَعدَ الحَرَائِبِ
لِمَـن لا يَخَـافُ القَـومُ سـَقطَةَ رَأيِـهِ
إِذا زَاغَ أصـحَابُ الحُلـومِ العَـوَازِبِ
وسـَائِلُهُ مُعطَـى الجزِيـل ولَـم تَكُـن
تُهَيِّبُــهُ قِــدما عِظَــامُ المَــوَاهِبِ
وكَــان هَيُوبــا لِلفَــوَاحِشِ كُلِّهَــا
ولَيــسَ لأَبطــالِ الرِّجــال بِهَــائِبِ
ولــم يَـكُ مِمَّـن يَملأُ الـرَّوعُ صـَدرَهُ
إِذَا رَاغَ أَهـلُ الخِـبِّ رَوغَ الثَّعـالِبِ
وَإِيَـاسَ فَـابكِيهِ إِذا اشـتَجَرَ القَنَأ
لَـدَى الـرَّوعِ أَو كَلَّت رِقَاقُ المَضَارِبِ
وَحَــادَ رِجَــالٌ عَـن رَجَـالٍ وَأَبـرَزَت
نَوَاجِــذَهَأ يَــومَ الطِّعَـانِ مَرَازِبِـى
وَإِن ذُكِــرَ الحِلــمُ المُزَيِّـنُ أَهلَـهُ
فَمَـا الحِلـمُ عَنـهُ يَـومَ ذَاكَ بِغَائِبِ
وَكَـانَ زَعِيـمَ القَـومِ فِيمَـا يَنُوبُهُم
إِذَا عَــىَّ مَــن يَــومَ ذَاكَ بِغَــائِبِ
وَكَــانَ لَـهُ فِـى ذِروَةِ الحَـىِّ مَنصـِبٌ
وَلَيـسَ كَمَـن عَـضَّ الفِـرَا بِالمَشـَاعِبِ
وَلاَ خَامِــلٍ فِيهِــم إِذا مَـا نَسـَبتهُ
ولَكِنَّــهُ مِــن بَـارِقٍ فِـى الـذَّوَائِبٍِ
فلاَ وَلَـــدَت أُنثَـــى وَلاَ آبَ غَــائِبٌ
إِلَــى أهلِــهِ إن كـانَ لَيـسَ بِـآئِبِ
وَغَرقَــدَةَ القَـرمَ الَّـذِى بَـذ قَـومَهُ
غُلاَمـاً إِلَـى أَن شـَابَ غَيـرَ الأَكـاذِبِ
وَأَخصــَبَهُم رَحلاً وَفِـى السـَّفرِ عِصـمَةٌ
إِذَا كَانَ زَادُ القَومِ مَا فِى الحَقَائِبِ
وَآبَـــاهُمُ لِلضــَّيمِ حِيــنَ يُســَامُهُ
إِذَا قِيـدَتِ النَّـوكَى كَقَـودِ الجَنَائِبِ
وَمَـا اللَّيثُ إِذ يَعدُو عَلَى أَلفٍ فَارِسٍ
وَتَحــتَ هَـوادِى خَيلِهِـم ألـفُ نَاشـِبِ
مُــوَازٍ ولاَ عِــدلٌ لِعُــروَةَ إِذ غَـدَا
علـى صـَفٍّ صـِفِّينَ العَظيـمِ المَـوَاكِبِ
وَلاَ جُنـدَباً إِذ صـَالَ بالسـَّيفِ صـَولَةً
علـى سـَاحِرٍ فِـى حَافَـةِ السـُّوقِ لاَعِبِ
وَكــانَ أخَــا لَيــلٍ طَوِيـلٍ قِيَـامُهُ
إِذَا النَّـومُ أَلهَـى حُبُّـهُ كُـلَّ جَـانِبِ
وَقَيــسُ بـنُ عَـوفٍ فَانـدُبِيهِ بِعَـبرَةٍ
إِذَا الخَيـلُ جَـالَت بِالرِّجَـالِ عَصَائِبِ
وَإِن ذَهِلــت نَفســِى وَأَذهِـبَ دَاؤُهَـا
فمَـا دَاءُ نَفسـِى مِـن حَكِيـمٍ بِـذَاهِبٍ
حَمَــى صـَقعَبٌ تَحَـتَ اللِّـوَاءِ ذِمَـارَهُ
بِضــَربٍ كَـأَفوَاهِ اللِّقَـاحِ السـَّوَارِبِ
سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي.شاعر عراقي، يمانيّ الأصل. كان ممن قاتل المختار الثقفي (سنة 66 هـ) بالكوفة، وله شعر في هجائه. وأسره أصحاب المختار، وحملوه إليه، فأمر بإطلاقه في خبر طويل فذهب إلى مصعب بن الزبير، بالبصرة، ومنها إلى دمشق.ثم عاد إلى العراق مع بشر بن مروان والي الكوفة، بعد مقتل المختار. ولما ولي الحجاج بن يوسف العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففر إلى الشام، وتوفي بها.كان ظريفاً، حسن الإنشاد، حلو الحديث، يقربه الأمراء ويحبونه.وكانت بينه وبين جرير مهاجاة. وفي تاريخ ابن عساكر أنه أدرك عصر النبوة وشهد اليرموك.له (ديوان شعر-ط) صغير، حققه وشرحه حسين نصار.