
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبَـت عَيـنُ ابـنِ عَمِّـكَ أَن تَنَامَا
بِجِنــبِ الطَّـفَِّ وَاحتَـمَّ احتِمامَـا
وَقَــالَت عِرســُهُ مَــاذا بِعشــقٍ
ولَكِــن نَظــرَةٌ كــانَت غَرَامــا
صـَرفتُ الـوَجهَ عَـن نَظَـرٍ إِلَيهَـا
وَأَلقَـــت دُونَ ســُنَّتِهَا قِرَامــا
كِلاَنــا خَــائِفٌ يَخشــَى أَبَاهَــا
وطَعنــاً مِــن عشـِيرَتِهَا وَذَامـا
بَصــُرتُ بِهَــا تُكَلِّــمُ جَارَتَيهَـا
فَلاَ دَلا عَتَبـــــتُ ولاَ قَوَامَــــا
رَأيـــتُ غَمامَــةً فِــى مُســتَكِفٍّ
عَلَــت فــى عَـارِضٍ كَسـِفٍ جَهَامَـا
يُضـِىءُ دُجَـى الظَّلامِ بَرِيـقُ فِيهَـا
وتُبصــِرُ حِيـنَ تَبتَسـِمُ ابتِسـَامَا
أَقــاحِىَ قَــد تَصـَبَّبَ مِـن نَـدَاهُ
كَـــأَنَّ أصــُولَهُ عُلَّــت مُــدَامَا
كُمَيــتَ اللَّــونِ عَتَّقَهَــا عَظِيـمٌ
فَلَـم يَقـرَب لَهَـأ حِجَجـاً خِتَامَـا
تَنَاســَاهَا علــى طَــرَبٍ إِلَيهَـا
إِذا ذَكَــرَ المَشـَارِبَ والنَّـدَامَى
تُــدِلُّ بِحُســنِهَا وَسـطَ العَـذَارَى
وَتَســتَغنِى فَمَــا تَبغِـى لِثَامَـا
وَأردَافٌ تَنُـــوءُ بِهَـــا وخَصــرٌ
كَطَــىِّ الســِّبِّ يَنهَضـِمُ انهِضـَامَا
بِهَـا يلهُـو الضـَّجِيعُ إِذا تَعَألَى
وَغَـارَ النَّجـمُ فَـاقتَحَمَ اقتِحَامَا
وَأعيَــبُ شــَانِهَأ أَنِّــى هَيُــوبٌ
إِذا مَــا جِئتُ أَكتَتِـمُ اكتِتَامَـا
وَأَنَّ الـــرأسَ شـــَيَّبَهُ اطِّلاَعِــى
بِلاَدَ الحَـــربِ مُلبَســَةً قَتَامَــا
أُعَالِــجُ صــَعدَةً وَأَقُــودُ مُهـراً
طَوِيـلَ المَتـنِ يَسـتَوفِى الحِزَامَا
وَمَــن يَلـقَ الفَـوَارِسَ كُـلَّ يَـومٍ
أَطَـــاعِن أَو أَلاَزِمهُــم لِزَامَــا
وَكُنــتُ إِذا الهُمُــومُ تَكَنَّفَتنِـى
لِتُســهِرَنِى جَعَلــتُ لَهَـا نِظَامَـا
وَلَســتُ بِمُحــرزٍ مَــالِى بِنَــذرٍ
وَلَـو لَـم يُبـقِ لِـى أَبَداً سَوَامَا
وَلَســتُ أُرَشــِّحُ الأطفَــالَ مِنهَـا
لِيُــدرِكَ نَســلُهَا عَامـاً فَعَامَـا
وَلَكنِّـــى أُقـــولُ لِحَالِبَيهَـــا
أَشــِيعَا أنَّ فِــى مَـالِى ذِمَامَـا
وَأُقرِضــُها ابـنَ عَـمِّ إِن أَتَـانِى
وَأَقـرِى الضـَّيفَ أَعظَمَهَـا سـَنَامَا
وَخَلـــفٍ خَــالِفٍ أَصــبَحتُ فِيــهِ
يُـــذَكِّرُنِى حَيَـــاةً أَو حُلاَمَـــا
وَإخــوَانٍ فُجِعــتُ بِهِــم فَأُضـحِى
كَمَـــرُوحٍ بِـــهِ يَشــكُو كِلاَمَــا
وَقَـد أَحمِـى الحَقِيقَـةَ كُـلَّ يَـومٍ
وَتَحمــى الأَزدُ أنفِـى أَن أُرَامَـا
أنَــاسٌ يَــأمَنُ الجِيـرَانُ فِيهُـم
كَمَكَّـةَ مَـا تَمـسُّ بِهَـا الحَمَامَـا
وَمذحِـــجُ إِذ تَقَرُّبِهِــم جَمِيعــاً
رَأيــتَ قُــرُومَ مَـذحِجنَا عِظَامَـا
وَفِــى هَمـدَانَ ضـَربٌ حِيـنَ تُلقَـى
يُطِيــرُ مَعَاصــِماً وَيُبِيـنُ هَامَـا
وَإِن أَهتِــف بِكِنــدَةَ يــأتِ صـَفٌّ
تُطِــلُّ رِمَــاحُهُم مَلِكــاً هُمامَـا
وَمَــالى دُونَ خَثعَــمَ مِـن صـَدِيقٍ
إِذا الفَتَيَـاتُ أَخرَجـنَ الخِـدَامَا
وَإِن تَحضــُر بِجيلَــةُ يَـومَ بَـأسٍ
تُكَشــِّف عَــن مَنَـاكِبَى الزِّحَامَـا
وًَدَاعِــى الاَشــعَرِينَ إِذا دَعَـاهُم
مَنعنَــاهُ الجَوامِــعَ أَن يُضـَامَا
وَحِميَــرُ حِيــنَ يَبـدَؤُوهَا كَرِيـبٌ
تَكَـادُ أُنُوفُهَـأ تَجلُـو الغَمامَـا
وَغَســَّانُ الَّتِــى مَلَكَــت مَعَــداًّ
شــَآمِيَهَا وَمَـن يَرعَـى البَشـَامَا
وَلاَ تَـــترُك قُضــَاعَةَ إِنَّ فِيهَــا
لَنَـا الحَسـَبَ المُقَـدَّمَ وَالتَّمَامَا
وَلاَقِ بِحَضـــرَموتَ غَـــدَاةَ عِـــزٍّ
خِيَــارَ أُنَــاسِ مَحضــَرَةٍ غِشـامَا
جُــذَامٌ لَيــسَ مُحصــِيَها قَبِيــلٌ
إذَا دَاعِـى الصـّباحِ دَعَـا جُذَامَا
وَعَامِلَــةٌ الحُمَـاةُ وَمَـن يَرَاهُـم
يَـرَى الجُـردَ السَّوَاهِمَ وَالهِجَامَا
وَلَــو أَصـبَحتُ فِـى حَكَـمٍ مُقِيمـا
وَخَـفَّ الزَّحـفُ لَـم أَرهَـب أَثَامَا
وَخَــولاَنُ الَّتِــى لَــم تُعـطِ إِلاَّ
نَبِــىَّ اللــهِ إِذ صــَلَّى وَصـَامَا
وَحَــاءٌ لَــو رَأَيتَهُــمُ جَمِيعــاً
حَســِبتَ الغــابَ فَـوقَهُمُ إِجَامَـا
فَعُــدَّا مِثــلَ ذَا يَـابنَى نِـزَارٍ
وَذَاكَ عَلَيكُمَــا أَمســَى حَرَامَــا
وَلَــن تَجِـدَا مُلُوكـا فِـى نِـزَارٍ
وَآبَــــاءً كَآبَـــائى كِرَامَـــا
وَلَــو ســُئلَت بِلاَدُ الحَـربِ عَنَّـا
وَعَنكُــم إِذ تَصــادَمنا صــِدَامَا
عَلِمتُـــم أَنَّ كَيـــدَكُمُ ضـــَعِيفٌ
وَوَلَّـى الجَمـعُ فَـانهَزَمَ انهِزَامَا
كَمَــا كــانَت جُمُــوعُكُمُ تَــوَلَّى
إِذا مَــا أَبصـَرَت لَجِبـاً لُهَامَـا
تَظَــلُّ جِيَادُنَــا مِــن كُـلِّ وَجـهٍ
كَفِعـلِ الطَّيـرِ تَختَطِـفُ اللِّحَامَـا
تَـرَى الجُـردَ السّوَاهِمَ حِينَ تُعطَى
سـِجَالَ المَـاءِ تَقتَحِـمُ اقتِحَامَـا
وكُـــلَّ مُطَــارَةٍ خَفِــقٍ حَشــَاهَا
أَســَرَّت فِــى غَزَاتِهِــمِ وِحَامَــا
وَشـــَاعِرِ مَعشــَرٍ فِيــهِ طِمَــاحٌ
عَـنِ الشـُّعَرَاءِ كُنـتُ لَـهُ زِمَامَـا
يُخَــاطِرُ عَــن عَشــِيرَتِهِ خِطـاراً
وَيَكســـُو قَـــومَهُ حُلَلاً لِئَامَــا
جَنــى حَربــاً عَلَيــهِ ذَاتَ ضــُرّ
وَتَلقَــحُ ثُــمَّ يَنتِجُهَــا تَمَامـا
تَلَمَّـــسَ حُظــوَةً فَاَصــَابَ ذَمًّــا
وَعَــرَّدَ وَهِــىَ تَضـطَرِمُ اضـطرَامَا
تَرَكــتُ لِقَــومِهِ عَيبــاً مُبِينـاً
يَكُــونُ عَلَــى أُنُــوفِهمِ خِطَامَـا
وَقَــالَ أُنَاسـُهُ لَـم يُغـنِ شـَيئاً
عَلاَمَ قَـــذَفَت أَنفُســـَنَا عَلاَمَــا
تُعَــرِّضُ بِــامرِىءٍ فِيــهِ أنَــاةٌ
قَـديمِ العِيـصِ يَنتَقِـمُ انتِقَامـا
فَمَــاذَا يَبتَغِـى الشـُّعَرَاءُ مِنِّـى
وَقَــد قَســَّمتُ بَينَهُــمُ قَســَامَا
قَضــَيتُ قَضــِيَّةً فِيهِــم فَجَــازَت
بِهَا يُقضَى إِذا احتَكَمُوا احتِكَامَا
سراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي.شاعر عراقي، يمانيّ الأصل. كان ممن قاتل المختار الثقفي (سنة 66 هـ) بالكوفة، وله شعر في هجائه. وأسره أصحاب المختار، وحملوه إليه، فأمر بإطلاقه في خبر طويل فذهب إلى مصعب بن الزبير، بالبصرة، ومنها إلى دمشق.ثم عاد إلى العراق مع بشر بن مروان والي الكوفة، بعد مقتل المختار. ولما ولي الحجاج بن يوسف العراق هجاه سراقة، فطلبه، ففر إلى الشام، وتوفي بها.كان ظريفاً، حسن الإنشاد، حلو الحديث، يقربه الأمراء ويحبونه.وكانت بينه وبين جرير مهاجاة. وفي تاريخ ابن عساكر أنه أدرك عصر النبوة وشهد اليرموك.له (ديوان شعر-ط) صغير، حققه وشرحه حسين نصار.