
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مرقــص ضـاحك يحـف بـه البـش
ر ويغــدى فــي صـحنه ويـراحُ
مســتباح الحمـى وفيـه انـاس
كـل مـا فيـه عنـدهم مسـتباح
بعيـــون وكلهـــا نـــاظرات
لجســــوم وكلهـــا اكشـــاح
تتلظـى بالشـهوة البكـر آنـاً
واوانـاً تطغـي لظاهـا الرياح
فهــي طــوراً هياكــل وعظـام
مــن تــراب وتــارة اشــباح
وتراهــا صــحيحة وهـي مرضـى
وتراهــا الــداء وهـي صـحاح
تنجلـي للعيـون فـي ألـف لون
فهــي سـر ملقـى عليـه وشـاح
كمـن العهـر والقـذارة فيهـا
فهــي مغـدى للمغتـدي ومـراح
سـاطعات في النور تغري اناساً
فقدوا في الهوى نهاهم وساحوا
همهـم فـي الحيـاة اكـل وشرب
وغنــــاء وخمـــرة وســـفاح
أدلجـوا في الظلام فالعيش لهو
حــف بالبشـر والحيـاة مـزاح
دغلــوا فـي ضـلالهم وابـاحوا
فـي ربـوع الالهـام ما لا يباح
هــم صــدور دروعهـا غانيـات
ورؤوس خوذاتهــــا اقــــداح
والنسـيم العليـل تكمـن فيـه
قبلات والمــــاء خمـــر وراح
عجــبي بــالغ وحزنــي شـديد
لا نـــاس اتراحهـــم افــراح
نكبــوا فـي نفوسـهم وحمـاهم
وعلتهــم مــن الهـوان جـراح
انهـم يرقصـون كـالطير قط ال
رأس منـه وشـبحّ فيـه الجنـاح
مرقــص عــابث يعــج عجيجــاً
كــل مــا فيـه جلبـة وصـياح
غـاض مـاء الحيـاء فيه واضحى
كــل شـيء فـي جـوفه يسـتباح
جســـد داعــر وجلــد ســميك
دونـه فـي السـماكة التمسـاح
فيـه رفكـا وفيـه ليزا وليلى
وخزامـــى ونرجـــس واقـــاح
ان رقصـــن فرقصـــهن وثــوب
او تغنيــن فالغنــاء نبــاح
يتجنيـــن والتجنـــي ضــروب
تــارة محــرم وطــوراً مبـاح
إن ضـحكن يقطـرن سـماً زعافـاً
والابتســـامات عنــدهن ســلاح
صـادقات الخيـال يعرفـن ممـن
تُســـتغل الأمــوال والأربــاح
كـم تـردى فيهـن قتلـى وصرعى
وتلاقـــــت فــــي ســــاحهن
أيهـا المدلجون في حلكة اللي
ل نشـاوى اللـذات اين الرواح
اللــذاذات هــذه مــن هبـاء
وســـتعفي آثارهــا الاتــراح
وسـتغدون فـي القريـب ضـحايا
هــا ويتلــو توجــع ونــواح
قــد هــدمتم معـاقلا وحصـوناً
وأتحتــم للخصـم مـا لا يتـاح
خلـــق بــائد وجهــل عتيــد
وبلاد تعبــث فيهــا الريــاح
كـافحوا هـذه الميـول وثوبوا
طـاب فـي هذه الليالي الكفاح
ســخر المجـد منكـم والأمـاني
وعلــت صــفحة السـماء جـراح
وتـــوارت كـــواكب ونجـــوم
مـــن حيـــاة وضــجت الأرواح
حســبكم قــوم نشـوة وهيامـا
غـاب بـدر الـدجى ولاح الصباح
طالمــا انتـم اسـارى هـواكم
ليـس يرجـى لـذي البلاد نجـاح
مطلق بن عبد الخالق الناصري.شاعر فيه صوفية، وفي شعره فلسفة.من أهل الناصرة (بفلسطين) ولد وتعلم ابتدائياً بها، وأكمل تحصيله الثانوي في روضة المعارف بالقدس.وعمل في الصحافة محرراً ورئيساً للتحرير، وفي التدريس فكان مديراً لإحدى المدارس الوطنية بحيفا.قتل بحادث سيارة في حيفا. ودفن في بلده.له (الرحيل-ط) ديوان شعره، جمع وطبع بعد وفاته.