
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا للرجــال لجــرح ليــس يلـتئم
عمــر الزمــان وداء ليــس ينحســم
حــتى مــتى أيهــا الأقـوام والأمـم
الحـــق مهتضـــم والــدين مخــترم
وفيـــــء آل الرســــول مقتســــم
أودى هــدى النـاس حـتى إن أحفظهـم
للخيــر صــار بقـول السـوء لفظهـم
فكيــف تــوقظهم إن كنــت مــوقظهم
والنــاس عنــدك لا نــاس فيحفظهــم
ســـوم الرعــاة ولا شــاء ولا نعــم
يـا ليـت شـعري أيـدري مـن تعرقنـي
بعـــذله وبطـــوق الهـــم طــوقني
ونــام عـن ليـل أو صـابي وأقلقنـي
أنــي أبيــت قليــل النـوم أرقنـي
قلــب تصــارع فيــه الهـم والهمـم
ألقـى الليـالي وقـد آلـت غياهبهـا
أن لا تـــروح ولا تغـــدو كواكبهــا
بهمـــة يســـتبيح الهــم قاضــبها
وعزمــة لا ينــام الليــل صــاحبها
إلا علـــى ظفـــر فــي طيــه كــرم
قــالوا أيرضــى لــه عـادي منصـبه
بصـــون صــارمه الماضــي وســلهبه
فقلـــت كلا أمـــري غيـــر مشــتبه
يصــان مهــري لأمــر لا أبــوح بــه
والـدرع والرمـح والصمصـامة الخـذم
وســـابقات جيـــاد ليــس يفضــحها
مهارهـــا يــوم مجراهــا وقرحهــا
لنـــا ذراهــا وللأعــداء مــذبحها
وكـــل مــائرة الضــبعين مســرحها
رمــث الجزيــرة والخـذراف والعنـم
تـاللَه إن بنـي العبـاس قـد كفـروا
يـا ويلهـم نعـم البـاري وما شكروا
فكـم عمـود لفسـطاطا الهـدى كسـروا
يــا للرجــال أمــا اللَــه منتصـر
مــن الطغــاة ومــا للـدين منتقـم
تعرقــــوا آل حــــرب ف وجـــارهم
حرصـاً علـى الملـك لا أخـذاً بثـارهم
وأصــبحت خيفــة مــن صــر نــارهم
بنــو علــي رعايــا فــي ديــارهم
والأمــر يملكــه النســوان والخـدم
مفرقيـــــــن فلا دار مجمعـــــــةٍ
وخــــائفين فلا أمــــن ولا دعــــة
فكيـــف تعـــذب لصـــادين مشــرعةٌ
والأرض إلا عــــرى ملاكهــــا ســـعة
والمـــال إلا علــى أربــابه ديــم
يــا للحميــة هـذا الحـادث الجلـل
أيصـــبح العــل للأوغــاد والنهــل
وعـــترة المصــطفى والســادة الأول
محلئون فأصــــفى شــــربهم وشـــل
عنــد الــورود وأوفـى وردهـم لمـم
فقـــل لأعـــدائها اللائي تحاربهــا
علــى العلـى وهـو تـاج لا يناسـبها
ويزدهــي مــن حواهـا وهـم غاصـبها
للمتقيـــن مــن الــدنيا عواقهــا
وأن تعجــل منهــا الظــالم الأثــم
لقـد فشـا فـي بنـي المختـار نسكهم
كمـا نشـا فـي بنـي العبـاس إفكهـم
فقــال مــن كــان لا يحـويه سـلكهم
لا يطغيـــن بنــو العبــاس ملكهــم
بنــو علــي مــواليهم وإن رغمــوا
بنــوا نثيلــة لا واللَــه مـا لكـم
فخــر علــى معشــر كـانوا جمـالكم
لـــو أنقيتـــم وجــانبتم ضــلالكم
أتفخـــرون عليهـــم لا أبــا لكــم
حـــتى كــأن رســول اللَــه جــدكم
كـانوا بـدوراً بهـا الظلمـاء تنكشف
وأبحــراً بالنــدى راحاتهــا تكــف
فكيــف تحكــونهم والحــال مختلــف
ومــا تــوازن يومــاً بينكــم شـرف
ولا تســاوت بكــم فــي مــوطن قـدم
لـم يحـك سـفاحهم لـو جـانب الخطلا
زيــن الــورى كلهـم علمـاً ولا عملا
وليـــس منصــورهم كالبــاقرين علا
ولا الرشــيد كوسـى فـي القيـاس ولا
مـأمونكم كالرضـى لـو أنصـف الحكـم
أفاضـــل ربهـــم اللَـــه فضـــلهم
فاختــارهم للهــدى والعلـم حملهـم
وبالخلافـــة دون النـــاس يجلهـــم
قـام النـبي بهـا يـوم الغـدير لهم
واللضـــه يشـــهد والأملاك والأمـــم
فكــان مـا كـان مـن تضـييع واجهـا
بعــد النــبي ومـن تـأخير طالبهـا
إرثــاً وحقــاً ومـن تقـديم غاصـبها
حــتى إذا أصـبحت فـي غيـر صـاحبها
بــاتت تنازعهــا الـذؤبان والرخـم
مــا أحســنوا بــولي اللَــه ظنهـم
فضـــيعوها وقـــد كـــانت مجنهــم
وشـــاركوا حرهـــم فيهــا وقنهــم
وصـــيرت بينهـــم شـــورى كــأنهم
لا يعرفـــون ولاة الأمــر أيــن هــم
يــا ليــت شـعري لا يـدرون موقعهـا
أم لا يــرون بعيــن العقـل مطلعهـا
أم كافــل الملــة الغــراء ضـيعها
تــاللَه مــا جهـل الأقـوام موضـعها
لكنهــم ســتروا وجـه الـذي علمـوا
رياســـة أظهـــرت للنــاس خبثهــم
وأهلكـــت نســـل أقــوام وحرثهــم
فاجتــاحهم عــادل لـم يـرض مكثهـم
ثــم ادعاهــا بنـو العبـاس إرثهـم
ومــا لهــم قــدم فيهــا ولا قــدم
إذا تمــادى مجـال الفخـر وابتـدرت
بنــو علــي إلا الغايــات وافتخـرت
رأيــت منهــم زرافــات وإن كــثرت
لا يــذكرون إذا مــا بيعــة ذكــرت
ولا يحكـــم فــي أمــر لهــم حكــم
قـالوا لنـا الملـك حقـاً لا نجـانبه
يومـــاً وطـــالعه فينــا وغــاربه
ومــا ترعــرع فيهــم مــن يناسـبه
ولا رآهـــم أبـــو بكـــرٍ وصــاحبه
أهلاً لمـا طلبـوا منهـا ومـا زعمـوا
قــالوا الأئمــة كـانت غيـر غاصـبةً
خلافــــةً ثـــم ثنوهـــا بكافيـــة
دعــوى الــتراث سـهام غيـر صـائبةٍ
فهــل هــم مــدعوها غيــر واجبــةٍ
أم هــل أئمتهـم فـي أخـذها ظلمـوا
لقــد نشـرت علـى الـدنيا صـبابتكم
بغيـــاً وروعتــم فيهــا عصــابتكم
وكــم حملتــم علــى بعـد صـحابتكم
أمــا علــي فــأدنى مــن قرابتكـم
عنــد الـولاؤة أن لـم تكفـر النعـم
أولـــى أبـــاكم وصــنويه عطيتــه
فضـــلاً وقلـــده بـــالعفو منتـــه
وكــم حــدا لــذوي الأرحـام رحمتـه
أينكــر الحــبر عبـد اللَـه نعمتـه
أبــوكم أم عبيــد اللَــه أم قثــم
فكيــف جــازيتم عــن فعلـه الحسـن
بنيـه خيـر الـورى بالقتـل والمحـن
أيـا عبيـد الهـوى فـي السر والعلن
بئس الجــزاء جزيتـم فـي بنـي حسـن
أبـــاهم العلــم الهــادي وأمهــم
غــادرتم القـوم صـرعى فـي فنـائهم
وآيــة النــوح تتلــى فـي نسـائهم
واللَــه طــالب وتــر مــن ورائهـم
لا بيعـــة ردعتكـــم عــن دمــائهم
ولا يميــــن ولا قربــــى ولا ذمـــم
تركتـــم خيـــر أبنــاء لخيــر أب
فريســة المرهفيــن السـمر والقضـب
يـا أشـأم النـاس مـن عجـم ومن عرب
هلا صـــفحتم عــن الأســرى بلا ســبب
للصـــافحين ببـــدر عــن أســيركم
صــيرتم البغــي والعـدوان ديـدنكم
ولـــو تحريتــم الإحســان أمكنكــم
فأبعـد اللضـه فـي الأزمـان أزمنكـم
هلا كففتــم عــن الــديباج ألسـنكم
وعــن بنــات رســول اللَــه شـتمكم
تصــيح يــا غيــرة الإســلام زوجتـه
والفاطميــــات تبكيــــه وجثتـــه
تحــت الســياط فيــا للَــه حرمتـه
مــا نزهــت لرســول اللَــه مهجتـه
عـــن الســـياط فهلا نــزه الحــرم
أشكو إلى اللَه أقواماً ما قد اصطلمت
ذريـة المصـطفى ظلمـاً ومـا اجـترمت
إليــةً بالهــدى يــا عصــبة ظلمـتٍ
مـا نـال منهـم بنـو حـربٍ وإن عظمت
تلـــك الجـــرائر إلا دون نيلكـــم
أراذل قــــال ذو جهـــل يعظمهـــا
لقـــد ذكرتــم أمــوراً لا أســلمها
فقلــت والنفــس يشــفيها تكلمهــا
يــا جاهــداً فـي مسـاويهم يكتمهـا
غــدر الرشــيد بيحيـى كيـف ينكتـم
غــداة نــم بــه ذو إحنــةٍ عرفــت
فـي النـاس مـن عهـد آبـاء به سلفت
وحيــن ســاق يمينـاً بـالردى عصـفت
ذاق الزبيــري غـب الحنـث وانكشـفت
عــن ابــن فاطمـة الأقـوال والتهـم
ملكتمـــوا فجرحتـــم كــل جارحــةٍ
مـــن الهـــدى بســيوف أي جارحــة
يــا عصــبة للمعــالي غيـر صـالحة
كــم غـدرةٍ لكـم فـي الـدين فاضـحة
وكـــم دمٍ لرســـول اللَــه عنــدكم
خــالفتموا أمــره فـي الآل والخلـف
وقلتــم نحــن أهـل المجـد والشـرف
ونحـــن آل نـــبي بــالعهود وفــي
أأنتــم آلــه فيمــا تــرون وفــي
أظفــاركم مــن بنيـه الطـاهرين دم
إن القرابــة إن لــم تحفـظ الـذمم
وجودهــا عنــد أربـاب النهـى عـدم
يــا ممســكين بحبــل وهــو منجـذم
هيهـــات لا قربــت قربــى ولا رحــم
يومـــاً إذا نصـــت الأخلاق والشــيم
بـل القريـب الـذي لـم يكفر النعما
والأجنــبي الـذي لـم يحفـظ الـذمما
لـذاك يـا شـرحبيل فـي الـورى علما
كــانت مــودة ســلمان لــه رحمــا
ولــم يكــن بيـن نـوحٍ وابنـه رحـم
تلطخـــوا بــدم الهــادي وبضــعته
حرصـاً علـى الملك في الدنيا ورفعته
لــذاك يــا ويــل وغبــون بسـلعته
بـاءوا بقتـل الرضـا مـن بعد بيعته
وأبصــروا بعـض يـوم رشـدهم فعمـوا
فلا رعــى اللضـه منهـم أنفسـاً وردت
مـوارد الغـي إسـرافاً ومـا اقتصـدت
ولا ســقى اللَـه منهـم أربعـاً همـدت
يــا عصـبة شـقيت مـن بعـدها سـعدت
ومعشـراً هلكـوا مـن بعـد مـا سلموا
للَــه كـم مـن فـؤاد للهـدى جرحـوا
وزنــد شــر تحامـاه الـورى قـدحوا
قـوم أصـابوا لـواء الملك وافتضحوا
لا عـن أبـي مسـلمٍ فـي نصـحه صـفحوا
ولا الهــبيري نجــى الحلـف والقسـم
ولا لــواء الهـدى فـي أهلـه عقـدوا
ولا معــارج أربــاب العلــى صـعدوا
ولا وفــوا لــذوي الإخلاص مـا وعـدوا
ولا الأمــان لأزد الموصــل اعتمــدوا
فيــه الوفـاء ولا عـن عمهـم حلمـوا
وراكـــب صـــير الوجنــاء مدركــة
وخـــدها لبنـــي العبــاس مملكــة
نــاديته يــا وقــاك اللَـه مهلكـةً
أبلــغ إليــك بنـي العبـاس مألكـة
لا يــدعوا ملكهــا ملاكهــا العجــم
تبوؤهـــا فمــا أبقــوا لســائركم
إلا منـــابر تشــكو جــور جــائركم
تفــاخرون بهــا يــا ويـل فـاخركم
أي المفــاخر أمســت فــي منـابركم
وغيركـــم آمـــر فيهـــا ومحتكــم
أتفخــرون إذا مــا نــابت الخــدم
عنكـم بعقـد اللـوا والبـأس محتـدم
والعــرب تهــدر بالعصـيان والعجـم
وهـــل يزيــدكم فــي مفخــر علــم
وفــي الخلاف عليكــم يخفــق العلـم
كـم تـدعون العلـى يـا أيهـا الهمل
ومــا لكــم ناقــة فيهــا ولا جمـل
كيـــف الفخــار ولا علــم ولا عمــل
خلــوا الفخــار لعلاميـن إن سـئلوا
عنــد الســؤال وعـاملين إن علمـوا
يــزداد حلمهــم إن نــابت النــوب
منهــم وللعــود عــرف وهـو يلتهـب
شــم الأنــوف ملــوك أمرهــم عجــب
لا يغضــبون لغيــر اللَـه إن غضـبوا
ولا يضــيعون حكـم اللضـه إن حكمـوا
عــز يــرى منهــم أبعــد النظــرا
شـمس الضـحى ونجـوم الليـل والقمرا
ولا تــزال وســل عـن ذاك مـن خـبرا
تنشــى التلاوة فــي أبيـاتهم سـحرا
وفـــي بيــوتكم الأوتــار والنغــم
هــم الهــداة إذا زاغــت قلــوبكم
والمحســــنون إذا زادت ذنــــوبكم
نصـــيهم كـــل فضـــل لا نصـــيبكم
إذا تلـــوا آيـــة غنــى خطيبكــم
قـف بالـديار الـتي لم يعفها القدم
قلتــم لنـا إن تـاج الملـك فضـلكم
علــى بنــي أحمـد الهـادي ويجلكـم
فيـا عـداة الهـدى مـا كـان أجهلكم
منكــم عليــة أم منهـم وكـان لكـم
شــيخ المغنيــن إبراهيــم أم لهـم
وأي فخــر لقــوم مــا لهــم وطــر
إلا الســلاف وضــرب العــود والـوتر
بــل الفخـار لقـوم بالهـدى ظفـروا
مــا فــي منــازلهم للخمـر معتصـر
ولا بيـــــوتهم للشــــر معتصــــم
هـــم الأكــارم لا تخفــى مكــارمهم
ولا يهيــم بغيــر المجــد هــائمهم
ولا نشـــد علـــى ســـوء حيــازمهم
ولا تـــبيت لهــم خنــثى تنــادمهم
ولا يـــرى لهـــم قــرد لــه حشــم
وهـو بنـو المصـطفى إن كنـت تجهلهم
وأكــرم النــاس أعراقــاً وأفضـلهم
وإن تســل أيــن مغنــاهم ومـوئلهم
فــالركن والـبيت والأسـتار منزلهـم
وزمــزم والصــفا والحجــر والحـرم
إن الكتــاب الــذي مـا زال مرهفـه
يجنــي علــى كــل شــيطان ويتلفـه
تثنـــي عليـــه معــانيه وأحرفــه
وليــس مـن قسـم فـي الـذكر تعرفـه
إلا وهــم غيــر شــك ذلــك القســم
هــذا لثنــاء ومــا وفيــت مجـدهم
ولــو كتبــت بنــور العيـن حمـدهم
وقـــد تحققــت إن الفــوز عنــدهم
فلا أخــــاف إذا أمســـيت عبـــدهم
فالعبــد يســلم إن سـاداته سـلموا
صــلى الإلــه علــى أرواحهـم وسـقى
أجــداثهم مــن غـوادي فضـله غـدقا
مـا أومض البرق في الظلماء وانطبقا
عليـه جفـن الحيـا المنهـل واندفقا
دمــع الغمـام فبـات الرضـو يبتسـم
إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان المخزومي العاملي.ناظم مكثر. ولد بقرية الطيبة (من جبل عامل) ورحل إلى أصفهان فأقام 10 سنين وجاور بالنجف، وعاد فلجأ إلى دمشق وتوفي بها.جمعت منظوماته في (ديوان-خ) قال جامعها إن كثيراً منها يحتاج إلى التهذيب.من مؤلفاته: (الصراط المستقيم) في فقه الشيعة، و(الجامعة النضيدة ) منظومة في الكلام والأصول.