
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـهم رمـى كبـد الهـدى فأصابا
مـذ قيـل مهـدي الخليقـة غابا
نبــأ بـه صـك النعـي مسـامعي
فأصــمها حيــث النعـي أهابـا
فســألت عنــه راجيـاً بتـوهمي
ذاك النعــي مماريــاً كــذابا
حـتى سـمعت مـن المعالي نوحها
لبســت عليــه للحـداد ثيابـا
أودى بمهــدي الخليقــة صـرفه
ورمـى بـه قلـب الهـدى فأصابا
غيـث أطـل علـى العبـاد برحمةٍ
لــوليه وعلـى العـداة عـذابا
كالعـارض المـدرار خـف بـودقه
فسـرت إلـى ريـح الصبا انجابا
ورواق عــز فــوق ديــن محمـد
وعلــى رؤوس المـارقين شـهابا
أمسـى وقـد حلـت عـراه وقوضـت
أيـدي الـردى عن ربعه الأطنابا
يــا راحلاً عنــا وخلــف جـذوةٍ
تـوري الجوانـح بعـده الهابـا
يـا بحـر علـم مـا ولجت علومه
إلا ولجـت مـدى الزمـان عبابـا
وصـدعت عـن وحـي عليـك نزولـه
لا عـن هـوى فيمـا نطقـت صوابا
وكشـفت عـن ديـن النـبي محمـدٍ
ظلمـاً ولـم تبـق بهـا مرتابـا
يـا نـور مشكاة العلوم وبدرها
يـا مـن كشفت من الرموز صعابا
فلقـد أراني الدهر فيك عجائباً
والـدهر يقـذف لـم يزل إعجابا
مـا كنـت أعرف قبل ذاتك جوهراً
بهـر العقـول وحـتير الألبابـا
مـا كنـت أعـرف قبل نعيك جملةً
أرخـت علـى وجـه البيان نقابا
مـا كنـت أعرف قبل رزئك حادثاً
أولـى البريـة وقعـه استغرابا
مـا كنت أحسب قبل نعشك أن أرى
الأيـدي تقـل على الرؤوس هضابا
مـا كنـت أحسب قبل قبرك مرقداً
أمسـى لمصـقول الغـرار قرابـا
جــدثاً تضـمن بحـر علـم زاخـرٍ
أنــى أحيــط بسـاحليه عبابـا
أم كيـف ضـم مكارمـاً ومعالمـاً
أربـت علـى عـدد الرمال حسابا
سـطعت كأمثـال النجوم فكيف قد
أرخــى علــى أنـوارهن حجابـا
يـوم بـه المهـدي قـوض ظاعنـاً
فتحـت يـداه إلـى الحوادث باب
قــد كـان عـزّاً للغـري وأهلـه
يــولي ويلــوي نـائلاً ورقابـا
ذا عزمـةٍ لـو كـان مارس بعضها
الحجـر الأصـم أو الحديد لذابا
وخطابـة ترضـي الحضـور خطابـةً
ومخاطبــات تــؤنس المحرابــا
قـد كـان في حالين طوراً باكياً
متضـــرعاً أو باســماً وهابــا
حـتى ثنـى عزمـاً وراح معانقـاً
حــوراً ســررن بوصـله أترابـا
وأقــام جعفــر مفخـرٍ لرياسـةٍ
قـد ردهـا بعـد المشـيب شبابا
كـالغيث يخلفـه الربيـع وغيره
كالنـار تعقـب إذا تشـب ترابا
خطبتـه حالية العلى وكم اغتدى
أهــل النهـى لجمالهـا خطابـا
حـبر كـأن العلـم يطلـب صاحباً
فاختـــاره وإلـــى علاه آبــا
قـــرم أتـــاه فضــله متنقلاً
عــن نــور أصـلاب زكـت أصـلابا
فلـه العـزا عمـن مضـى لسبيله
فـي فتيـةٍ منـه زكـوا أحسـابا
وكذا الأمين أخوه والمولى الذي
هـدأ الضـمير بـه ونفسـاً طابا
وبأســرةٍ مــن آل جعفـرٍ كلهـم
أمسـوا لمعـروف النـدى أربابا
يـا آل جعفـرٍ أنتم القوم الألى
ملكـوا من الفضل المبين نصابا
ولاكــم أمــر الأنــام إلهكــم
وبنـى لكـم فـوق السماء قبابا
لـم أحصـكم ذكـراً ولم أحص لكم
مــدحاً ولـو أوسـعتها إسـهابا
قصـر الثنا عنكم ولم أبلغ وما
قصــرت لمــا أن قصـرت خطابـا
حيـا الحيـا بالعفو روضة جدكم
إذ قـد قـوت مـن ولـده نوابـا
وضـرايحاً فيهـا ثـوت مـن آلـه
أسـد قـد اتخذوا الصفايح غابا
صـلى الإلـه عليهـم مـا أشـرقت
شـمس ومـا بـدر بـدا أو غابـا
وإلـى ضـريح حلـه المهـدي مـن
صـوب الرضـا سـاق الإلـه سحابا
مـذ عيبـوه بـه عيانـاً قلت في
تــأريخه المهـدي صـدقاً غابـا
أحمد بن حسن بن علي بن نجم الرباحي السعدي الشهير بقفطان.عالم جليل، وشاعر شهير، يكنى بأبي سهل.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه وجلّة من علمائها الأجلة.كان آية في الذكاء والحفظ، وكان أصمّاً، ولكنه يفهم المراد لأول وهلة.توفي في النجف ودفن فيها.