
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا كنـت أحسـب أن نعشـك ينقـل
مــن أرض فــارسَ للغــريِّ ويحمـل
حـتى رأيتـك فـوق أكتـاف الـورى
فكأنمـــا رضــوى تقــل ويــذبل
والنــاس تقفــوه كيــوم زفـافه
هــذا لــه ولــه وذلــك يعــول
اللَـه أكـبر يـا زمـان أمـا ترى
متعتبـــاً أو مـــذنباً تتنصـــل
ألـوي فلا ألـوي الـردى فـي باقر
فالمجــد ألـوى والسـنام الأطـول
أخنى على الشرف الرفيع به الردى
عمــداً وأخــرس للمعــالي مقـول
ألــوي فللعليــاء قلــب بعــده
كلـــف وطــرف بالســهاد موكــل
بــدر تطلــع فــي سـماء كمـاله
شــرفاً وهــالته الفخـار الأمثـل
ســاروا بــه فــي نعشـه ينـدبه
مــن خلفــه شــجواً مكـارم ذهـل
يــا راحلاً جلــدي عليــه راحــل
ومقوضــاً صــبري بــه المتحمــل
مـا كنـت أحسـب قبل نشعك أن أرى
رضـوى علـى أيـدي الخلايـق تنقـل
مـا خلـت أن جديـد أيـام الهـدى
تبلــى ورونقهــا يحــول وينصـل
كلا ولا العليـــا يقــوض ركبهــا
عـن أهلهـا حـتى احتـواك الجندل
أودعـت فـي كبـد المكـارم قرحـةً
هيهــات نرجــو برءهــا ونؤمــل
لــولا الإمــام المســتجار بعـزه
حـامي الذمار لدى العثار الموئل
علامــة العلمــاء والبحـر الـذي
منــه يمــد لكــل خيــرٍ جــدول
هــو حــارس الإسـلام راصـدٌ ثغـره
فيــه يــرد مـن الضـلال الجحفـل
إن عـد أهـل العلـم فهـو عليمهم
أو قـام سـوق الفضـل فهـو الأفضل
يـا ابـن الميـامين الذين تودهم
وبفضــلهم نطـق الكتـاب المنـزل
وبمـــدحهم قــد فصــلت آيــاته
وإليهــم أمــر الشــريعة موكـل
إن لـم تكـن فينـا نبيـاً مرسـلاً
فكفــاك فخــراً أن جــدك مرســل
يا ابن الرضا صبراً فمثلك إن دهت
فـي النـاس قارعـة النوائب موئل
ولـك العـزا ببنـي التقـي محمـد
هــذا النقـي علـي فهـو الفيصـل
انظــر لـه فهـو الفريـد بفضـله
مــن بيهــم لـو أنصـف المتأمـل
صـح بالعفـاة لربعـه فهـو الـذي
مـن بحـره الزخـار سـاغ السلسـل
قــد شــد أزراً فـي أخيـه محمـد
حــبرٌ بــه أصــل العلـى متأصـل
هـذا نـراه لـدى الشـدائد مفزعاً
وبــذا أحــاديث الفضـائل تنقـل
فيهـم ورهطـح للـورى وبـك العزا
يـا مـن بكـم خـبر العلى لا يجهل
ولأنـــت فينــا حجــةٌ لا يبتغــي
قصــداً ســواك ركـاب قصـد يرقـل
ولأنــت أنــت كفيــل كـل فضـيلةٍ
يـا ابـن الرضا لو أعوز المتكفل
وخضـــم بحــرٍ غيــر أن عبــابه
للــواردين عليــك عــذب منهــل
وعلـى علومـك أجمـع العلماء فال
إجمـــاع منقــولٌ بهــا ومحصــل
فلـك البقـا وشـقيقك السامي علا
متــأخر فــي الــذكر وهـو الأول
مــولىً إذا دهـم الشـريعة مشـكل
فبعلمـــه ينجــاب ذاك المشــكل
يـا مـن يحـاول للحسـين مراتبـاً
أقصــر فــاك طلاب مــا لا يعقــل
يــا سـادة بحـر العلـوم أحلكـم
فضــلاً لــه فيــه الثريـا منـزل
وهـو الـذي أذكـى مصـابيح الهدى
قــدم الضــلال بلمعهــا يـتزلزل
وكـذاك أنتـم يـا مصـابيح التقى
نــص بكــم خـبر العلـى لا مجمـل
فلنــا وإيــاكم ببحــر علومهـا
صـبراً إذا دهـم الزمـان المـذهل
هـو ذا علـي بـن الرضـا مولى له
طــرف ترعــى المــؤمنين موكــل
المســتقل مـن الرياسـة فـي ذرى
شـــماء لا يســـطيعها المتوغــل
جــار علــي سـنن النـبي لسـيرة
العلمــاء مــن آبــائه متقبــل
يـا نـور مشـكاة العلـوم بنـورك
الـــدري بـــأن محــرم ومحلــل
دهـش الفـؤاد فجـاء نظمـي آخـراً
والعهـــد أن بــديع نظمــي أول
أصـــفيتك الإخلاص صــدقاً لا أنــا
متخلــــف عنــــه ولا مســـتبدل
لا زلــت فينــا نعمــة موصــولة
ممــــدودةً أبـــداً فلا تتحـــول
وســلمت مرجــوّاً لروعــة ضــارع
أبــداً وللعليــا عليــك معــول
يــا راحلاً تــرك المكـارم خلفـه
يجــري لهــن عليــه دمـع مسـبل
قـد قلـت إذ شـاهدت نعشك والورى
مـــن خلفـــه فمكـــبر ومهلــل
مـن بعـد عـامٍ مـا حسـبت مؤرخـا
قصــداً بنعشــك مـن بعيـد تحمـل
أحمد بن حسن بن علي بن نجم الرباحي السعدي الشهير بقفطان.عالم جليل، وشاعر شهير، يكنى بأبي سهل.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه وجلّة من علمائها الأجلة.كان آية في الذكاء والحفظ، وكان أصمّاً، ولكنه يفهم المراد لأول وهلة.توفي في النجف ودفن فيها.