
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أأنســى يــوم مصـر والبلايـا
تطــاردني ولا ألقــى معينــا
فكنـتَ الغـوثَ فـي يـوم كريـه
أخـاف الشـهم والحبر السمينا
مُـدحنا فيـه فـي إشـراق شـمس
فلمــا جــاء مغربــه هُجينـا
وهـل أنسـى هجـوم الجند عمراً
بلا علــم وقــد كنــا فجينـا
أحـاطوا بـي وسـدوا كـل بـاب
وصـرنا بيـن أيـدي الباحثينا
وكــان السـطح مملـوءاً بجنـد
وخلـف الـبيت كم وضعوا كمينا
فـأدركت الوحيـد وكـان صـيداً
قريبـاً مـن فخـاخ الطالبينـا
وأرشــدتَ النـديم إلـى مكـان
رآه بعـــد حيرتـــه مكينــا
وأعمــى اللَـه عنـا كـل عيـن
وكنـــا للعســاكر ناظرينــا
وصــرنا فـوق سـطح فيـه علـو
يحطــم هاويــاً منــه متينـا
فلـم أرهـب وثـوبي مـن طمـار
ولــم أنظـر شـمالاً أو يمينـا
ويـوم الغيـظ كنـتَ لنا مجيراً
بســطوته مـن البلـوى حمينـا
فقــد كنــا بلا ســتر يرانـا
أمـام العيـن كـل القاصـدينا
وكــم ســرنا بلا خـوف جهـارا
ركبنا الخيل أو جئنا السفينا
وإنــي الآن فــي خطــب عظيـم
أرى فـــي طيِّــه داء دفينــا
أتانــا مخـبرٌ عـن قـوم سـوء
أرادوا وصـــفنا للحاكمينــا
وخــاف الضـُّرَّ أحبـابي جميعـاً
وقـالوا بالوشـاية قـد رمينا
فعجـــل بالرحيــل بلا تــوان
ولا تخــبر صــديقاً أو خـدينا
فــأدرك يــا أبـى نجلا دهـاه
مـن الأهـوال ما يوهى البدينا
فمـا خفـت المنـون ولا الأعادي
نعـم خفـت انشـراح الشامتينا
فســرتُ الليـل يصـحبني ثبـات
لِخِــلّ نحــو منزلــه دُعينــا
ورافقنــي خليــل كــان قبلا
يــوافي حيــن كنـا ظاهرينـا
وأدركنـا القطـار بغيـر خـوف
وكنـــا بالثيــاب منكرينــا
وألقـى اللَـه ستر الحفظ فضلاً
فلـم ترنـا عيـون المبلسـينا
وكــان الخـل منتظـراً قـدومي
بخيـــل أوصــلتنا ســالمينا
ونجّـى اللَـه بعـد اليأس عبدا
يـرى الرحمـنَ خيـر المنقذينا
عبد الله بن مصباح بن إبراهيم الإدريسي الحسني.صحافي خطيب، من أدباء مصر وشعرائها وزجاليها. يتصل نسبه بالحسن السبط، ولد في الإسكندرية، وشغل بعض الوظائف الصغيرة، وأنشأ فيها الجمعية الخيرية الإسلامية.وكتب مقالات كثيرة في جريدتي (المحروسة) و(العصر الجديد) ثم أصدر جريدة (التنكيت والتبكيت) مدة، واستعاض عنها بجريدة سماها (الطائف) أعلن بها جهاده الوطني.وحدثت في أيامه الثورة العرابية، فكان من كبار خطبائها، فطلبته حكومة مصر، فاستتر عشر سنين. ثم قبض عليه سنة 1309هـ، فحبس أياماً، وأطلق على أن يخرج من مصر فبرحها إلى فلسطين، وأقام في يافا نحو سنة، وسمح له بالعودة إلى بلاده، فعاد واستوطن القاهرة.وأنشأ مجلة (الأستاذ) سنة 1310هـ. ونفاه الإنكليز ثانية، فخرج إلى يافا، ثم إلى الأستانة، فاستخدم في ديوان المعارف ثم مفتشاً للمطبوعات في (الباب العالي) واستمر إلى أن توفي فيها.له: (الساق على الساق في مكابدة المشاق-ط)، و(كان ويكون-ط)، و(النحلة في الرحلة-ط)، و(المترادفات -ط) وديوانان،وروايتان تمثيليتان هما (العرب) و (الوطن) ونسب إليه كتاب (المسامير-ط) في هجاء أبي الهدى الصيادي.