
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أطعـت الهـوى فيهـم فعاصـاني الصبر
فهـا أنـا مـالي فيـه نهـي ولا أمـر
أنســت بهــم سـهل القفـار ووعرهـا
فمــا راعنــي منهــن سـهل ولا وعـر
أخــا ســفر ســيان اغتنــم السـرى
مـن الليـل تغليسـاً إذا عـرس السفر
بذاملــة مــا أنكــرت ألـم الجـوى
ومــا صـدها عـن قصـدها مهمـه قفـر
يضــيق بهــا صــدر الفضـا فكأنهـا
بصــدر مــذيع عـي عـن كتمـه السـر
تحــــن إذا ذكرتهــــا بـــديارهم
حنيــن مشــوق هــاج لـوعته الـذكر
وشــــملالة أعــــديتها بصـــبابتي
إذا هاجهــا شــوق الـديار فلا نكـر
أروح وقلـــبي للواعـــج والجـــوى
مبـاح وأجفـاني عليهـا الكـرى حجـر
وأحمــــل أوزار الغـــرام كـــأنه
غـرام بـه ينحـط عـن كـاهلي الـوزر
وكــم لـذلي خلـع العـذار وإن يكـن
لحــبي آل المصــطفى فهـو لـي عـذر
علقــت بهــم طفلاً فكــانت تمــائمي
مـــودتهم لا مـــا يقلــده النحــر
ومــازج دري حبهــم يــوم سـاغ لـي
ولـولا مـزاج الحـب مـا سـاغ لـي در
نعمـــت بحـــبيهم ولكـــن بليــتي
بينهـــم والـــبين مطعمـــه مـــر
ونـــائين تــدنيهم إلــى صــبابتي
فعـن أعينـي غـابوا وفـي كبدي قروا
فمــن نـازح قـد غيـب الرمـس شخصـه
ومـن غـائب قـد حـان من دونه الستر
أطـال زمـان الـبين والصـبر خـانني
ومـا يصـنع الولهـان إن خانه الصبر
إلام وكـــم تنكــى بقلــبي جراحــة
مـن الـبين لا يـأتي علـى قعرها سبر
فكــم ســائل عنــه تســيل مـدامعي
بتــذكاره وكفــا كمـا يكـف القطـر
فيـــا ســائلاً ســمعاً لآيــة معجــز
بآيـــاته لا مــا يزخرفــه الشــعر
إذا رضـت صـعب الفكـر تهدي فقد كبا
لعـاً لـك فـي دحـض العثار بك الفكر
فمـا الحجـر فـي التقليـد إلا حجارة
وليـس بغيـر الجـد يصـفو لـك الحجر
لتـدرك فيـه الحسـن والقبـح مثل ما
يحــس بحــس الـذائق الحلـو والمـر
فـان قلت بالعدل الذي قال ذو النهى
بــه ولــه يهــدي بمحكمــه الـذكر
ودنـــت بتنزيـــه الإلـــه وانـــه
غنــي فلا يلجيــه فــي فعلــه فقـر
وجــانبت قــول الجـبر علمـاً بـأنه
ينـوب اصـول الـدين مـن وهمـه كسـر
وأقـــررت لِلّـــه اللطيـــف بــأنه
حكيــم لــه فــي كــل أفعـاله سـر
وأوجبـــت بــاللطف الإمــام وانــه
بـه مـن عصـاة الخلـق ينقطـع العذر
وعـاينت فيمـن مـات فهـو لذي الحجى
شــفاء إذا أعيــى بـأدوائه الصـدر
تؤســس بنيـان الصـواب علـى التقـى
ويطلـع مـن افـق اليقيـن لـك الفجر
وفـي خـبر الثقليـن هـاد إلـى الذي
تنــازع فيـه النـاس والتبـس الأمـر
إذا قــال خيـر الرسـل لـن يتفرقـا
فكيـف اذن يخلـو مـن العنـزة العصر
ومـــا ان تمســكتم تنبيــك إنهــم
هـم السـادة الهـادون والقادة الغر
ولمـا انطـوى عصـر الخلافـة وانتهـى
فلــف بســاط العـدل وابتـدأ الشـر
وزاد يزيــد الــدين نقصــا وبعـده
دهـى بالوليـد القـرد أم الهدى عقر
تنـادي لإحيـاء الهـدى عنـزة الهـدى
فمــا عــاقهم قتــل ولا هـالهم ضـر
وكـم بـذلوا في الوعظ والزجر جهدهم
ولــم يجـد بالغـاوين وعـظ ولا زجـر
وكــم نــدبوا لِلّــه ســراً وجهــرة
وقـد خلصـا منهـم لـه السـر والجهر
إلـى أن تفـانوا كـابراً بعـد كـابر
ومــا دولــة إلا وفيهــا لهـم وتـر
ولا مثــل يــوم الطــف يـوم فجيعـة
لــذكراه فـي الأيـام ينقصـم الظهـر
يــذيب سـويدا القلـب حزنـاً فعـاذر
إذا سـفحت مـن ذوبهـا الادمع الحمر
ومـذ اعـذروا بالنصـح لِلّـه والـدعا
إليــه وآذان الــورى صــكها وقــر
وشـاء إليـه العـرش ان يعضـد الهدى
ويظهــر مــن مكنــون اسـمائه وفـر
تـــألب احـــزاب الضـــلال لقتلــه
عصـائب يغريهـا بـه البغـي والغـدر
وهمــوا بـه خبطـا كموسـى وجـده ال
خليــل فأضــحى ربــح همهـم الخسـر
فأغشـــاهم عنـــه وغشـــاه نــوره
وكــانوا بمـا همـوا لجـدهم العـثر
وقـــام لخمـــس بالامامـــة آيـــة
كعيســى ويحيــى آيــة ولـه الفخـر
إذا أم معصـــوم مـــن الآل زاخـــر
مـن العلـم لا سـاجي العبـاب ولا نزر
وكـــان كـــداوود فســل هيثميكــم
أهــل بعــد هـذا فـي امـامته نكـر
وغــاب بــأمر اللَــه للأجــل الـذي
يــراه لــه فـي علمـه ولـه الجهـر
وواعــده ان يحيــى الــدين ســيفه
وفيــه لآل المصــطفى يــدرك الـوتر
ويخــــدمه الأملاك جنــــداً وانـــه
يشــد لــه بـالروح فـي ملكـه الأزر
وان جميــــع الأرض ترجـــع ملكـــه
ويملؤهــا قســطاً ويرتفــع المكــر
وان ليـس بيـن النـاس مـن هـو قادر
علــى قتلــة وهـو المؤيـده النصـر
فـــأيقن ان الوعـــد حـــق وانــه
إلـى وقـت عيسـى يسـتطيل لـه العمر
فســلم تفويضــاً إلـى اللَـه صـابراً
وعـن أمـره منـه النهـوض أو الصـبر
ولــم يـك مـن خـوف الأذاة اختفـاؤه
ولكـن بـامر اللَـه خيـر لـه السـتر
وحاشــاه مـن جبـن ولكـن هـو الـذي
غـداً يختشـيه مـن حـوى البر والبحر
ويرهــب منــه الباســلون جميعهــم
وتعنــو لــه حـتى المثقفـة السـمر
أكــل اختفـاء خلـت مـن خيفـة الأذى
فــرب اختفـاء فيـه يسـتنزل النصـر
وكــل فــرار خلــت جبنــا فربمــا
يفــر أخــو بــأس ليمكنــه الكــر
فكــم قــد تمــادت للنـبيين غيبـة
علـى موعـد فيهـا إلـى ربهـم فـروا
وان بيــوم الغــار والشــعب قبلـه
غنـاء كمـا يغنـي عـن الخـبر الخبر
ولـم أدر لـم انكـرت كـون اختفـائه
بــأمر الـذي يعيـا بحكمتـه الفكـر
أتحصـر أمـر اللَـه بـالعجز أم لـدى
اقامــة مــا لفقــت أقعـدك الحصـر
فــذلك أدهــى الـداهيات ولـم يقـل
بــه أحــد إلا أخــو السـفه الغمـر
ودونــك أمــر الأنبيـاء ومـا لقـوا
ففيــه لــذي عينيــن يتضــح الأمـر
فمنهــم فريــق قـد سـقاهم حمـامهم
بكـأس الهـوان القتل والذبح والنشر
أيعجــز رب الخلــق عـن نصـر حزبـه
علــى غيرهــم كلا فهـذا هـو الكفـر
وكــم مختــف بيــن الشـعاب وهـارب
إلـى اللَـه فـي الأجيال يألفه النسر
فهلا بـــدا بيـــن الـــورى متحملا
مشـقة نصـح الخلـق مـن دأبـه الصبر
وإن كنــت فــي ريــب لطـول بقـائه
فهـل رابـك الـدجال والصـالح الخضر
أيرضـــى لـــبيب أن يعمــر كــافر
ويأبـاه فـي بـاق ليحمـي بـه الكفر
ودونــك أبنــاء النــبي بــه تـزد
بآحادهـــا خــبراً وآحادهــا كــثر
فكــم فــي ينــابيع المـودة منهـل
نميــر بــه يشــفي لـوارده الصـدر
وفــي غيــره كـم مـن حـديث مسلسـل
بــه يفطـن السـاهي ويستبصـر الغـر
ومـن بيـن أسـفار التواريـخ عنـدكم
يؤلــف فــي تأريــخ مولــده ســفر
وكـم قـال مـن أعلامكـم مثـل قولنـا
بــه عــارف بحــر وذو خــبرة حـبر
فكــم فــي يـواقيت البيـان كفايـة
يقلـد مـن فصـل الخطـاب بهـا النحر
وذي روضـة الأحبـاب فيهـا مطـالب ال
ســؤول وفـي كـل الفصـول لهـا نشـر
منـــاقب آل المصــطفى لشــواهد ال
نبــوة فيهــا وهــي تــذكرة ذكــر
وذا الشـيخ أضـحى فـي فتوحـاته لـه
علــى كــل تأريــخ بتــأريخه نصـر
ولاح بمرقــاة الهدايــة فـي المكـا
شــفات لــدى مــرآة أسـراره السـر
وللحســـن الشــيخ العراقــي قصــة
بســبع لياليهـا لـه ارتفـع السـتر
وصـــدقه الخـــواص فيمــا يقــوله
وكـــل لـــديكم عــارف ثقــة بــر
وعنــه شـفاها قـد روى أحمـد البلا
ذري وفـــي أخبـــاره لكـــم خــبر
ومــا أسـعد السـرداب حظـاً ولا تقـل
لـه الفضـل عـن أم القرى وله الفخر
لئن غـاب فـي السـرداب يومـاً فإنما
غــدا أفقـاً مـن خطـه يضـرب السـتر
وهـا هـو بيـن النـاس كالشـمس ضمها
ســحاب ومنهـا يشـرق الـبر والبحـر
بــه تـدفع الجلـى ويسـتنزل الحبـا
وتســتنبت الغــبرا ويستكشـف الضـر
كمـا قيـل فـي الابـدال والقطب انهم
بهـم تـدفع الجلـى ويسـتنزل القطـر
ولا عجــب ان كــان فــي كــل حجــة
يحــج وفيــه يسـعد النحـر والنفـر
ويعرفـــه بيـــت الحــرام وركنــه
وزمــزم والاســتار والخيـف والحجـر
ولكنــه عــن أعيــن النــاس غـائب
كمـا غـاب بيـن الناس الياس والخضر
وقولــك هــذا الــوقت داع لمثلــه
ففيـه تـوالى الظلـم وانتشـر الشـر
يعيبـــك فيـــه الســامعون فــإنه
لعمــرك قــول عــن معــائب يفــتر
فمــا أنــت والـداعي فـدعه مسـلما
لعلــم عليــم عنــه لا يعـزب الـذر
وقــد جــاء فــي الآثـار ان ظهـوره
يكـون إذا مـا جـاء بـالعجب الـدهر
ويعــرو أناسـاً قـد تمـادوا بغيهـم
من القذف بعد المسخ والخسف ما يعرو
وتغـدو الورى إذ كان يقتادها العمى
ويحملهـا مـن جهلهـا المركـب الوعر
حيــارى بلا ديــن وذو الـدين قـابض
علـى دينـه ضـعفا كمـا يقبـض الجمر
فكيــف وهــذا الــدين يزهـر روضـه
وينفــح مــن حافـات زاهـره النشـر
وهــا هـم ملـوك المسـلمين وعـدلهم
بكــل ربــاط فيــه يبتســم الثغـر
وذي رايــة التوحيــد يخفــق ظلهـا
حميــداً ومـن عبدالحميـد لهـا نشـر
وهـــذا أميــر المــؤمنين وعــدله
وذي علمــاء الأمــة الأنجــم الزهـر
فــدع عنـك وهمـا تهـت فـي ظلمـاته
ولا يرتضـــيه العبــد كلا ولا الحــر
وان شــئت تقريــب المــدى فلربمـا
يكــل بمضــمار الجيـاد بـك الفكـر
فمـذ قادنـا هـادي الدلييل بما قضى
بـه العقـل والنقل اليقينان والذكر
إلـــى عصــمة الهــادين آل محمــد
وانهــم فــي عصــرهم لهــم الأمــر
وقـد جـاء فـي الآثـار عـن كـل واحد
أحـاديث يعيـى عـن تواترهـا الحصـر
تعرفنـــا ابـــن العســكري وإنــه
هـو القـائم المهـدي والواتر الوتر
تبعنـا هـدى الهـادي فأبلغنا المدى
بنـور الهـدى والحمـد لِلّـه والشـكر
الشيخ جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم البلاغي الربعي النجفي.من أشهر علماء عصره، مؤلف كبير وشاعر مجيد.ولد في النجف، ونشأ بها وأتم درسه على أعلام زمانه، ثم رحل إلى سامراء ثم الكاظمية، وعاد إلى مسقط رأسه النجف، حيث توفي فيها، وقد كان له مراسلات ومحاورات شعرية.له: الهدى إلى دين المصطفى، أنوار الهدى، نصائح الهدى.