
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَّــا رَأَتْنِـي أُمُّ عَمْـرٍو صـَرَفَتْ
قَــدْ بَلَغَـتْ بِـي ذِرْوَةً فَـألْحَفَتْ
وَابْيَـضَّ مِنْ بَعْدِ السَّوادِ الشَّعَفَةْ
وَهامَــةٌ كَأَنَّهــا قَــدْ نُتِفَــتْ
وَانعـاجَتِ الْأَحْناءُ حَتَّى احْقَوْقَفَتْ
وَقَحِلَــــتْ جِلْـــدَتُهُ وَشـــَظِفَتْ
وَأَحْــدَثَتْ لِــي بِغْضــَةً وَشـَنِفَتْ
وَســـُرُحٍ دَوْســَرَةٍ قَــدْ شــَرَفَتْ
كَلَّفْتُهـا الدُّلْجَـةَ حَتَّـى أَسـْدَفَتْ
حَتَّــى إِذا ظَلْماؤُهــا تَكَشــَّفَتْ
عَنِّــي وَعَـنْ صـَيْهَبَةٍ قَـدْ شـَرَفَتْ
عـادَتْ تُبارِي الْأَزْفَلَى وَاسْتَأْنَفَتْ
ذَا قَبَـــلٍ دَيْــدَنُها فَــأَوْجَفَتْ
تَنْفِـي بِرِجْلَيْها الْحَصَى كَما نَفَتْ
أَيْـدِي الصـَّيارِيفِ وِراقـاً زُيِّفَتْ
تَنْجِلُــــهُ نَجْلاً إِذا تَقَيَّفَــــتْ
يا ابْنَ أَبِي الْعاصِي إِلَيْكَ لَهَفَتْ
تَشــْكُو إِلَيْـكَ سـَنَةً قَـدْ جَلَفَـتْ
أَمْوالَنــا مِـنْ أَصـْلِها وَجَرَّفَـتْ
تَرْجُـو اجْتِبارَ عَظْمِها إِذْ أَزْحَفَتْ
فَــأَمْرَعَتْ لَمَّــا إِلَيْـكَ أَهْـدَفَتْ
أَغَــرَّ مِثْـلَ الشـَّمْسِ إِذْ تَشـَوَّفَتْ
مِــنْ عِتْـرَةٍ قَـدْ كَثُـرَتْ وَشـَرُفَتْ
تَنْمِـي إلـى جُرْثُومَـةٍ قَدْ أَشْرَفَتْ
عَلَـى الْجَراثِيـمِ الأُلى وَإِنْ عَفَتْ
أَهْــلُ خِلافـاتٍ وَدِيـنٍ قَـدْ صـَفَتْ
لَهُـمْ رَسـَتْ أَوْتادُهـا وَاسْتَحْصَفَتْ
فَالْمُلْـكُ فِيهِـمْ خالِـدٌ ما هَتَفَتْ
وَرْقـاءُ فِـي أَفْنانِ غِيلٍ أَوْ هَفَتْ
مِثْـلُ اللُّيُـوثِ الْحُمْسِ إِذْ تَغَضَّفَتْ
وَكَـم لَـهُ فِينَـا يَـداً قَدْ سَلَفَتْ
وَكَفُّــهُ مــا أَتْلَفَتْــهُ أَخْلَفَـتْ
هِـيَ الْحَيَـا إِذا السِّنُونَ أَجْحَفَتْ
وَهَبَّـــتِ الرِّيــحُ بَلِيلاً وَزَفَــتْ
ثَلْجــاً وَصــُرَّاداً لَــهُ وعَصـَفَتْ
وَشـــَدَّبَتْ عِضـــاهَها وَجَفَّفَـــتْ
الزَّفيان هو عطاءُ بنُ أُسَيْد السعدي، أَبُو مرقال، راجزٌ أمويٌّ من بني عوافة بن سعد بن زيد مناة بن تميم، يُقدَّرُ أنّهُ عاشَ إلى نهايةِ القرنِ الهجريّ الأوّل، والزَّفيان لقبٌ غلبَ عليهِ لقصرِ قامتِهِ، ولا تذكرُ المصادرُ الّتي ترجمت له نسبَهُ إلى ما بعد أبيه "أُسَيد"، مدحَ في شعره عمر بن عبيد الله بن يعمر والي البصرة في عهدِ ابن الزّبير، وأشادَ بإخماده فتنة ابن فديك في زمن عبد الملك بن مروان، كما أنّ له شعراً في مدح قبيلته الكبرى بني تميم، وأخباره قليلة نزرة في المصادر الأدبية، وله ديوانٌ مطبوع.