
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـا شـاعرٌ والشعر بي
قــد أبلغـوهُ أمـانيه
وبعكــس ذلــك اننــي
فيــهِ عـدمتُ العـافيه
فبـــهِ شــغفتُ كــأنهُ
مــرآة حســنٍ بــاديَه
ولزمتــــهُ وأبحتُـــه
أوقـات أنسـي الغاليه
وخــــدمتُهُ ووهبتُـــه
فــي كـل يـومٍ قـافَيه
منهــا أصــوغ قصـيدةً
تحكــي رداحـاً غـانيَه
بجميـع أصـناف الـدما
لــج والخلاخـل حـاليه
هــيَ خمســةٌ فـي سـتَّةٍ
او ســـبعةٌ بثمــانيه
فانـا اسـير الشعر في
هـذي الـديار العاتيَه
يُــوحَى الــيَّ وغالبـاً
في الليل بعد الثانيَه
يُـوحى وأعيـنُ كـل حـيٍّ
فــي المدينـة غـافيه
فكــأنهُ زيــرٌ يطــوف
علـى الغواني الغاويَه
يحـي الليـالي جالسـاً
بيــن الطلا والبـاطيَه
طنبـــورهُ فــي كفّــهِ
والعُـود عبـد الجارَيه
حــتى اذا هُجـرت مـوا
خيــرٌ ونــامت جـانيَه
شــدَّ الركـابَ الـيَّ لا
يرثـي لحـالي الواهيَه
وانـا الذي منذ الغرو
ب اكـون حِلـس الزاويَه
فــي أســرةٍ بحـديثهم
نفسـي الحزينـة لاهيَـه
مـن قبل نصف الليل لا
تلقــى عيـوني سـاهيَه
والنـوم أَلـزم للحيوة
مــن الضــيوف الآتيَـه
فيقيمنـي هـذا الخبيث
او الطبــاع الجـافيَه
واذا عصـيتُ رمى الوسا
د بجمــر نـارٍ حـاميه
لقــد اســتبدَّ كــأنهُ
ملــكٌ عتـا او طـاغيَه
فيصــحُّ عنــدي اننــي
منــهُ منيــتُ بـداهيَه
فـاهبُّ مرتعـداً ونفسـيَ
للقريــــض مـــواتيه
وكـــأنَّ جــنَّ قــرائح
الشـعراءِ تلبـثُ صاحيَه
أو انهــنَّ مللــنَ مـن
تلقيـن عُـرب البـاديَه
فيســوقهنَّ لـيَ الخيـا
لُ كـــأنهنَّ زبـــانيَه
وثبـت الـى وجه الثرى
مـن فعـر جوف الهاويَه
يملأن راســــي ضـــجَّةً
فيصـير مثـل الخـابيَه
والعيـن من طول السها
د تعـود سـَكرى داميَـه
حـتى اذا هتـكَ الصـبا
حُ ســتورَ ليـلٍ داجيـه
ودَّعننـــي وتركنَنـــي
كالموميــاء الفـانيه
دي حـالتي مـذ كان عُو
دي كالغصـون النـاميَه
وأديــمُ وجهــي نيّــرٌ
كــزلال عيــنٍ صــافيَه
فلتظهــرنَّ لـيَ المحـا
سـنُ والمعاني الساميَه
مــن مَــوردٍ او معهـدٍ
أو أغيــدٍ أو غــاديَه
مـن كـلّ ما تحت الأثير
وفـي السـماءِ الصاحيَه
مـن كـلّ مـا لهجَـت بهِ
أمــمٌ مضـت ام بـاقيَه
امــا العشــيَّة خفيـةً
امــا الغـداة علانيَـه
فتعـادُ مـن قبل الصبا
ح الـى ذويهـا راضـيه
تُكسـى بمـا نسج النهى
حلــل التخيُّـل زاهيَـه
أبــداً تــدوم جديـدةً
هيهــات تُنظَـرُ بـاليَه
امـا انـا فرسـومُ جـس
مـي عـن قريـبٍ عـافيَه
مـا حيلـتي أن لم يخلِّ
الشــعرُ عنـديَ عـافيَه
سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري.أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه.وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره.له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و(آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط)، و(سحر هاروت-ط)، و(بدائع ماروت-ط)، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط)، و(حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.