
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للحمـائم نـاحت فـوق أغصـان
لقـد أهـاجت بكـاء الواجد الفاني
قـامت علـى الـدوح ورقـاء مؤرقـة
تملـي فنـون الهـوى من فوق أفنان
حسـبي وحسـبك مـا هيجـت مـن شـجن
فليــس شــجوك مــن شـجوي بسـيان
لــي مثـل وجـدك أضـعافا مضـاعفة
وضــعف جســمي أقــوى كـل برهـان
لا أنــت للـدوح لا للشـوق لا لهـوى
مـا دمـت لا تكتميـن الوجد كتماني
إن الحمــائم فـي الأسـحار هاجعـة
وصـاحب الشـوق لـم يهنـأ بسلواني
أملــي الغــرام بأنفــاس مصـعدة
وأنـت تمليـن لـي سـجعاً بألحـاني
أكـاد أشـرق فـي دمعـي لفـرط بكاً
كــأن عينـي فـي التـذارف عينـان
ومــا لعينـي لا تبكـي وقـد نظـرت
بـاب الحـوائج موسـى فخـر عـدنان
لهفــي عليــه سـجينا طـول مـدته
مـا زال ينقـل مـن سـجن إلـى ثان
جــروه وهــو يصــلي طـوع بـارئه
فناصـبوا اللـه فـي كفـر وطغيـان
سـاروا بـه فـي قيـود كبلـوه بها
وقــد جنـوا مـا جنـوه آل سـفيان
سـل حبـس عيسـى ومالاقـاه مـن محن
فيــه وقاســاه مـن جـور وعـدوان
ولا تسـل عنـه حبس ابن الربيع فكم
أعيــى بـه الضـر مـن آن إلـى آن
وخــلّ عمــا جنـى السـندي ناحيـة
فــذكره فــت فـي قلـبي وأشـجاني
يلقــي الإمــام بـوجه ملـؤه غضـب
وكــان يسـمعه مـن لفظـه الشـاني
يمسـى مـن السـجن فـي ليل بلا شهب
ولا يـرى الصـبح فـي ضـوء وتبيـان
روحــي فـداه بعيـداً عـن عشـيرته
لا بـل بعيـد اللقـا مـن أي إنسان
حــتى إذا جرعـوه السـم فـي رطـب
فحـال مـن وقعـه المـردي بـألوان
نـاء عـن الأهـل لـم يحضره من أحد
فــداه أهلــوه مــن شـيب وشـبان
لهفـي لـه وهو في قعر السجون لفى
وليــس يــدنوه مـن أهـل وجيـران
نعــش ابـن جعفـر حمـالون تحملـه
فــأين عنــه ســرايا آل عــدنان
مثـل ابن من دانت الدنيا له شرفا
لــم يحتفـل فيـه مـن قـاص ولادان
لمــن علـى الجسـر نعـش لا يشـيعه
مــن الــورى غيــر حـراس وسـجان
لمــن علــى الجســر لا يطـوف بـه
ذووه مـن رحمـه الأدنى أولو الشان
لمـن علـى الجسـر نعـش يستهان به
كميـــت غيــر ذي شــأن وعنــوان
لمـن علـى الجسـر نعـش ما أعد له
ضــريح قــبر ولـم يـدرج بأكفـان
لمــن علـى الجسـر نعـش لا يجهـزه
أهــل المــودة مـن صـحب وأعـوان
إن أنـس لا أنـس إذ مال الطبيب له
فحبـــس بـــاطن كفيــه بامعــان
فمــر يعــبر لا يلــوي علـى أحـد
عرتــه دهشـة واهـي اللـب حيـران
يقــول مــا للفــتى مصـر ولا فئة
أمــاله ثــائر فـي بـأس غيـر أن
إن الفـتى مـات مسـموما فـأين هم
فليثأروا فيه وليقضوا على الجاني
القيـد فـي رجلـه والغـل فـي يده
وللعبــاءة شــأن أعظــم الشــان
ألقـوه فـي الجسـر مطروحـا تقلبه
أيــدي الأجــانب فــي ســر وإعلان
حسن بن محمد بن عبد الصمد المعروف بالبهبهاني.فاضل أديب وشاعر لبيب.ولد في النجف وبها نشأ، وأخذ العلم على شيوخها وأكمل القراءة والكتابة، ونظم الشعر.وهو معدود في الطبق الوسطى من معاصؤيه.توفي في النجف بعد مرض طويل من غلطة طبيب.