
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نــأى فــأومى لتــوديعي باشـفاقي
رشــا أهـاج غـداة الـبين أشـواقي
وعنــدما أمــن الواشـي سـرى عجلا
نحــوي لأجـل اعتنـاقي سـير أعنـاق
سـاروا فقلـبي مـذ جـد المسير غدا
يقفـو الظعـون وجسـمي بالحمى باقي
يكفكــف الــدمع مـن عينـي يدويـد
علــى فــؤاد لخــوف الـبين خفـاق
هـب يـوم بينهـم أبكـى الجفون دما
لكنـــه ضـــم مشـــتاقا لمشــتاق
فســرت خلفهــم حــتى كللــت ولـم
أطــق لمــا بــي علـى رد والحـاق
يـا صـاحبي أعيرانـي الـدموع فمـا
أبقـــى فراقهـــم دمعــا لآمــاقي
وخـــبراهم لئن حـــالت عهـــودهم
إنــي مقيــم علـى عهـدي وميثـاقي
أمسـيت مـن بعـدهم مضـن الحـش أرق
داء لعمـــرك لا يرجـــى لـــه راق
فيــا لقلــب بنـار الهجـر مضـطرم
ويـــالطرف بمــاء العيــن دفــاق
يا منية النفس ذابت في النوى كبدى
فــامنن ولــو بخيــال منـك طـراق
أسـرت قلـبي وأطلقـت الـدموع دمـا
فلــم أزل منــك فــي أســر وإطلاق
للــه أيامنــا بــالرقمتين فقــد
كــانت بهــم مشــرقات أي إشــراق
أمسـي وأصـبح نشـوان الفـؤاد بهـا
فــي فتيــة نـاحلي الأجسـاد عشـاق
أقمــار تــم تيـار الشـمس بينهـم
علــى يــدي أغيــد للقلــب سـراق
شـــمس تـــدار بـــأكواب وآنيــة
مـن الـدراري إدارتهـا يـد الساقي
كـم ظـل فيهـا يعاطيني المدام رشا
مـن عـذب ريـق لـداء القلـب ريـاق
رشــيق قــدٍ كغصــن البـان معتـدل
رقيــق خــد بمــاء الحسـن رقـراق
طــافت بطلعتـه بـدر السـماء كمـا
ســما أبـو الفضـل فـي علـم وأخلاق
زاكـي المفـاخر محمـود المـآثر بل
هــادي البرايــا بلا مــنّ وإغـراق
كـم روَّح العلـم من بعد الكساد وكم
عـــم الأنـــام بألطــاف وإشــفاق
فللهــدى والنــدى بـل كـل مكرمـة
قــامت لعمـرى بـه سـوق علـى سـاق
أكـرم بمجـد فـتى فـاق الأنـام نداً
وفــاق حــتى تســامى بــدر آفـاق
تســيل كفــاه أمــا أزمــة أزمـت
كالســحب لكــن بلا رعــد وإبــراق
فليــس للســر غلا منــه مــن وطـن
وليــــس للســــر إلاه بمصــــداق
ولـــم يـــزل دهــره طلاب مكرمــة
مـا اعتـاق عنهـا وحاشـاه بـأعواق
ذات تجمــع فيهــا مــا تفـرّق مـن
علــــــم وحلــــــم وآداب وأخلاق
جلــت وعــزت علا حــتى تقاصـر عـن
إدراكهـــا كـــل نقـــاد وحــذاق
صـفت وطـابت لـي الأيـام لـي فكـأن
الــدهر عنــي فــي قيــد وإيثـاق
بــوده خصــني اللـه الـودود بلـى
مـا الـود بيـن الـورى إلا بـأرزاق
أعــددته لــي حسـاما تسـتطيل بـه
كفـي لـدى الحـرب إن قامت على ساق
مــالي سـواه إذا مـا نـابني خلـل
أو جـار يومـا علـى الـدهر من واق
أبــر بــي مــن أب بــر وذي رحـم
كـــأن أعراقـــه لفــت بــأعراقي
أنـا ابـن مـن خضعت صيد الملوك له
خيـــر الخلائق فـــي أوصـــاف خلاق
يزهـو بك الدهر يا بدر الكمال كما
تزهـــو الريــاض بــأوراد وأوراق
فكــم وكـم لـك مـن نعمـاء سـابغة
طــوقت جيـد العلـى منهـا بـأطواق
حـويت غـر المعـالي وارتقيـت إلـى
أعلـى المراقـي فيـا للـه مـن راق
فـدم مـدى الـدهر فـي نعماء ناعمة
مــــن واهـــب منعـــم الآلاء رزاق
حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم.شاعر كبير وعالم جهبذ.ولد في النجف ونشأ بها وقد أخذ الفقه والأدب على صاحب الجواهر.كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم، وهاجر من النجف وسكن كربلاء فأصيب ببصره، فلما برء عاد إلى النجف مبصراً.توفي في النجف.له ديوان شعر.له: كتاب في الفقه، شرح منظومة بحر العلوم.