
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أديـة أنـت فـائدة الزمـان
فقـد فقـت الممالك في معان
بـذلنا جهـدنا عزمـاً وحزماً
ووطنـا الكمـاة على الطعان
واجهـدنا العزائم والمساعي
وأعملنـا الحسام مع السنان
ليهنـئ أهـل مالقة انتصاري
وإعـزازي لهـم بعـد الهوان
ســينقذهم وينجيهـم جيمعـاً
رضـاع الخيـر إن درت لباني
وأرقيهــم ذرى مجــدٍ رفيـعٍ
كمــا أجنيهـم ثمـر الأمـان
وأضـعاف الـذي يبـدي لساني
إليهـم مـا يجـن لهم جناني
فحـق عليهـم شـكر امتعاضـي
ومـا خلقـي امتنانٍ بامتنان
ولكــن الحقــائق مخــبراتٍ
وكـم خـبرٌ ينـوب عن العيان
ألــم أعتقهـم مـن ذل كفـرٍ
جـرى فـي ضيمهم ملء العنان
وتـــوارة محرفـــة أعــزت
فطـالت ذلـة السبع المثاني
إلـى أن ثـار بـي عزم يمان
فـأدرك سؤله العضب اليماني
وانضــيت الصـوارم خاطبـات
وكـان فضـاؤها سـحر البيان
فعـاد الـبر معمور المغاني
وارض الفسـق مهدوم المباني
وقـام إمـام جـامعهم يصـلي
وأنســت المســامع بـالأذان
وكان ذوو الهدى ما بين ثاوٍ
قتيـل أو فقيـد العقـل فان
مـذ اقـتربت بـبربهم يهـود
أبـاح حسـامهم حسـن القران
عتـادي أجـر ما أوليت فيهم
مـن الفتكـات بكـر أو عوان
وحسـبي فـي سـبيل اللَه موت
يكـون ثـوابه خلـد الجنـان
عباد بن محمد بن إسماعيل، ابن عباد اللخمي، أبو عمرو، الملقب بالمعتضد بالله.صاحب إشبيلية، في عهد ملوك الطوائف، كان في أيام أبيه يقود جيشه لقتال بني الأفطس وغيرهم، وولى الأمر بعد وفاته (سنة 433هـ) فتلقب كأبيه بالحاجب، وأبقى الخطبة في إشبيلية وأكثر الكور باسم المؤيد بالله هشام بن الحكم الأموي وحجبه عن الناس، وصبر عليه طويلاً، ثم أعلن أنه قد مات (سنة 451) وأخذ البيعة لنفسه، وكان شجاعاً حازماً، ينعت بأسد الملوك.طمح إلى الاستيلاء على جزيرة الأندلس، فدان له أكثر ملوكها، واستولى على غربها، مثل شلب وشنت برية ولبلة وشلطيش وجبل العيون وغيرها، وولى عليها العمال (سنة 443) واتخذ خشباً في ساحة قصره جلّلها برؤوس الملوك والرؤساء، عوضاً عن الأشجار، وعلى آذانها رقاع بأسماء أصحابها، إرهاباً لأعدائه.واكتشف أن ابنه إسماعيل (وهو خليفته وولي عهده) يأتمر به، فحبسه في قصره، فرفع إليه أنه ماض في تدبير المؤامرة عليه، من مكان اعتقاله، فأحضره وقتله بيده (سنة 449) وقتل الوزير الذي تواطأ معه على ذلك وآخرين، وطالت مدته، ونفقت بضاعة الأدب في عصره، وكان يطرب للشعر، ويقوله، وقد جمع له ديوان في نحو ستين ورقة، وأخباره كثيرة. توفي بإشبيلية، بالذبحة الصدرية.