
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـلام علـــى دار رحنـــا وغــودرت
خلاء مـــن الأهليـــن موحشــة قفــرا
تراهـا كـأن لـم تغـن بـالأمس بلقعـاً
ولا عمــرت مــن أهلهـا قبلنـا دهـرا
فيـا دار لـم يقفـرك منـا اختيارنـا
ولـو أننـا نتسـطيع كنـت لنـا قـبرا
ولكــن أقــداراً مــن اللَــه أنفـذت
تــدمرنا طوعــاً لمــا حـل أو قهـرا
ويــا خيــر دارٍ قــد تركــت حميـدةً
سـقتك الغـوادي مـا أجـل ومـا أمـرا
ويــا مجتلــي تلـك البسـاتين حفهـا
ريــاض قــوارير غــدت بعـدنا غـبرا
ويــا دهــر بلــغ ســاكنيها تحيـتي
ولو سكنوا المروين أو جاوزوا النهرا
فصــبراً لســطو الـدهر فيهـم وحكمـه
وإن كــان طعـم الصـبر مسـتثقلاً مـرا
لئن كـان أظمانـا فقـد طـال مـا سقى
وإن سـاءنا فيهـا فقـد طال ما تيسرا
وأيتهــا الــدار الحبيبــة لا يــرم
ربوعـك جـون المـرن يهمي بها القطرا
كأنـــك لــم يســكنك غيــد أوانــس
وصـيد رجـالٍ أشـبهوا الأنجـم الزهـرا
تفــانوا وبــادوا واســتمرت نـواهم
لمثلهـــم أســكبت مقلــتي العــبرى
سنصــبر بعــد اليســر للعسـر طاعـةً
لعــل جميــل الصــبر يعقبنـا يسـرا
وأنــي ولــو عــادت وعـدنا لعهـدها
فكيـف بمـن مـن أهلهـا سـكن القـبرا
ويــا دهرنـا فيهـا مـتى أنـت عـائد
فنحمـد منـك العـود أن عـدت والكـرا
فيــا رب يــومٍ فــي دراهــا وليلـةٍ
وصـلنا هنـاك الشـمس باللهو والبدرا
فواجســمي المضـني وواقلـبي المغـري
ووانفســـي الثكلىوواكبــدي الحــرى
ويـا هـم مـا أعـدى ويا شجو ما أبرا
ويـا وجـد مـا أشجى ويا بين ما أقرا
ويـا دهـر لا تبعـد ويـا عهـد لا تحـل
ويـا دمـع لا تجمـد ويـا سـقم لا تبرا
سـأندب ذاك العهـد مـا قـامت الخضرا
علـى الناس سقفاً واستقلت بنا الغبرا
(1) قال صاعد الجياني (419- 462هـ) في كتابه "أخبار الحكماء" وكان من تلاميذه: مات في سلخ شعبان سنة ستٍ وخمسين وأربعمائةٍ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً، وكتب إلي بخط يده: إنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم في شهر رمضان سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة قال: وأصل آبائه من قرية منت ليشم من إقليم الزاوية من عمل أونبة من كورة ليلة من غرب الأندلس، وسكن هو وآباؤه قرطبة ونالوا فهيا جاهاً عريضاً، وكان أبوه أبو عمروٍ أحمد بن سعيد بن حزم أحد العلماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامرٍ ووزراء ابن المظفر بعده والمدبرين لدولتيهما، وكان ابنه الفقيه أبو محمد وزيراً لعبد الرحمن المستظهر بالله، ابن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ثم لهشام المعتد بالله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، ثم نبذ هذه الطريقة وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن، ..إلخ.نقل كل ذلك ياقوت في ترجمته ثم قال: قرأت بخط أبي بكر محمد بن طرخان بن يلتكين ابن بجكم قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد ابن العربي الأندلسي: توفي الشيخ الإمام أبو محمدٍ علي ابن أحمد بن سعيد بن حزمٍ بقريته وهي من غرب الأندلس على خليج البحر الأعظم في شهر جمادى الأولى من سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائةٍ، والقرية التي له على بعد نصف فرسخ من أونبة يقال لها متلجتم وهي ملكه وملك سلفه من قبله قال: وقال لي أبو محمد بن العربي: إن أبا محمد بن حزم ولد بقرطبة، وجده سعيد ولد بأونبة ثم انتقل إلى قرطبة وولى فيها الوزارة ثم ابنه عليٌّ الإمام أقام في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستاً وعشرين سنة وقال: إني بلغت إلى هذا السن وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات ...إلخ (والوزير أبو محمد ابن العربي المذكور هو والد القاضي أبي بكر ابن العربي ترجم له الذهبي في سير اعلام النبلاء قال: (ابن العربي الإمام العلامة الأديب، ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الإشبيلي، والد القاضي أبي بكر. صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر، فسمعا من طراد الزينبي، وعدة، وكان ذا بلاغةٍ ولسنٍ وإنشاء. مات بمصر في أول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مئة في عشر التسعين، فإن مولده كان في سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة. ورجع ابنه إلى الأندلس)قلت أنا زهير: نقلت كل ذلك ليتأمل الناس الكلام المنسوب إلى القاضي أبي بكر ابن العربي والذي نشرته في التعريف بكتابه "العواصم من القواصم" وهو قوله فيه(ص 249) بعدما وصف رحلته في المشرق: (فلما عدتُ وجدت القول بالظاهر قد ملأ المغرب بسخيف كان من بادية أشبيلية يعرف بابن حزم ... وقد كان جاءني بعض الأصحاب بجزء لابن حزم سماه"نكت الإسلام" فيه دواهي فجردت عليه نواهي، وجاءني برسالة "الدرة" في الاعتقاد فنقضتها برسالة "الغرة")