
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كنـت قـد فضت شعاعاً في السما
فبــدت منــك بــدور وشــموس
وكســوت الأرض بــالنور فمــا
هــي فــي بهجتهــا إلا عـروس
ذاك عهـد فيـه دهـري ابتسـما
ثـم أضـحى اليـوم غضبان عبوس
كيــف قـد قطـب ذاك الابتسـام
وأقـام البـؤس مـن بعد الهنا
واسـتحال النـور بحراً من ظلام
غرقــت فـي لجّـه بيـض المنـى
كنـت لـي فـي وحدتي خلا انيسا
ولقــد كنــت نـديمي وخليطـي
كنـت تملـي لي من الحب دروسا
فمحــت أســطرها كـف القنـوط
يـا نـديمي ان هاتيك الكؤوسا
حكـم الـدهر عليهـا بالسـقوط
آه مـا أطـول سـاعات الحيـاة
آه مــا أقصـر أيـام النعيـم
مـن تـرى أبـدل تلـك النسمات
يـا حبيـبي بأعاصـير السـموم
كنــت لــي قيثــارة تنشـدلي
نغــم الحــب وألحـان الصـبا
أفرغتهــا فـي خريـر الجـدول
وحفيــف الـدوح هزّتـه الصـبا
كـم علـى توقيـع لحـن البلبل
رقــص الغصــن وقلــبي طربـا
ثم عاد الجدول الصافي النمير
لجـج الـدمع وأمـواج الـدماء
وغـدا الـروض وأسـراب الطيور
مأتمـاً تعلـوه أشـباح الشقاء
أتـرى يرجـع لـي عهـد النعيم
فـأرى الـروض وأصـغي للطيـور
واذا مــا طربـت روح النـديم
شـاركت روحـي فـي لثم الزهور
واذا مـا داعـب النهر النسيم
بسـمت مـن صـفحة المـاء ثغور
أتـرّث فـي الماء تلك النسمات
أثـر التقبيـل في الخدّ الأسيل
وعلا تصــفيق أمــواج الفـرات
حينمــا ودّعهــا نـور الأصـيل
كنــت فــي يـومي جلاد وجـدال
سـيفي الماضـي الشبا أو قلمي
صـغت مـن نـورك قوسـي ونبالي
وبهـــا مزّقـــت درع الظلــم
ولقــد كنــت جناهـا لخيـالي
فغــدا يســبح بيــن الأنجــم
ثـم قـد فلـت يد اليأس السلاح
فـوقعت اليـوم في الحرب أسير
وأهاضــت غيلــة ذاك الجنـاح
أفيرجـــى لمهيــض أن يطيــر
كنـت نبراسـاً تجلّى في الحياة
فارتـدت مـن ضـوئه برد الجلال
شــق بـالنور حجـاب الظلمـات
فبــدت مـن خلفـه آي الجمـال
أي كــف عبثـت فـي الكائنـات
فغـدا المـرج ومـا فيـه رمال
آه لهفـي صـار نبراسـي ضـرام
أشــعلت جـذوته منـي الفـؤاد
حبـذا يـوم بـه يـأتي الحمام
يـوم يمسـي ذلـك الجمـر رماد
السيد سعد بن محمد صالح النجفي.شخصية فذة، وسياسي محنك، وزعيم مستقل، وشاعر مطبوع.ولد في النجف، ونشأ فيها.تخرج من دار المعلمين سنة 1921، واشتغل كاتباً بالمحكمة الشرعية، ثم مدققاً في الحسابات العمومية، وأكمل دراسته في مدرسة الحقوق.ثم شغل عدة مناصب، وانتخب نائباً عدة مرات، وترأس حزب الأحرار.توفي في بغداد، ورثاه مجموعة من شعراء عصره.له شعر جيد.